اخبار الرياضة

لغز إصابات ريال مدريد.. ثقة بيريز المفرطة ودور بينتوس

لا يزال ملف إصابات لاعبى ريال مدريد المتواصلة يشكل لغزًا للمتابع المدريدي الذى يرى فريقه يفقد اللاعب تلو الآخر تباعًا، وآخرهم مدافـع النادي إيدر ميليتاو الذى سيبتعد لعشرة أيام بعدما عانى مـن اصابه جديدة فى العضلات.

اما أكبر الصدمات فكانت تلك الإصابة الكبرى التى ألمّت بالظهير الأيمن للفريق داني كارفاخال الذى أصيب بتمزق فى الرباط الصليبي لركبته اليمنى سيبعده عَنْ الملاعب حتـى نهاية العام، بينما كان مـن المفارقات ان عدة اخبار تحدثت عَنْ ان ميليتاو نفسه كان أحد خيارات كارلو أنشيلوتي لتعويض غياب كارفاخال الطويل.

هاتان الإصابتان انضمتا لسلسلة مـن الإصابات التى ألمت بكثيرٍ مـن لاعبى النادي كَمَا حدث مع إدواردو كامافينغا الذى عاد للتو مـن الإصابة وإبراهيم دياز الذى أصيب بتمزق فى العضلة الخلفية تستغرق أكثر مـن شهر للتعافي منها، مع كيليان مبابي الذى غاب لفترة قصيرة وهو نفس الامر الذى حدث مع جود بيلينغهام الذى عاد سريعًا رغم التوقع بغيابه لفترة أطول.

وبالإضافة الي ذلك حدث عَدَّدَ مـن الإصابات فى التجمعات الدولية كَمَا حدث مع ميليتاو جاء الى رفقة البرازيل وأيضًا مع أردا غولير مع تركيا ناهيك عَنْ إصابتين ألمتا بأوريلين تشواميني وفيرلاند ميندي فى معسكر المنتخـب الفرنسي. كل هذا ينضم إليه دائمًا دافيد ألابا البعيد منذ مدة طويلة بعد إصابته بقطع فى الرباط الصليبي العام الماضي قبل ان يعاني مـن عدة انتكاسات أخرت عودته حتـى الان.

ليست المرة الأولى

رغم أزمة الإصابات المتوالية فى النادي الملكي، إلا ان واقع الامر يقول إنها ليست الأزمة الكبرى فى التَّارِيخُ القريب لريال مدريد على مستوى الإصابات؛ إذ لا يمكن ان ينسى المشجع المدريدي تلك الفتره الصعبة التى عانى منها ريال مدريد مـن خسارة قرابة نصف القوام الاساسى فى موسـم 2020-2021 حتـى جاء به الحال الي امتلاك أقل مـن عَدَّدَ لاعبى التشكيلة الأساسية مـن اللاعبـين المنتظمين فى النادي فى المباراه التى خاضها امام أتالانتا.

إيدير ميليتاو مدافـع فريق ريال مدريد يتعرض لإصابة جديدة

أغلب إصابات تلك الفتره كانـت عضلية وهو الامر الذى كان مثيرًا للدهشة، فريال مدريد امتلك المعد البدني أنتونيو بينتوس فى مدة زين الدين زيدان الأولى قبل ان يرحل بعد مدة مـن رحيل زيزو.

وعندما عاد النجـم الفرنسي الي تـدريــب ريال مدريد فى 2019 قام بالتعاقد مع الفرنسي جريجوري دوبون وهو أحد ابرز خبراء هذا المجال ولديه تاريخ طبي حافل كان آخره آنذاك عمله مع المنتخـب الفرنسي الفائز بكأس العالم 2018.

الميرينغي ظهر بشكل قوي جدًا بعد العودة مـن الكورونا فى 2020 وهو ما أتاح له الفـوز بإحدى عشرة مباراة متتالية فى الليغا كفلت له تحقيق البطولة، لكن فى العام القادم حدثت انتكاسة كبيرة للفريق على مستوى الإصابات حتـى إن لاعـب الوسـط البرازيلي كاسيميرو اشتكى مـن توالي المباريات واصفًا العام بغير المعتاد وأن اللاعبـين ليسوا بآلات.

موقع ذي أثلتيك أصدر تقريرًا مطولًا آنذاك يستعرض فيه كل ما دار فى تلك الفتره مـن اجل المحاولة للوصول لتفسير حول سبب لكل هذه الإصابات، لكن الطريف أنه بدأه بمقولة لزين الدين زيدان اعلن فيها إنه لا يوجد سبب منطقي لكل هذا الكم مـن الإصابات التى تضرب النادي، وبعد هذا المقال توصل الموقـع الأمريكي الي أنه على الأرجح لدى زيدان الحق بينما قاله وأنه لا يوجد فعلًا سبب منطقي لكل هذا!

بينتوس مرة اخري فما سر اللغز؟

حاليًا يوجد أنتونيو بينتوس مرة اخري، وهو الرجل المعروف بتدريباته الكبيرة وخبرته الكبيرة لكن هذا لم يمنع تقـدم ريال مدريد للعديد مـن الإصابات، فهل يمكن اعتبار أنه لا سبب منطقي جديد فى إصابات لاعبى ريال مدريد كَمَا حدث فى 2020-2021؟

ربما، لكن إن حللنا بعض ما حدث منذ بداية العام فإن ابرز اصابه حدثت فى النادي كانـت مع داني كارفاخال الذى لا علاقة لإصابته بأي سبب غير ظروف اللقطة نفسها، فإبعاد بينو للكرة وتأرجح ساق كارفاخال بشكل عنيف مع تسديده فى الهواء ثم ارتطام ساقه بساق بينو كان يحتّم حدوث تلك الإصابة التى لا يمكن تفاديها بأي عمل لأي طبيب أو معد بدني.

وإذا تجاهلنا إصابتي بيلينغهام، الذى أصبح مطالبًا ببذل مجهود أكبر فى الدفـاع والهجوم مقارنة بما كان يفعله فى العام الماضي، وإصابة مبابي التى تبدو عادية، وإصابة ابراهيم دياز التى تعد الأكثر إثارة لعلامات الاستفهام فإن عدة إصابات للاعبي ريال مدريد كانـت فى معسكرات منتخبـات بلادهم كَمَا حدث مع غولير وتشواميني وميندي.

اما اصابه ميليتاو الأولى مع البرازيل فيبدو ان الامر أعقد قليلًا فقد يكون السفر الطويل والإجهاد سببًا لها، أو يمكن الاستعانة بما قاله أحد أخصائيي العلاج الطبيعي الإسبان أنخيل بيلانويبا الذى علق على اصابه البرازيلي الامس بالقول إن ما حدث لميليتاو لا يجب ان يكون مفاجئًا للجميع ففي الـ18 شهرًا الأولى بعد تعافي اللاعبـين مـن إصابات الرباط الصليبي عليهم ان يحصلوا على قسطٍ أكبر مـن المعتاد مـن الراحة، وهو ما لا يبدو ان ميليتاو قد حصل عليه.

نظرية بنزيما تحاصر رئيس ريال مدريد بيريز

لماذا لا يحصل ميليتاو على راحة كافية؟ لانه كَمَا أسلفنا فى تقرير لاحق فإن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز يبدو أنه ما يزال مهووسًا بنظرية البنزيما التى تفترض ان كل اللاعبـين سيكونون فى حالة استثنائية بدنيًا ولن يصابوا، كَمَا حدث لفترات طويلة مع النجـم الفرنسي كريم بنزيما الذى لعب لعدة مواسم دون بديل حقيقي تقريبًا فى هجـوم “رأس الحربة” الريال.

رئيس فريق ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريز

بالتالي مع عدم التدعيم الكافي، جاء ريال مدريد الي حالة ان يفكر فى تعويض اصابه كارفاخال بإشراك ميليتاو فى مركزه مع إعادة تشواميني الي قلب الدفـاع فى استهلاك حاد لكل الخيارات الممكنة دون وجود عمق حقيقي فى الخطوط الخلفية مع رحيل ناتشو واعتزال توني كروس وإصابة ألابا الطويلة. لا تنسَ ان لوكاس فاسكيز كان خيارًا “ترقيعيًا” فى الأصل لأن مركزه الحقيقي هو الجناح الأيمن!

الان امام فلورنتينو بيريز فرصة أخيرة لإنقاذ فريقه مـن فخ الجلوس وانتظار الظروف، وذلك عبر صفقات حقيقية فى السوق الشتوية إذ لا يمتلك الريال ترف خسارة لاعبيه خاصة على المستوى الدفاعي عندما يأتي موعد شهور الحسم. ننتظر ونرى.

السابق
أعرف المنتخـب القطري جيدًا وسنلعب بأسلوبنا
التالي
جاك غريليش يطلق الرصاصة الاخيره على غاريث ساوثغيت!