اخبار الرياضة

بيتكوفيتش يحرر منتخـب الجزائر مـن لعنة “الكتاب المفتوح”

منتخـب الجزائر لم يعد كتابا مفتوحا لدى المنافسين، هى حقيقة تجلت بوضوح فى مباراة “الخضر” امام ليبيريا، وذلك بفضل المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش الذى وضع لمسته الخاصة، وأضاف أشياء لم تكن تظهر فى فريقه جاء الى.

“”محاربو الصحراء”” لم يكتفوا باللعب بحماس وإرادة كعادتهم فقط امام “النجوم الوحيدة”، بل أنهم قدموا طبقا كرويا شهيا، فاتورته كانـت فوزهم فى العاصمة الليبيرية مونروفية بثلاثية نظيفة ضوء تصفيات كاس امم أفريقيا 2025.

هل دخل منتخـب الجزائر الي عهد كروي جديد معبيتكوفيتش، وتخلى عَنْ أفكاره التكتيكية القادمة والبالية؟ يمكن الإجابة بـ “نعم”، ولكن بحذر شديد، لأن هذا الامر يريد الي تأكيد فى قادم المباريات والمواعيد.

بيتكوفيتش يتأقلم مع الظروف بخطة وخيارات جديدة

الظروف فى معسكر منتخـب الجزائر اثناء مدة التوقف الدولى الحالية تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش لم تكن سهلة على الإطلاق، حيـث غادر عمورة وآيت نوري ومحرز وعوار وبن ناصر بسـبب الإصابة، ولم يلتحق بوداوي تماما بالمعسكر بداعي الإصابة أيضا.

منتخـب “الخضر” سافر الي ليبيريا بلد أسطورة كرة القدم الأفريقية “جورج ويا”، منقوصا مـن عدة أسماء رنانة، وتلقى هزات عنيفة، غير ان المدرب بيتكوفيتش تعامل مع هذا الواقع الصعب بهدوء.

إنه هدوء سويسري خالص، تجلى فى تغلب بيتكوفيتش على مشكلة الغيابات باعتماده على خطة 3-4-3 فى المباراه امام ليبيريا، وذلك لأول منذ إشرافه على تـدريــب “محاربي الصحراء”، حيـث أشرك ماندريا كحارس مرمى والثلاثي ماندي وتوغاي وبن سبعيني فى محور الدفـاع.

واعتمد على الثنائي زروقي وزرقان كلاعبي ارتكاز، بالإضافة الي فارسي وحجام فى الرواقين الأيمن والأيسر، مع وضع الثلاثي بن رحمة وغويري وبنزية فى خط الهجوم، إنها خطة كان يوظفها بيتكوفيتش مع المنتخـب السويسري.

وقبل ذلك لم يسبق لبيتكوفيتش ان وظف خطة 3-4-3 مع المنتخـب الجزائري، حيـث استعان بخطة 4-4-2 امام بوليفيا و4-2-3-1 امام جنوب أفريقيا وغينيا وغينيا الاستوائية و4-3-3 امام أوغندا.

إذن فالمدرب السويسري، تجاوز مشكلة الغيابات، لا سيما فى الوسـط، وتأقلم مع الظروف، ولم يشتك، بل تعامل مع الأدوات الموجودة بين يديه بمرونة تكتيكية سمحت له بالعودة بالنقاط الثلاث مـن ليبيريا.

ولم يكن بيتكوفيتش شجاعا بتغيير الخطة فحسب، بل ان شجاعته ظهرت أيضا بمنحه الفرصة للظهير الأيمن محمد فارسي لاعـب فريق كولومبوس كرو الأمريكي لخوض أول مباراة دولية له مع منتخـب الجزائر، وأين حدث ذلك؟ فى أدغال أفريقيا، وتحديدا فى ليبيريا، ونجح اللاعب صاحب 24 عاما فى رد جميل مدربه بتقديم أداء وصفته الجماهير الجزائرية بالجيد.

“التيكي تاكا” حاضرة واللعب المباشر غائب امام ليبيريا

ملاحظة أخرى، يمكن تدوينها حول طريقة تعامل المدرب بيتكوفيتش مع مباراة ليبيريا، هو تخليه عَنْ اللعب المباشر بكرات طويلة مستقيمة الي الأمام، وانتظار عودة الكرة الثانية للاعبيه مـن اجل الوصول الي مرمى المنافس.

فكر كروي جديد ظهر به منتخـب الجزائر بقيادة بيتكوفيتش فى لقائه امام ليبيريا، ولكنه معروف لدى الجميع، إنها طريقة “التيكي تاكا” القائمة على الاستحواذ وبناء الهجمات مـن الخلف.

هذه الفلسفة ظهرت فى طريقة لعب منتخـب الجزائر امام “النجوم الوحيدة” الليبيرية فى الشوط الاول عل وجه الشأن، حيـث كان “”محاربو الصحراء”” يبنون الهجمة بتمرير الكرة بينهم وصولا الي منطقه المنافس، وأثمرت هذه الطريقة عَنْ تَسْجِيلٌ هدفين اثنين فى المرحله الأولى مـن اللقـاء.

منتخـب الجزائر امام ليبيريا

ونقطة إيجابية أخرى، تحلى بها مهاجمو الجزائر لدى مواجهتهم لمنتخب ليبيريا، وهي اللامركزية وتبادل الثلاثي غويري وبن رحمة وبنزية للأدوار بينهم، وذلك فى مرونة فككت حصون الدفـاع الليبيري، وجعلته يتلقى الأهداف.

والأمر المهم الآخر، هو ان منتخـب “الخضر” لم يظهر فى مونروفيا بوجه باهت اثناء الشوط الاول كيفما اعتاد على الظهور به تحت قيادة بيتكوفيتش فى المباريات السابقة، ويمكن القول إنه دخل لقاءاته بشكل جيد لأول مرة فى عهد المدرب السويسري.

إذن يمكن القول مبدئيا وبحذر ان منتخـب الجزائر مع بيتكوفيتش لم يعد كتابا مفتوحا، بل هو كتاب يجب قراءة صفحاته، والتمعن فى مفرداته، والقيام بعملية تحليل بين سطوره لمعرفته جيدا والفوز عليه، وذلك فى انتظار تأكيد هذا الامر فى قادم الاستحقاقات والمواعيد.

السابق
موقف إمام عاشور مـن اللحاق بمباراة الاهلي وجورماهيا
التالي
مثل رونالدو.. عضلات محمد عبد المنعم تثير حماسة جماهير نيس