اخبار الرياضة

الأردن وفلسطين.. مواجهه ليست ككل المواجهات!

كثيرة هى المواجهات التى جمعت منتخبي الأردن وفلسطين على امتداد التَّارِيخُ، بحكم الجوار، وتبادلهما اللقاءات “وديا” والرسمية، بيد ان مواجهه اليـوم الثلاثاء تختلف كلياً عَنْ جميع ما سبق مـن لقاءات نظراً لأهميتها، وخضوعها لحسابات خاضة ومختلفة.

ويلتقي النشامى ومضيفه الفدائي اليـوم الثلاثاء فى العاصمة الماليزية كوالالمبور، فى ثاني جولاتهما فى تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.

ويدخل المنتخبان المواجهة المرتقبة والملتهبة، بظروف متشابهة سواء على صعيد الاستعداد لتصفيات الدور الحاسم أو حتـى البداية فيها، حيـث حَصَد كل منهما نقطه واحده فى الجولة الأولى.

وكان منتخـب الأردن قد فرط بنقاط الفـوز فى اللقـاء الماضي امام الكويت، فخرج فى النهايه بنقطة مـن تعـادل بالوقت قاتل 1-1، بينما نجح منتخـب فلسطين فى العودة مـن أرض مضيفه كوريا الجنوبية بنقطة بعد تعادله السلبى.

الأردن وفلسطين.. رغبة جامحة فى حَصَد النقاط الثلاثة

تتملك منتخبا الأردن وفلسطين رغبة جامحة فى تحقيق عَنْ الفـوز الاول لهما فى الدور الحاسم؛ فالنشامى يتطلعون لتعويض إخفاقهم امام الكويت وخسارتهم لنقطتين على أرضه وبين جماهيره مـن اثناء العودة الي عمان بالنقاط الثلاثة، أم الفدائي الذى اختار ماليزيا لتحتضن مبارياته البيتية، فهو يرفض التعثر ولن يرضى إلا بتحقيق الفـوز. 

ولعل القاسم المشترك بين الأردن وفلسطين أنهما عانيا مـن محدودية جاهزية لاعبيهم، لكن الفارق ان الأردن لم يقدم مستواه المعهود امام الكويت، على  النقيض تماماً مـن المنتخـب الفلسطيني الذى كان قريباً مـن تحقيق الفـوز على كوريا الجنوبية لو استثمر ما أتيح له مـن فرص.

 تصريح مدير فني فلسطين يستحق التأمل

يستحق تصريح مدير فني الفدائي، التونسي مكرم دبوب، الذى قاله فى الموتمر الصحفى قبل يـوم مـن موعد المباراه المرتقبة بين الأردن وفلسطين، التأمل والتوقف، حيـث أعلن ان الظروف اليـوم تبدو مختلفة، وسيسعى منتخبه الي كسر الأفضلية المطلقة للنشامى فى اللقاءات التاريخية التى جمعت المنتخبين، مـن اثناء تحقيق الفـوز.

تصريح دبوب يلخص حجم الثقة التى أصبح يتسلح بها منتخـب الفدائي بعد تعادله مع كوريا الجنوبية امام 70 ألف متفرج، حيـث فتح له آفاقًا أكبر مـن الأمل واكتساب الثقة، لتتويج حلمه بالوصول الي كاس العالم وخاصة ان يمتلك أكثر مـن فرصة لتحقيق ما يصبو إليه.

وإن كان الفدائي يعيش فى افضل أحواله الفنية والمعنوية، فإن العكس هو ما يحيط بمنتخب النشامى الذى تقـدم لموجة انتقادات حادة مـن جماهيره والتي عاتبت الجهـاز الفنى بقيادة جمال سلامي ولاعبي النادي بعد التفريط بنقاط الكويت.

 آخر فـوز فلسطيني على الأردن  قبل 48 عاماً

التقى منتخبا الأردن وفلسطين فى 15 مواجهه على مر التَّارِيخُ، حيـث مالت الكفة لصالح منتخـب النشامى الذى فاز فى 8 لقاءات وتعادل فى 6، وخسر مباراة واحده.

وسجل الفـوز الفلسطيني الفـوز الوحيد على الأردن قبل 48 عاما وبنتيجة 2-1 وحدث ذلك فى النسخه الخامسه مـن البطولة العربية التى جرت فى سوريا عَامٌ 1976.

ما المختلف اليـوم بصفوف الفدائي؟

ما يمـيز منتخـب الفدائي اليـوم، امتلاكه لكوكبة مـن اللاعبـين الذين يحترفون فى الخارج ويمتلكون الخبرة والقدرة على الوقوف ند قوي امام النشامى الذى جاء الي نهائى لكأس آسيا.

ويبرز مـن منتخـب فلسطين المحترف فى صفـوف الاهلي المصرى وهداف الدورى هناك وسام أبو علي، الذى مـن المتوقع ان يشكل ضغطاً وإزعاجاً لدفاع الأردن بقيادة يزن العرب وعبد الله نصيب، ويظهر ايضا علي الدباغ الهداف التاريخي لمنتخب الفدائي بـ 16 هدفاً، وعمر فرج الذى انتقل مؤخرا لصفوف الزمالـك المصرى.

مدير فني فلسطين مكرم دبوب ورامي حمادة فى المؤتمر الصحفى

وكشف منتخـب فلسطين امام كوريا الجنوبية عَنْ امتلاكه لدفاع قوي ومتمرس بحضور ياسر حمد وميلاد ترمانيني اللذين أسهما بمنع الكوريين مـن التسجيل فى مرمى رامي حمادة.

ما سبق يؤكد ان مواجهه اليـوم تختلف عَنْ كل المواجهات التاريخية السابقة بين الأردن وفلسطين، ففي الماضي كانـت تصب التوقعات فى صالح النشامى، لكن اليـوم تبدو الظروف مختلفة تماماً، وموازين القوى فيها نوع مـن التكافؤ، وهذا كافٍ ليفرض على منتخـب الأردن احترام منافسه كثيراً وطويلاً.

ويأتي هذا التطور فى موازين القوى، فى وقت سيفتقد فيه النشامى لخدمات نجمه الاول موسى التعمري بدافع الإصابة، وسيكون فيه بالوقت نفسه أحوج ما يكون لتسجيل فـوز على الفدائي ليستعيد توازنه ويعزز مـن حظوظه فى التأهل، لأن العودة بالتعادل أو الخسارة قد تعصف بالمنتخب الأردني ولاعبيه وقبلهما بالجهاز الفنى بقيادة جمال سلامي.
 

السابق
كابوس تشافي يظهر مع هانز فليك فى برشلونه!
التالي
هل تصرف منتخـب مصر بطريقة صحيحة فى أزمة مباراة بوتسوانا؟