تعد مباراة إنجلترا وسويسرا على ستاد دوسلف أرينا السبت مواجهه غير عادية بين فريقين يتطلعان الي بلوغ نصف نهائى بطوله امم أوروبا (يورو 2024)، حيـث إنها ستضع مشروعين فى مواجهه بعضهما البعض، عمليات بحثًا عَنْ مكانة فى المستقبل، فمن ناحية، قد يكون “الجيل الذهبي” للمنتخب السويسري فى طريقه للرحيل؛ ومن جانب اخر، قد يودع غاريث ساوثغيت رئاسة الجهـاز الفنى للمنتخب الانجليزي بعد ما يقرب مـن ثماني اعوام.
وتعد إنجلترا على الورق المرشحة الأوفر حظًا الانتصار ويجب ان يتنفس ساوثغيت الصعداء عمليات بحثًا عَنْ كارت المرور للدور القادم، لكن سويسرا منافس صعب وقد بدت أكثر صلابة وتوازنًا وجاذبية اثناء البطولة فى مواجهه منتخـب إنجلترا صاحب الأداء الخافت.
الجيل الذهبي لسويسرا امام اختبار صعب
سيتطلع لاعبون مثل جرانيت شاكا، وزيردان شاكيري، وريكاردو رودريغيز، ويان سومر، وفابيان شار، وريمو فرويلر الي ترك ذكرى طيبة مـن ظهورهم الأخير على الأغلب فى اليورو، حيـث لم يسبق لمنتخبهم ان تجاوز مرحلة ربع النهائى فى مسابقه كبرى، إذ تقـدم للإقصاء على أعتاب نصف النهائى فى بطولات كاس العالم فى إيطاليا 1934 وفرنسا 1938 وسويسرا 1958.
كَمَا تعثروا فى الدور ربع النهائى فى بطوله امم أوروبا الاخيره، والآن، مع وجود لاعبين فى الثلاثينيات مـن العمر، سيقاتلون مـن اجل تحقيق إنجاز كثير لتكليل مسيرة جيل بدأ مشواره فى كاس العالم 2014 فى البرازيل دون ان يتغيب عَنْ اى مـن الالقاب الكبرى منذ ذلك الحين.
فى الوقت الحالي، وتحت قيادة المدرب مراد ياكين، نجح منتخـب سويسرا بتجاوز مرحلة الإخفاق فى كاس العالم العام الماضي بقطر، حيـث فشل فى تجاوز دور المجموعات. على الرغم مـن ان المدرب كان موضع تساؤل فى التصفيات، فإنه الان يحظى بالإشادة بعد ان قاد لاعبيه الي دور الثمانية بعد مرحلة المجموعات الكبيرة (الفـوز على المجر 1-3 والتعادل 1-1 مع إسكتلندا وألمانيا) ودور الـ16 المثالي، الذى وضح فيه عَنْ المستوى الضعيف لإيطاليا (2-0).
سيكون جميع اللاعبـين متاحين امام ياكين بمن فيهم ستيفن زوبير، صاحب افضل تمريرة حاسمة فى بطوله امم أوروبا السابقة بأربع تمريرات حاسمة والذي تعافى مـن آلام عضلية تقـدم لها قبل البطولة. وقد استفاد مـن بعض الوقت امام إيطاليا، لكن مكانه فى الجناح الأيمن سيحتفظ به ميشيل أيبيشر الذى سيبقى فى التشكيلة بعد أدائه الرائع والمفاجئ الذى استحق به مكانته.
وسيحافظ مدير فني سويسرا، إذا لم تكن هناك مفاجآت، على خطته الناجحة مع الاعتماد على التشكيلة الأساسية التى قادته بعيدا حتـى الان فى بطوله امم أوروبا. سيبقى سافو شاكيري، على الأرجح بديلا، بينما تظل بقية مجموعه “الجيل الذهبي” فى التشكيلة الأساسية.
إنجلترا مطالبة بالرد على الانتقادات
فى الجهة الاخرى، سيكون فى مواجهتهم فريق كان يعتبر منتخـبًا مرشحًا بجدارة لحصد البطولة قبل بداية البطولة الأوروبية وأصبح الان يمثل علامة استفهام.
بينما إنجلترا واحده مـن المنتخبات الكبيرة التى خيبت الآمال بعد مبارياتها الأربعة الأولى، وسـط محاولات مـن ساوثغيت للتدارك، حيـث راهن فى أول مباراتين للمنتخب فى (يورو 2024)، على ترينت ألكسندر-أرنولد، الظهير الأيسر، للعب فى وسـط الْمَلْعَبُ. وفشل فى الهامة، واستبدله بـ”كونور غالاغير”، الذى لم ينجح أيضًا. وعول على كوبي ماينو، فى دور الـ16، لكنه لم ينجح ايضا.
بالإضافة الي ذلك، استدعى لاعبا مصابا مثل لوك شو الي ألمانيا على أمل استعادة خدماته فى وقت قريب نسبيًا. ولم يستدعِ اى ظهير أيسر آخر ليأخذ مكانه كيران تريبيير فى مركز الجناح ريثما يتغلب على اصابه عضلية. كَمَا أنه لن يكون متاحًا لمواجهة سويسرا، وقد يجري على إثر ذلك تغييرًا فى تشكيلته السبت.
قد يفكر ساوثغيت فى اللعب بثلاثة لاعبين فى مركز قلب الدفـاع، ونقل كايل ووكر مـن مركز الظهير الأيمن الي قلب الدفـاع وتعويضه بألكسندر-أرنولد. وبجانب ووكر، فى قلب الدفـاع، سيحل جون ستونز وإيزري كونسا محل مارك جويهي الموقوف. هذا احتمال وارد بالنسبة لساوثغيت، الذى يمكنه أيضًا الاستمرار فى تشكيله 4-2-3-1، حيـث ستتاح الفرصة للاعبين الذين لم يشاركوا بعد مثل بوكايو ساكا وفيل فودن لإحداث تأثير كثير.
لن يتغيب جود بيلينغهام عَنْ اى مـن الفكرتين، والذي بدا بطلًا امام صربيا فى بداية البطولة بهدف منح المنتخـب الانجليزي الفـوز 1-0، وتعرض للانتقاد بعد المباراتين التاليتين امام الدنمارك (1-1) وسلوفينيا (0-0). ثم تم إعلانه بطلًا قوميًا مرة أخرى بتسجيله هـدفًا مـن مقصية منقذة فى دور الـ16 امام سلوفاكيا.
جاء هدفه، الذى ربما كان الأفضل فى البطولة، فى الثانية الاخيره مـن الوقت بدل الضائع، وقاد إنجلترا الانتصار 2-1 فى الوقت الإضافي. كان له الفضل فى إعطاء قبلة الحياة لكتيبة ساوثغيت، وأمام سويسرا، سيحاول تمديد بقاء مدربه فى منصبه بالفريق لجولة أخرى مـن اجل هـدف رئيسي آخر يتمثل فى اعلن لقب البطولة الأوروبية.
