كثيرة هى المواجهات التى جمعت الأردن والعراق عبر التَّارِيخُ، والتي تتجاوز الـ 70 مباراة بين ودي ورسمي، فطالما التقيا فى الدورات العربية والبطولات “وديا” ومسابقات غرب آسيا، فضلاً عَنْ التصفيات الآسيوية والعالمية.
وكثيرة هى المواجهات التى لا تنسى وما تزال راسخة فى ذاكرة الجماهير الأردنية، فهدف جمال أبو عابد مـن تسديدة بعيدة المدى فى تصفيات كاس العالم 1986، ما يزال يتم تداوله حتـى يومنا هذا، كلما تم استعادة شريط ذكريات لقاءات المنتخبين الشقيقين.
ويحل منتخـب الأردن ضيفًا على نَظِيرِه العراقي، فى لقاء جماهيري مرتقب يجمعهما الخميس القادم على ستاد جذع النخلة فى مدينة البصرة، ضوء الجولة الخامسه لتصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم 2026.
ويستعرض موقع العمدة نيوز أجمل 5 مباريات ما زالت عالقة فى أذهان الجماهير الأردنية، لما حملته مـن نتائـج مفرحة وأهداف جميلة، وأحداث مثيرة.
تصفيات كاس العالم 1986
هو أول لقاء يجمع المنتخبين فى تصفيات كاس العالم 1986، ويومها امتلأت مدرجات ستاد عمان الدولى عَنْ بكرة أبيها، وقدم منتخـب الأردن أداءً مثيرًا، رغم فارق الإمكانات بينهما فى ذلك الوقت.
وانتهت المباراه يومها بفوز العراق 3-2، بيد ان الهدفين اللذين سجلها منتخـب النشامى جاءا بطريقة جميلة، ما تزال جماهير الأردن تتذكرهما جيدًا، حيـث سجل الهدف الاول راتب الداوود عندما استقبل كرة عرضية ولعبها مقصية “دبل كيك” سكنت الشباك، قبل ان يوقع جمال أبو عابد الهدف الثانى والذي يعد أحد أجمل اهداف الأردن فى مرمى العراق على مدار المواجهات بين المنتخبين، حيـث تسلم كرة مـن مسافة بعيدة وتلاعب بالمدافعين، وأطلق تسديدة مباغتة استقرت فى أقصى الزاوية اليمنى.
بطوله الأردن الدولية 1992
بمناسبة احتفالات المملكة على مرور 40 عَامًٌا على الجلوس الملكي، نظم الاتحاد الأردني لكرة القدم بطوله الأردن الدولية فى شهر أغسطس/ آب عَامٌ 1992، بمشاركة منتخبـات العراق والسودان وباكستان ومولدافيا وأثيوبيا والكونغو وفريق وفاق سطيف الجزائري، وتم تقسيم النادي الي مجموعتين.
وبلغ المنتخبان الأردني والعراقي المباراه النهائيه، حيـث فاز النشامى بهدفين نظيفين حملا توقيع عارف حسين وهشام عبد المنعم، وسـط حضور جماهيري كثير عاش فرحة لن تنسى بالتتويج بلقب البطولة التى امتازت بالقوة.
تصفيات كاس العالم 2014
ومن المواجهات التى بقيت راسخة فى مخيلة جماهير الأردن، المباراه التى جمعت النشامى مع العراق فى أربيل وسـط حضور جماهيري كثير، ضوء الجولة الأولى مـن المرحله الثالثة لتصفيات كاس العالم 2014.
وسجل منتخـب الأردن أول فـوز تاريخي على العراق فى تصفيات كاس العالم، وبهدفين نظيفين وبقيادة المدرب العراقي عدنان حمد، حيـث أنهى النشامى الشوط الاول متقدمين بهدف حسن عبد الفتاح بالدقيقة 43، عندما استثمر عرضية عامر ذيب وأسكنها المرمى.
وفي الوقت الذى شهد فيه الشوط الثانى نشاطًا هجوميًّا للعراق عمليات بحثًا عَنْ التعديل، نجح الأردن فى تَسْجِيلٌ هدفه الثانى فى الدقيقه 47، حيـث أرسل عامر ذيب كرة عرضية ضربها عبد الله ذيب برأسه، ليردها الحارس وتعود الكرة إليه مجددًا، ليسددها بقوة فى المرمى مسجلًا الهدف الثانى لبلاده.
نهائى الدورة العربية فى عمان 1999
احتشد أكثر مـن 25 ألف متفرج فى ستاد عمان الدولى لحضور نهائى الدورة العربية التى استضافتها العاصمة عمان عَامٌ 1999، وجمعت الأردن والعراق، وجاءت المباراه مثيرة وحماسية.
واللافت فى هذه المباراه ان منتخـب النشامى تقـدم بأربعة اهداف مـن دورن رد، عَنْ بواسطة عبد الله أبو زمع وبدران الشقران “هدفان” وراضي شنيشل “خطأ فى مرماه”.
وبعد الدقيقه 70، أصيب لاعبو الأردن بتشتت ذهني جراء هذا التقدم، وساورهم الاعتقاد ان المواجهة حسمت، لكن منتخـب أسود الرافدين استطاع ان يسجل 4 اهداف، مدركًا التعادل عَنْ بواسطة حساـم فوزي “هدفان” وحيدر محمود ورزاق فرحان.
وأعلن الحكـم المصرى جمال الغندور انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 4-4، ليحتكما لركلات الجزاء لتحديد هوية البطل، لتبتسم لصالح منتخـب الأردن، بينما أدار الحظ ظهره لمنتخب العراق، بعد ان صد قائم حارس المرمى محمد أبو داود ثلاث ركلات لمنتخب العراق.
وسجل يومها للأردن عبد الله وبدران الشقران وسفيان عبد الله وأهدر حسونة الشيخ، بينما أَحِرْزٌ للعراق راضي شنيشل ورد القائم ركلات حساـم فوزي ورياض مزهر وعباس رحيم.
كاس آسيا فى قطر 2024
فى بداية العام الحالي 2024، التقى الأردن والعراق فى ثمن نهائى بطوله كاس آسيا التى جرت فى قطر، وهي آخر المواجهات التى جمعت بين المنتخبين الشقيقين.
سبق المباراه حشد جماهيري كثير، فكلا المنتخبان كان يطمح لمواصلة مشواره فى البطولة، وقد شهدت المواجهة قمه الإثارة والندية وانتصر بها النشامى 3-2، لتعلق بعض الصحف على نتيجه هذه المباراه وبالبنط العريض “النشامى يهزم العراق فى غضون دقيقتين ويتأهل لدور الثمانية”.
وأنهى منتخـب الأردن الشوط الاول متقدمًا بهدف سجله يزن النعيمات بالدقيقة الأولى مـن الوقت بدل الضائع، لكن فى الشوط الثانى رد أسود الرافدين الصاع صاعين، حيـث أَحِرْزٌ سعد ناطق التعادل بالدقيقة 68، وأتبعه أيمن حسين بهدف التقدم بالدقيقة 76.
وساور الاعتقاد الجماهير الأردنية بأن منتخبها فى طريقه للخسارة، وجماهير العراق بأن منتخبها فى طريقه الانتصار، رغم خروج مهاجمه أيمن حسين بالبطاقة الحمراء بعد تسجيله الهدف، إثر مبالغته بالاحتفال (حسب تقديرات الحكـم)، لكن دقائق الوقت بدل الضائع شهدت تَسْجِيلٌ النشامى لهدفين كانا أشبه بالحلم والخيال، حيـث سجل المدافع يزن العرب هـدف التعادل بالدقيقة 90+5، وأطلق نزار الرشدان تسديدة مـن مسافة بعيدة استقرت فى الشباك العراقية بالدقيقة 90+7، ليخرج النشامى فائزين 3-2.
ويعد هـدف نزار الرشدان فى مرمى العراق الأغلى فى تاريخ المواجهات بين المنتخبين، حيـث مهد الطريق امام النشامى لمواصلة المشوار فى البطولة، وبلوغ النهائى الذى خسروه امام قطر 1-3.
