قبل عشرين عَامًٌا سرق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الأضواء فى “البريميرليغ”، والآن، ينتقل مواطنه روبن أموريم مـن البرتغال الي الدورى الانجليزي الممتاز لتدريب فريق مانشستر يونايتد، حاملًا تكهنات تتوقع ارتقاءه الي مصاف ابرز المدربين فى أوروبا.
الان، انتقل أموريم (39 عَامًٌا) الي مانشستر يونايتد ليخلف الهولندي إريك تن هاغ المقال مـن منصبه بسـبب سوء النتائج، ووقع مع “الشياطين الحمر” على عـقد يمتد حتـى يونيو/حزيران 2027، مع إمكانية التجديد لموسم إضافي، علمًا أنه سيتولى مهامه يـوم 11 نوفمبر/ تشرين الثانى الحالي.
روبين أموريم تلميذ مورينيو ينتظره عمل كثير فى يونايتد
واللافت ان روبن أموريم المعروف عَنْ الانديه التى دربها اللعب الاستعراضي، دخل عالم التدريب بعد دورة سريعة فى فريق مانشستر يونايتد، وتحديدًا قبل ست اعوام تحت إشراف مدير فني “الشياطين الحمر” السابق مورينيو.
جاء مدرّبون آخرون مـن البرتغال الي الدورى الانجليزي الممتاز بسمعة سبقتهم، ولكنهم لم ينجحوا، وفي مقدمتهم أندريه فيلاش بواش الذى أخفق فى ترجمة التوقعات، بعد ان سار على خطى مورينيو بانتقاله مـن بورتو الي تشيلسي فى 2011.
لكن كل المعطيات تشير الي ان أموريم سيكون مميزًا فى مشواره التدريبي الجديـد مع مانشستر يونايتد، على غرار لقب “سبيشل وان”، والذي أطلقه مورينيو على نفسه فى 2004.
روبن أموريم صنع اسمًا تدريبيًا فى سبورتينغ لشبونة
صنع روبن أموريم اسمًا تدريبيًا لنفسه مع فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، بعدما لمع كلاعب فى صفـوف غريم العاصمة بنفيكا، النادي الذى شجعه منذ ان كان طفلًا والذي يحمل عضويته منذ نعومة أظفاره.
وقال أموريم فى مقابلة صحفية سابقة: “أرى نفسي مدير فنيًا لنادي بنفيكا، أو أحد أكبر الانديه فى العالم، الوقت وحده سيخبرنا وسأحتاج لكثير مـن الحظ للوصول الي هذا الهدف”.
بدأ أموريم مسيرته لاعـبًا مع بيلينينسيش، النادي المتواضع فى بيليم إحدى ضواحي العاصمة البرتغالية لشبونة، حيـث لعب هناك تحت إشراف المدرب الحالي للهلال السعودي جورجي جيسوس، فأسهم بحلوله خامسًا فى الدورى البرتغالي، وبلوغ نهائى مسابقه الكأس عَامٌ 2007.
فى 2008، انضم روبن أموريم الي بنفيكا، ولعب بعدها بسنة تحت قيادة المدرب جورجي جيسوس مجددًا. ولعب روبن غالبًا فى مركز الظهير الأيمن، بفريق ضـم البرازيلي دافيد لويز والأرجنتيني أنخيل دي ماريا، حيـث خطف البطولة معه، وفي فى العام القادم رضخ بنفيكا لبورتو بقيادة فيلاس بواش وخسر لقب الدورى، وعانى أموريم مـن اصابه فى ركبته.
احتاج روبن أموريم لإعارة طويلة فى صفـوف براغا كي يستعيد مستواه ويعيد الاعلان مسيرته، فعاد الي بنفيكا مع جيسوس اثناء موسـم 2013-2014.
لعب هذه المرة فى الوسـط، فتألق وأحرز ثلاثية محلية وبلغ نهائى الدورى الأوروبي “يوروبا ليغ”، حيـث خسر بركلات الجزاء امام إشبيلية الإسباني. ولم يصبح أموريم لاعـبًا عالميًا مـن الطراز الرفيع بسـبب الإصابة، فأنهى مسيرته الاحترافية معارًا فى صفـوف الوكرة القطري فى 2016.
روبن أموريم تأثر بجورجي جيسوس مدير فني الهلال الحالي
وصف روبن أموريم مواطنه مورينيو بأنه مرجعه فى كرة القدم، لكنه يقر بأن جيسوس ترك بصمة لديه أكثر مـن اى مدير فني آخر، إذ لعب تحت إشرافه سبع اعوام كاملة.
يتذكر أموريم بعض الاحداث مع مدربه السابق جيسوس، بقوله: “هذا مضحك، لأني كلاعب واجهت مشكلات عديدة مع جيسوس، على غرار لاعبين آخرين، لانه يرهقك”.
وتابع: “إنه يحاول الي الكمال حقًا، عملت معه مدة طويلة، ومن الواضح ان ما أطلبه مـن اللاعبـين يشبهه تمامًا، لكنني لن أكون مدير فنيًا مثل جورجي جيسوس، لأن طريقةَينا مختلفان تمامًا”.
روبن أموريم مدير فني حَقَّق نجاحات فى البرتغال
كان براغا فى منتصف الترتيب عندما تسلم عملية تـدريــب أموريم، لكنه نفذ عملًا مميزًا، وقاده الي لقب كاس الرابطه عَامٌ 2020 لدرجة ان سبورتينغ لشبونة، أقدم فى آذار/ مارس مـن العام ذاته على دفع بنده الجزائي البالغ 10 ملايين يورو، وهو مَبْلَغٌ خيالي لجلب مدير فني فى اى بلد.
لم يكن سبورتينغ أَحِرْزٌ لقب الدورى البرتغالي منذ عَامٌ 2002، فتحفظ مشجعوه تجاه خطوة استقدام هذا المشجع لنادي بنفيكا (أموريم) لتدريب النادي وتحقيق النجاحات معه.
اعلن روبن أموريم عند تقديمه جديدًا لنادي سبورتينغ: “أنا محترف ومتحمس الانتصار، وأعرف مدى عراقة هذا النادي، ولعبت ضده، أنا لست شخصًا يخفي ماضيه”.
فى أوّل موسـم كامل له مع سبورتينغ، أَحِرْزٌ النادي لقب الدورى البرتغالي موسـم 2021-2021، وخسر مباراة يتيمة، بتشكيلة ضمت أمثال الإسباني بيدرو بورو، والبرتغاليين جواو بالينيا وماتيوس نونيز.
أموريم الذى يحب اللعب بثلاثة لاعبين فى قلب الدفـاع وممارسة ضغط كثير على المنافس عبر الجناحين، قاد بعدها سبورتينغ لبلوغ دور الـ16 فى بطوله دورى أبطال أوروبا.
وحصد روبن أموريم مع سبورتينغ لقبًا ثانيًا فى الدورى البرتغالي موسـم 2023-2024، علمًا ان النادي كان قبل قدومه قد حَصَد لقبين فقط فى آخر 38 عَامًٌا.
