مواجهه مصيرية تلك التى ستجمع منتخـب قطر بنظيره الأوزبكي، الخميس 14 نوفمبر/ تشرين الثانى الحالي، فى خامس جولات المجموعة الأولى مـن المرحله الثالثة لتصفيات مونديال 2026.
الأنظار ستكون مسلطة على المدرب الإسباني ماركيز لوبيز، مـن اجل تتبع كيفية التعامل مع مواجهه مفصلية فى شأن تحديد الطريق، فإما النقاط الثلاث التى ستحيي الأمل بالتأهل المباشر عَنْ المجموعة، أو تعثر قد يفرض تحولًا قسريًّا الي المرحله الرابعة مـن التصفيات، مـن اجل البحث عَنْ سبيل آخر لبلوغ كاس العالم.
الوضعية الحالية صعبة على منتخـب قطر الذى مني بخسارة ثقيلة امام المنتخـب الإيراني فى الجولة الماضية 1-4، ليتجمد رصيده عند النقاط الأربعة فى المركـز الرابع فى المجموعة، متأخرًا بفارق الأهداف عَنْ المنتخـب الإماراتي الثالث، وبفارق 6 نقاط عَنْ المنتخبين الإيراني والأوزبكي صاحبي الصدارة برصيـد 10 نقاط، بينما يأتي منتخـب قيرغيزيا فى المركـز الخامس بـ 3 نقاط، والمنتخب الكوري الشمالي أخيرًا بنقطتين.
الخسارة الاخيره كشفت عيوبًا وجب علاجها فى مواجهه المنتخـب الأوزبكي الشرس، والذي لم يخسر جاء الى وحقق نتائـج لافتة جدًّا، بالفوز فى ثلاث لقاءات على الإمارات وقيرغيزستان وكوريا الشمالية، وتعادل سلبًا مع المنتخـب الإيراني القوي، وبالتالي فإن الهامة تحتاج الي ان يستحضر العنابي ولوبيز تلك الصُّورَةُ التى كان عليها النادي فى نهائيات كاس آسيا الاخيره 2023 والتي توج بلقبها.
تفاصيل تكتيكية ومستجدات إجبارية
لا شك ان الصُّورَةُ التى ظهر عليها العنابي فى مواجهه إيران خصوصًا فى الشوط الثانى مرفوضة تمامًا، بعد مخالفات واضحة وقع فيها الجهـاز الفنى، أفرغت المنتخـب مـن المزيد مـن العوامل المساعدة الفنية والتكتيكية، وبالتالي فإن التغيير فى النهج بات ضرورة ملحة، خصوصًا فى جزئية توفير توازن وحماية للخط الخلفي الذى انكشف امام إيران وكادت النتيجة تكون أكبر.
الحفاظ على حاجز عمق فى منطقه العمليات أمر مفروغ منه، مـن دون المجازفة فى وضح تلك المنطقة، وبالتالي فإن وجود احمد فتحي وجاسم جابر وفق واجبات واضحة فى عمق منطقه العمليات هو المطلوب، بينما قد يكون خيار المدافعين الخمسة واردًا، فى اثناء الاحتفاظ بخوخي بوعلام وعبد الكريم حسن وطارق سلمان ولوكاس مينديز، مع تأمين بديل لبيدرو فى الظهير الأيمن.
لكن على الناحية الهجومية، يعد أكرم عفيف مركز الثقل فى الصناعة وحتى التسجيل، بينما سيكون مـن الضروري أيضًا وجود المعز الذى يقدم مستوى طيبًا فى الآونة الاخيره ويسجل، وحتى يكتمل المثلث الأمامي سيكون مـن الأفضل أيضًا حضور إدميلسون مع حرية التحرك لهذا الثلاثي فى الهجوم بتبادل المراكز، مع التزام أكرم وإدميلسون فى العودة لمساندة الأطراف.
هل كان استحواذ منتخـب قطر ناجحًا بعد أربع جولات؟
وتمسك منتخـب قطر فى مبارياته الأربع السابقة على ان يكون الطرف الأكثر استحواذًا على الكرة، حتـى فى المواجهة الاخيره امام إيران، رغم عَدَّدَ الفرص الكثيرة التى خلقها المنافس، لكن السؤال المطروح هو القادم: هل الاستحواذ كان ناجعًا فى منح منتخـب قطر الأفضلية الفعلية مـن اثناء النجاعة الهجومية والصلابة الدفاعية؟
الإجابة عَنْ هذا السؤال تستوجب العودة الي تفاصيل المباريات السابقة، فى مواجهه المنتخـب الإماراتي الأولى، كانـت نسبه استحواذ العنابي عاليه جدًّا، ووصلت الي 69% بعدد تمريرات عال جدًّا جاء الي 538 تمريرة، لكنه فى الوقت نفسه خلق فرصتين فقط وسجل واحده، بالمقابل خلق المنافس أربع فرص وسجل ثلاثة اهداف.
وفي مباراة كوريا الشمالية كان الاستحواذ عاليًا جدًّا أيضا بنسبة وصلت الي 73%، ومرر 517 تمريرة، لكن نسبه خلق الفرص كانـت عاليه ووصلت الي خمسة، اما امام قيرغيزيا فإن نسبه الاستحواذ وصلت الي 63% ومرر 492 تمريرة وخلق خمس فرص.
وفي المباراه الاخيره امام إيران، فإن الاستحواذ اثناء عنابيًّا بنسبة وصلت الي 54 %، ومرر المنتخـب 441 تمريرة، لكنه لم يخلق سوى فرصتين سجل واحده، بالمقابل خلق المنافس ست فرص.
ويبدو واضحًا ان نسبه الاستحواذ العالية لم تخدم منتخـب قطر فى خلق المزيد مـن الفرص الحقيقة على مرمى المنافسين، كَمَا ان النجاعة فى تجسيد تلك الفرص على قلتها لم تكن مثالية، وبالتالي ربما تكون التحولات أكثر جدوى فى شأن خلق الفرص وترجمتها، على العكس مـن لاحق المباريات التى عرفت متوسط تمريرات جاء الي 497 فى المباراه الواحدة، وهي نسبه عاليه لكنها لم تخدم منتخـب قطر.
وعليه، فإن اللعب امام المنتخـب الأوزبكي بأسلوبه، ربما يحدث فرقًا إيجابيًّا ويساعد المنتخـب القطري على تجاوز المرحله الحالية المفصلية، مـن اثناء جني النقاط الثلاث التى تعد الأهم الان، كَمَا فعل فى نهائيات كاس آسيا، اثناء انقادت المباراه للتعادل السلبى، وانتصر العنابي بركلات الجزاء، ومضى الي نصف النهائى ثم حَصَد البطولة، ليتحقق الهدف الأسمى وقتها.