استعاد السد المزيد مـن الوهج الذى افتقده فى عديد المناسبات هذا العام، وقدم الشخصية المعهودة لـ”عيال الذيب” بعدما تشبث بكامل نقاط مواجهه الاستقلال الإيراني فى ثاني جولات دورى أبطال آسيا للنخبة بفوز صريح بثنائية.
السد الذى لم يقنع “تقريبًا” فى نصف ثانٍ مـن مواجهه العين الإماراتي التى أنهاها مُتعـادلًا بهدف لمثله بنتيجة مرضية فى المجمل خارج الأرض؛ لكنه قدّم صورة راقية امام منافس شرس كالفريق الإيراني الذى يجيد عادة التعامل مع المباريات التى يخوضها خارج أرضه، والمدعوم معنويًا بانتصار صريح بثلاثية على الغرافة فى طهران فى الجولة الأولى.
صحيح ان المخاوف دبت فى القلوب، جراء الطريقة التى اختار بها المدرب فليكيس سانشيز عندما اعتمد على خمسة مدافعين مقابل ثلاثة لاعبين فى المحور، فبدا الرجل وكأنه أراد ان يدافع أكثر مما يهاجم، الامر الذى غيّب المزيد مـن الخطورة فى اثناء عزلة عاشها رافا موخيكا وأكرم عفيف فى الشوط الاول، فى وقتٍ هدد فيه الضيوف المرمى السداوي فى المزيد مـن المناسبات بدليل ان الحارس مشعل برشم كان نجم الشوط الاول بلا منازع.
ويستعرض “العمدة نيوز” فى الأسطر التالية، عوامل ساعدت زعيم آسيا فى تحقيق فوزه الاول فى بطوله أبطال آسيا للنخبة.
الحظ عاند السد مرةً وساند فى أخرى
ولم يكن السد محظوظًا بعد ثُلث ساعة فقط مـن الشوط الاول عندما وجد المدرب سانشيز نفسه مجبرًا على إجراء تغييرين فى غضون أربع دقائق بعدما تقـدم بيدرو ميغيل للإصابة فتلاه الجزائري يوسف عطال، ليشارك كل مـن طارق سلمان وعبد الله اليزيدي فى الدقيقتين (22 و 24)، فثارت المزيد مـن المخاوف فى تأثير الإصابتين على المردود الدفاعي والهجومي على اعتبار ان اللاعبـين كانا يؤديان دورًا مزدوجًا؛ لكن الحقيقة ان البديلين قاما بالدور على الوجه الأمثل.
واذا كان السد غير محظوظ بالإصابتين، فإنه كان محظوظًا بهدف السبق الذى جاء بهدية مـن الحارس جلال حسيني الذى خرج لركنية أكرم عفيف وحوّلها الي مرماه بالخطأ مانحًا السد التقدم فى وقتٍ حرجٍ خصوصًا ان تحولات النادي الإيراني كانـت خطيرة جدًا، فكان مشعل برشم السبب الرئيس فى عدم وصول الضيوف الي الشباك.
شوط ثانٍ مثالي ّ
الصُّورَةُ فى الشوط الثانى كانـت مثالية للسد، حيـث بدا النادي وكأنه تحيّن خروج منافسه الإيراني مـن مناطقه، حتـى يحاربه بسلاحه وهو التحولات التى وضعت مرمى الاستقلال تحت وطأة ضغوط كبيرة مـن اثناء سرعة فى الانتقال ونجاعة كبيرة فى التهديد والوصول السلس الي المرمى، وبرع أكرم عفيف كعادته فى استثمار المساحات، فأخذ ركلة الجـزاء سجل بها الهدف الثانى، ثم ضيع عدة فرص كانـت كفيلة برفع النتيجة وربما مضاعفتها بسوء طالع غريب لازمه.
الانتصار لم يكن مجرد نقاط ثلاث مـن بطوله قارية شرسة تعزز حظوظ السد فى ان يكون رقمًا صعبًا فى سير المنافسة فحسب، بل دافع معنوي كثير سيشكل مصدر ثقة للفريق نحو القادم سواء القاري أو المحلي، على اعتبار ان الصُّورَةُ التى ظهر عليها السد امام الاستقلال تؤكد بأن المخزون المعنوي سيكون كافيًا مـن اجل مسيرة مـن الانتصارات.