عانى المنتخـب القطري لكرة القدم اثناء استهلال مشوار المرحله الثالثة مـن تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2026 مـن معضلات دفاعية واضحة، ساهمت بشكل مباشر فى الوضعية الحالية، بعد الخسارة امام الإمارات 1-3 فى الدوحة فى الجولة الأولى، ثم الاكتفاء بنقطة التعادل امام كوريا الشمالية 2-2 فى لاوس لحساب الجولة الثانية.
ومن اجل تصحيح الطريق بالوقت الصحيح، سيتعيّن على “العنابي” ان يصوّب أوضاعه اثناء المواجهتين المقبلتين فى الجولتين الثالثة والرابعة، وذلك عندما يستقبل منتخـب قيرغيزستان يـوم 10 مـن الشهر الحالي، قبل ان يرحل لمواجهة المنتخـب الإيراني فى طهران يـوم 15 منه.
يأتي المنتخـب القطري المركـز الخامس فى المجموعة، متأخرًا بفارق الأهداف عَنْ المنتخـب الكوري الشمالي، بينما يعتلي المنتخبان الأوزبكي والإيراني المجموعة برصيـد 6 نقاط لكل منهما، بينما يأتي المنتخـب الإماراتي فى المركـز الثالث برصيـد 3 نقاط، اما منتخـب قيرغيزستان فيحتل المركـز الأخير مـن دون نقاط.
لعل الأهداف الخمسة التى استقبلها المنتخـب القطري فى المباراتين الأوليين، تجسد حالة دفاعية غير مطمئنة للمنتخب الذى ما انفك يعتمد على صلابة دفاعية، حيـث توج بطلًا لآسيا 2023 بعدما استقبل نفس العدد مـن الأهداف، لكن فى سبع مباريات!
بينما استقبل هـدفًا واحدًا فى 7 مباريات اثناء كاس آسيا 2019 التى نال فيها البطولة القاري الاول، فى وقت ما زال فيه العمل الهجومي مقبولًا، حيـث سجل المنتخـب ثلاثة اهداف فى المباراتين، وإن لم تكن النجاعة والفعالية فى حالتها المثالية المعتادة، خصوصًا فى اللقـاء الاول امام الإمارات، لكنها بالتأكيد لا تقارن بما يحصل فى الخط الخلفي.
المنتخـب القطري.. مستجدات عملية ومعالجة دفاعية
ويبدو ان المستجدات التى طرأت مؤخرًا تؤكد بأن المدرب الإسباني ماركيز لوبيز تحسس الأعطاب، وبدأ بعلاجها مـن اثناء القيام باستدعاءات جديدة على مستوى القائمة المدعوة للمواجهتين المقبلتين.
إذ وجه المدرب الدعوة لعبد الكريم حسن لاعـب الوكرة، الذى عاد الي صفـوف المنتخـب القطري بعد غياب طويل منذ نهائيات كاس العالم قطر 2022، حيـث ستساهم خبرة اللاعب فى تحسين الوضعية الدفاعية حتمًا، إذ يتميز عبد الكريم فى القوة البدنية والسرعة بالانطلاق على طول الجبهة اليسرى، مع مهارته الممتازة فى الاختراق والتمريرات العرضية، وحتى التسديد مـن خارج المنطقة.
كَمَا تمت دعوة المدافع الخبير بوعلام خوخي الذى غاب منذ كاس آسيا الاخيره 2023، حيـث يعد بوعلام أحد الركائز الأساسية فى تحقيق المنتخـب القطري إنجاز الفـوز بالالقاب القاري فى النسختين الأخيرتين، ويتميز بمهارته فى التغطية الدفاعية، وحسن إخراج الكرة على الأرض عند استلامها مـن الحارس، بالإضافة الي براعته الكبيرة فى الكرات الثابتة دَاخِلٌ مناطق الخصم، إذ يشكل ارتقاؤه الهوائي خطورة دائمة امام مرمى المنافس.
الي جانب عودة المهدي علي الذى لا يقل خبرة هو الآخر عَنْ بوعلام وعبد الكريم حسن، وهو الذى ســاهم فى أغلب مباريات قطر فى كاس آسيا 2023، وشكل ثنائيًّا متجانسًا مع زميله فى فريق الوكرة لوكاس ميدنيز، الامر الذى سيوفر ثقلًا دفاعيًّا مميزًا، سيكون المنتخـب القطري بأمس الحاجة إليه، خصوصًا فى مواجهه إيران الصعبة هناك فى طهران امام حشود جماهيرية كبيرة.
لا شك ان دعوة هؤلاء تأتي فى اثناء مشاكل الغياب التى طالت بيدرو ميغيل، الذى صرح ناديه السد غيابه لمدة تصل الي ثلاثة اشهر بسـبب الإصابة، الي جانب غياب الظهير الأيسر همام الأمين لاعـب الدحيل المصاب أيضًا.
يدرك المدرب لوبيز ان الامور الفنية بيده الان، وعليه الانتباه فى اختياراته للتشكيل الاساسى لمباراة قيرغيزستان، وربما عليه إعادة حساسية المباريات الدولية للثنائي بوعلام وعبد الكريم حسن، فالأول يمكن ان يشكل ثنائية جيدة مع لوكاس مينديز فى القلب، اما الثانى (حسن) فسيعزز قوة الجبهة اليسرى التى ستشكل الثقل الأكبر عند الهجوم، خصوصًا وأن عفيف وإدميلسون سيتبادلان دور الجناح المهاجم مـن هناك، ما يعني ان هذه الجبهة غالبًا ستشكل مصدر التهديد الحقيقي للمنافس.
وتبقى جزئية عملية فى المنظومة الدفاعية امام مدير فني المنتخـب القطري للعمل عليها، الأولى الانتباه لضرورة تقديم المساحة التى يتركها عبد الكريم عند التقدم للهجوم، وهنا سيتطلب الامر توجيه أحد لاعبى الارتكاز فى الوسـط للميل نحو اليسار أكثر، اما الثانية فهي ضرورة تضييق المساحات بين خطي الدفـاع والوسط، لكي لا يترك المجال امام الهجوم السريع، خصوصًا ذلك المتوقع امام إيران لإحداث الأضرار غير المأمونة، وربما تتعزز القوة الدفاعية بالعمل المبكر مع ثلاثي الهجوم الذى عليه ان يبدأ الضغط حتـى يمنع أو يؤخر بداية تلك المرتدات، التى كلفت العنابي المزيد فى الجولتين الأوليين.
