سجل البديل أولي واتكينز هـدفًا حاسمًا فى الأنفاس الاخيره، وقاد منتخـب إنجلترا للتغلب على هولندا بهدفين لواحد سهرة الأربعاء 10 يوليو/ تموز فى مباراة مثيرة، ليحجز منتخـب الأسود الثلاثة مكانه فى نهائى كاس امم أوروبا ألمانيا 2024.
إنجلترا تأهلت الي النهائى الثانى تواليًا فى البطولة، حيـث ستواجه إسبانيا يـوم الأحد القادم فى الْمَلْعَبُ الأولمبي ببرلين.
امام 61 ألف مشجع فى مدرجات ستاد سيغنال إيدونا بارك، بادرت هولندا بالتسجيل فى الدقيقه السابعه عبر تشافي سيمونز، غير ان إنجلترا عادلت الكفة عبر هاري كين فى الدقيقه 18، وفي الدقيقه الأولى بعد التسعين سجل واتكينز هـدف الانتصار القاتل.
القليل مـن أولي واتكينز يكفي
بينما كانـت المباراه تتجه الي شوطين إضافيين، أخرج المدرب غاريث ساوثغيت النجـم والقائد هاري كين، وأشرك بدلًا منه مهاجـم أستون فيلا الشاب، واتكينز، فى تغيير ربما يُعتبَر انتحاريًا، ان تُخرج افضل مهاجـم لديك فى وقت حساس.
واتكينز لم يخيب ظن مدربه، وسجل هـدف الانتصار دون عناء النظر الي اللجوء لشوطين إضافيين، وحسم الامور تمامًا.
الجيد، ان أولي واتكينز صوب مرة واحده ولمس الكرة مرة واحده أيضًا دَاخِلٌ الصندوق.. أشياء أقل وتأثير أكبر، فالقليل مـن واتكينز يكفي بالفعل، حيـث رمم اللاعب النقطة المفقودة فى التشكيلة، وهي مركز المهاجم الصريح.
- 9 دقائق
- 1 لمسات
- 1 تصويبات
- 1 اهداف
مشكلة مركز المهاجم الصريح فى منتخـب إنجلترا
لا مجال للشك بقدرات هاري كين؛ لكن لاحظنا ان معدل لمساته للكرة فى يورو 2024 أقل بكثير مـن الالقاب السابقة، وهنا يكمن السبب فى الرقابة اللصيقة مـن مدافعي الخصم، التى تضطره الي الخروج مـن اللعبة فى كثير مـن الأحيان.
خروج كين خارج منطقه الجـزاء وبحثه المستمر عَنْ استلام الكرة، قوّض كثيرًا مـن قدراته، لدرجة أنه فى 3 مباريات بدور المجموعات، مرر فيل فودين الكرة الي الحارس بيكفورد 3 مرات، بينما أنه فعلها مع كين مرة واحده فقط.
معدل لمس كين للكرة فى المباراه الواحدة فى كاس أوروبا 2024 جاء الي 25.8، وهو أقل معدل على الإطلاق للاعب فى الالقاب الدولية مع المنتخـب الانجليزي، مقارنة مثلًا بيورو 2016 (43.7 لمسة) أو كاس العالم 2022 (35 لمسة).
لماذا يجب ان يفوز واتكينز بجائزة لاعـب العام؟
ربما تكمن المشكلة الرئيسة لدى المنتخـب الانجليزي فى فلسفة المدرب ساوثغيت التى تُحيّد كل لاعـب بأدوار مركبة ومعقدة، وأبرز حالة هو المهاجم الصريح مع كين الذى ينجرف دائمًا خارج منطقه الجـزاء،ـ ليشغل مركز 10 ومركز 9 معًا.
فى أول مباراتين امام صربيا والدنمارك، لمس كين الكرة مرة واحده دَاخِلٌ منطقه الجـزاء.. هنا تكمن المشكلة.
مسابقه | مباراة | لمس الكرة |
---|---|---|
كاس أوروبا 2016 | 4 | 43.7 |
كاس العالم 2018 | 6 | 34.9 |
كاس أوروبا 2020 | 7 | 35.9 |
كاس العالم 2022 | 5 | 35 |
كاس أوروبا 2024 | 5 | 25.8 |
واتكينز وكين نموذجان مختلفان
فى الحقيقة، أولي واتكينز وهاري كين نموذجان مختلفان فى مركز المهاجم، وبدون استهلال، فإن كين نموذج للمهاجم الذى ينشط خارج منطقه الجـزاء لاستلام الكرات وصناعة الأهداف والربط بين الخطوط، مثل فيرمينيو مع ليفربول كلوب.
اما واتكينز فهو المهاجم الصريح القوي بدنيًا الذى يستغل أنصاف الفرص دَاخِلٌ منطقه الجـزاء للتسجيل، وهذا لا يعفيه مـن الإبداع فى صناعة الأهداف، فهو افضل ممرر حاسم فى العام الماضي مـن الدورى الانجليزي بإجمالي 13 تمريرة حاسمة.
دَاخِلٌ الصندوق ينشط أولي واتكينز افضل مـن كين، فهو لاعـب مباشر على المرمى.. لكن خارج الصندوق لا مجال للمقارنة، يتفوق كين فى كل شيء تقريبًا، مـن حيـث الاستلام والتسليم والتمريرات الكاسرة للخطوط.
أولي واتكينز أم كين فى نهائى اليورو؟
فى الدقاق التسعة التى لعبها واتكينز امام هولندا، كان تأثيره كثيرًا فى عملية الضغط العالي على خط دفاع الخصم وحارس المرمى أيضًا، هى نقطه يفتقدها كين البطيء نوعًا ما فى الحركة والضغط، مقارنة بعنفوان نجم أستون فيلا.
حال أراد المدرب ساوثغيت انتهاج الضغط العالي على لاعبى إسبانيا فى النهائى، فلا بديل عَنْ واتكينز. اما لو أراد الاستمرار على نفس النهج الحالي المعقد، فسيكون كين خيارًا معقولًا، لانه مع الكرة افضل مـن أولي واتكينز.
بالنظر الي كمية صُناع اللعب المتوافرين لدى إنجلترا أمثال فودين وساكا وبيلينغهام، فإن وضع رأس حربة تقليدي دَاخِلٌ منطقه الجـزاء سيكون أمرًا جيدًا للغاية، فمن جهة سيشغل هذا المهاجم الصريح مدافعي ويلزمهم بالتمركز فى مواقعهم نتيجه الرقابة الفردية، ومن جانب اخر سيمنح صُناع اللعب حرية كبرى فى التمريرات والتوزيعات.