فاجأ المدرب غاريث ساوثغيت الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، بتقديم استقالته مـن تـدريــب منتخـب إنجلترا بعد 48 ساعة مـن خسارة لقب كاس امم أوروبا 2024، بعد الخسارة مـن إسبانيا فى المباراه النهائيه.
ولم تكن الأخبار مفاجئة كثيرًا للجماهير، كَمَا ان الاتحاد الانجليزي لم يكن يريد فى رحيل المدرب الذى خسر لقب اليورو للمرة الثانية تواليًا، بعد نهائى يورو 2021، اثناء سقط الأسود الثلاثة على يد إيطاليا بركلات الجـزاء فى نهائى ويمبلي.
وسيحتاج مدير فني منتخـب إنجلترا القادم التحلي بالمسؤولية؛ لتحمل سقف التوقعات فى اثناء سعي الإنجليز للحصول على أول لقب كثير مُنذ 58 عَامًٌا، إذ لم يفز الأسود الثلاثة بأي لقب مُنذ الفـوز بكأس العالم 1966.
وقال مارك بولينغهام الرئيس التنفيذي للاتحاد الانجليزي لكرة القدم فى تصريحـات صحفية عَنْ مدير فني منتخـب إنجلترا القادم: “عملية تعيين خليفة لغاريث جارية الان، ونهدف الي الإعلان عَنْ مدربنا الجديـد فى أقرب وقت ممكن”.
وأضاف: “ستبدأ حملتنا فى دورى الأمم الأوروبية فى سبتمبر/ أيلول، ولدينا حل مؤقت إذا لزم الامر، نعلم أنه ستكون هناك تكهنات لا مفر منها، لكننا لن نعلّق حتـى يجري الإعلان عَنْ المدرب”.
13 اسمًا مرشحًا لخلافة ساوثغيت
كَمَا هو الحال، بمجرد رحيل اىّ مدير فني، تكون هُناك قائمة موسعة مـن الأسماء المرشحة لخلافة المدرب القديم، وحتى الان ظهر 13 اسمًا يمكنهم خلافة ساوثغيت فى تـدريــب منتخـب إنجلترا.
المدربون هم: غراهام بوتر، لي كارسلي، إيدي هاو، ماوريسيو بوكيتينيو، توماس توخيل، ستيفن جيرارد، روبرتو مانشيني، غاري أونيل، فرانك لامبارد، بيب غوارديولا، بريندان رودجرز، أنجي بوستيكوغلو، وأخيرًا يورغن كلوب.
وبالنظر الي الأسماء الإنجليزية المطروحة، نجد انّ غراهام بوتر ولي كارسلي وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد، لا يملكون نجاحات كبيرة فى تاريخهم التدريبي حتـى الان، عدا إيدي هاو مدير فني نيوكاسل يونايتد، رغم امتلاكه لقبًا واحدًا فقط فى خزائنه مع بورنموث كان التشامبيونشيب لموسم 2014-15؛ فإنّه يمتلك ناجحًا كثيرًا مع نيوكاسل يونايتد الذى أعاده الي الواجهة مرة اخري فى العامين الماضيين.
لذا قد يعود منتخـب إنجلترا الي فكرة تعيين مدير فني أجنبي، رغم أنها كانـت مقامرة غير ناجحة بينما سبق، فعلى مدار 152 عَامًٌا، مُنذ ان جرت أول مباراة للمنتخب الانجليزي فى القرن الثامن عشر وتحديدًا فى 1872، لم يدرب الإنجليز إلا مدربان أجنبيان اثنان فقط.
أجنبيان اثنان فقط فى تاريخ منتخـب إنجلترا
الأجانب الذين سبق لهم تـدريــب المنتخـب الانجليزي جاء الى، هما المدرب السويدي سفين غوران إيريكسون مـن 2001 وحتى 2006، والذي قاد الأسود الثلاثة فى (66 مباراة) وظهر مع الإنجليز فى مونديالي 2002، و2006 وودع مـن ربع النهائى فى كلتا النسختين.
بينما كان المدرب الثانى هو الإيطالي فابيو كابيلو، وظل فى “ويمبلي” لمدة خمس اعوام مـن 2007 وحتى 2012، وقاد الإنجليز فى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وودع تلك البطولة مـن دور الـ16 على يد ألمانيا بعد الخسارة (4-1).
وتُظهر النتائج انّ المدرب الأجنبي لم يكن الخيار الأمثل للاتحاد الانجليزي على مر التَّارِيخُ، ويصف متابعون ذلك بالـ “مُقامرة غير ناجحة” فى بواسطة البحث عَنْ التأهل مجددًا على منصه التتويج.
وكما أشارنا فى الأسطر الماضية، فقد يكون خيار المدرب الأجنبي هو الأنجح للأسود الثلاثة فى الفتره المُقبلة فى اثناء تعطش الإنجليز الي العودة لمنصات التتويج مرة اخري، قبل عامين عَنْ كاس العالم 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك، و4 اعوام على يورو 2028، حيـث تأتي النسخه القادمة مـن كاس امم أوروبا فى بريطانيا وأيرلندا.
ويتعيّن ان يكون المدرب القادم ذا خبرة فى الدورى الانجليزي الممتاز، وكذلك مهارات الإدارة البشرية المتمثلة فى القدرة على التطوير والحفاظ على روح النادي وثقافته مع تحمل الانتقادات التى ستنهال عليه، فقد يكون خيار يورغن كلوب أمرًا مناسبًا تمامًا للمنتخب الانجليزي، فالمدرب الألماني يعرف البريميرليغ جيدًا، وخلال 8 اعوام مع ليفربول تعلم كيفية التعامل مع الإعلام والضغط الجماهيري فى إنجلترا.
ويظل خيار تعيين كلوب أو توخيل أو غوارديولا، افضل مـن الناحية النظرية بالنسبة للمنتخب الانجليزي، والذي يريد العودة لمنصات التتويج مرة اخري، كون الثلاثي السالف الذكر، لديهم نجاحات كبيرة فى مسيرتهم، خاصة مع أنديتهم فى الدورى الانجليزي الممتاز، عبر ليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي بالترتيب.
