سحبت قرعه الدور النهائى أو الدور الثالث مـن تصفيات كاس العالم 2026 الخاصة بقارة آسيا، فى العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيـث تم تقسيم المنتخبات الـ18 المتأهلة الي 3 مجموعـات.
وحسب نظام التصفيات يتأهل أوّل منتخبين مـن كل مجموعه مباشرةً الي المونديال، لتحجز 6 مـن المقاعد الثمانية المتاحة للاتحاد الآسيوي.
المنتخبات التى احتلت المركزين الثالث والرابع مـن كل مجموعه سيتم تقسيمها الي مجموعتين، يتأهل متصدر كل مجموعه الي كاس العالم 2026، اما صاحبا المركـز الثانى سيتقابلان فى مواجهه حاسمة، يتأهل الفائز فيها الي الملحق العالمي.
وهنا نستعرض معكم تحليلًا للمنتخبات العربية فى المجموعة الثانية ونقاط قوتهم وضعفهم وحظوظهم فى تصفيات كاس العالم 2026.
تضم هذه المجموعة 5 منتخبـات عربية الي جانب كوريا الجنوبية ( التى وصلت 10 مرات متتالية للمونديال)، وهو ما يضمن وجود منتخـب عربي فى المونديال.
المجموعة الثانية: كوريا الجنوبية – العراق – الأردن – عمان – فلسطين – الكويت.
العراق.. رسوخ طريقة النادي وكوكبة المواهب
يحاول العراق لإنهاء انتظار دام أكثر مـن 4 عقود للظهور مرة أخرى فى المحفل العالمي، وهو امام فرصة سانحة بعد وقوعه فى مجموعه يغلب عليها الطابع العربي، وبالتالي فهم يعرفون بعضهم البعض.
بعد مشاركته المميزة فى كاس آسيا الاخيره فى قطر، كانـت التوقعات تشير الي ان المدرب الإسباني خيسوس كاساس فى طريقه للرحيل.
كاساس جعل للمنتخب العراقي هوية واضحة، فبالعودة الي كاس آسيا ستجد أنه أكثر منتخـب سجل اهدافً بالرأس (5 اهداف) منها 3 عَنْ بواسطة هدافه أيمن حسين.
مع الاعتماد القوي على وجود جناحين مميزين الي جانبه وخاصة علي جاسم، فإن العراق يعتمد دائمًا على سلاح العرضيات والاختراق للجناح العكسي كيفما فعل فى كاس آسيا.
العراق بنى جيلًا صغيرًا يعتمد على مواهب جيدة مثل زيدان إقبال (21 سنة)، يوسف أمين (20 سنة)، علي جاسم (20 سنة)، حسين علي (22 سنة)، مهند علي (24 سنة) مع مزجهم ببعض عناصر الخبرة.
مع اعلن كارت التأهل فى تصفيات كاس العالم بالعلامة الكاملة، نجح مدير فني العراق فى توسعة قاعدة الاختيار، وبات يمتلك كوكبة وتشكيلة واسعة مـن اللاعبـين يمكنه الاختيار منها.
تصفيات كاس العالم.. هل يهتز منتخـب الأردن برحيل الحسين عموتة؟
يعيش الأردن طفرة غير مسبوقة، بداية بوصوله لنهائي كاس آسيا الأخير، واحتلاله قمة مجموعته فى التصفيات على حساب السعوديه التى تفوق عليها النشامى فى المباراه الاخيره بهدفين مقابل هـدف.
الخوف على الأردن يكمن فى تغيير الجهـاز الفنى بقيادة المدرب المغربى المميز الحسين عموتة والذي قاد النشامى لهذه الإنجازات، لكن جاء الاتحاد بمواطنه جمال سلامي وهو مـن نفس المدرسة.
ترك عموتة الأردن بإرث مميز وطريقة لعب جيدة 3-4-2-1 وبقي ان نعرف ما إن كان وريثه فى المقعد الفنى سيستمر بنفس الطريقة التى تستوعب افضل عناصر النشامى بوجود يزن النعيمات كمهاجم وموسى التعمري وعلي علوان الي جانبه على الأروقة.
هناك عدة أمور تُميز منتخـب الأردن، منها سلاح التسديد مـن خارج منطقه الجـزاء، حيـث كانوا أكثر المنتخبات تسجيلاً مـن التسديدات البعيدة فى كاس آسيا (5 اهداف) حتـى الهدف الثانى فى منتخـب السعوديه فى التصفيات جاء مـن اثناء تسديدة مـن خارج الصندوق.
الامر الآخر يكمن فى قدرة الأردن على شن المرتدات ببراعة، فقد كان هو المنتخـب الأكثر تَسْجِيلًٌا للمرتدات فى كاس آسيا بواقع 4 اهداف، والسبب يعود لقدرات مهاجميه على طلب الكرات فى المساحات.
عُمان.. تشكيله محلية تفتقد للهداف
بعد المستوى المتواضع اثناء كاس آسيا الاخيره فى قطر، قرر الاتحاد العماني إقالة المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش والتعاقد مع المدرب التيشكي ياروسلاف شيلهافي الذى صعد بالتشيك ليورو 2024.
منتخـب عمان سجل 11 هـدفًا فى تصفيات كاس العالم، وهو الرقم الهجومي الأقل بين المنتخبات التى تصدرت مجموعتها فى التصفيات، وتناوب على تسجيلها 6 لاعبين منهم عبد الرحمن المشيفري الذى سجل 3 اهداف فى مباراة واحده.
يبقى عصام عبد الله الصبحي هو هداف المنتخـب العماني، الذى يعتمد على كوكبة مـن اللاعبـين المحليين (7 لاعبين يلعبون لنادي النهضة، 9 لاعبين فى فريق السيب).
تاريخيًا ســاهم المنتخـب العماني فى التصفيات 10 مرات، لكنه لم يصل الي المرحله النهائيه سوى فى 4 مرات فقط.
فلسطين.. مستوى تصاعدي لافت
جاء الي المنتخـب الفلسطيني الدور الثالث مـن تصفيات كاس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 لأول مرة فى تاريخه. وجاء ذلك نتيجه استمرار المستوى التصاعدي للفدائي بعد بلوغه ثمن نهائى النسخه الماضية لكأس آسيا للمرة الأولى فى تاريخه، وهو ما رفـع تصنيفه وجعله رقمًا صعبًا.
يعتمد منتخـب فلسطين على إستراتيجية واضحة منذ كاس آسيا وهي إرسال الكرات العرضية، حيـث كان ثاني أكثر المنتخبات فى البطولة إرسالاً للكرات العرضية واستغلال جبهة الظهير الأيمن المميز مصعب البطاط.
تعززت قوة فلسطين بانضمام مهاجـم الاهلي وسام أبو علي للمرة الأولى وخوضه مباراة لبنان، ووجوده عزز القوة الهجومية المتمثلة فى وجود عدي الدباغ المحترف فى صفـوف رويال شارلروا البلجيكي، وهو الهداف التاريخي للمنتخب الفلسطيني برصيـد 15 هـدفًا.
الكويت.. الأقل حظوظًا
منتخـب الكويت لم يكن مقنعًا فى المرحله الثانية مـن تصفيات كاس العالم، حيـث كان آخر المتأهلين وانتظر حتـى الجولة الاخيره للتأهل وجاء تأهله بفضل انتصارين فقط على أفغانستان المتواضعة والتعادل مع الهند، وحصد 7 نقاط وهو الرصيد الأقل بين المتأهلين.
بخلاف المستويات الفنية غير المقنعة، هناك مشاكل إدارية كثيرة تحيط بالمنتخب الكويتي، الذى لا يستقر حتـى على توليفة معينة مـن اللاعبـين بسـبب كثرة التغييرات فى اللاعبـين.
