تقـدم مدرّب منتخـب إنجلترا لكرة القدم غاريث ساوثغيت الي موجة انتقادات لاذعة وعنيفة، بعد التعادل المخيب امام المنتخـب الدنماركي 1-1 فى الجولة الثانية مـن دور مجموعـات كاس امم أوروبا، على الرغم مـن امتلاكه تشكيله معبأة بالمواهب والنجوم.
وكان المنتخـب الانجليزي -أحد ابرز المنتخبات المرشحة للتتويج بالالقاب- قد استهل مشواره بالالقاب بفوز صعب على منتخـب صربيا بهدف وحيد، لكن تراجعت ترشيحات منتخـب “الأسود الثلاثة” الانتصار بالالقاب، بعد المستوى المتواضع الذى ظهر به حتـى الان.
كانـت كتيبة غاريث ساوثغيت محظوظة فى الخروج بالفوز على صربيا 1-0، بعد أداء متواضع جدًّا، لا سيما فى الشوط الثانى، ولم تكن الامور افضل فى مواجهه الدنمارك.
فعلى الرغم مـن افتتاحها التسجيل بواسطة هدافها هاري كاين، فقدت إنجلترا ايقاعها لتتلقى شباكها هـدفًا رائعًا مـن لاعـب وسـط الدنمارك مورتن هيولماند بتسديدة قوية مـن خارج المنطقة، ارتطمت بأسفل القائم وتهادت دَاخِلٌ الشباك، لتمنح المنتخـب الإسكندنافي تعـادلًا مستحقًّا.
وقوبل تعـادل الإنجليز مـن جانب الجماهير بصافرات الاستهجان عند نهاية مباراة الدنمارك، بينما تعرّض المدرّب لانتقادات لاذعة مـن لاعبى المنتخـب سابقا، ألان شيرر وريو فرديناند، لا سيما مـن ناحية التكتيك واختيار اللاعبـين.
غاريث ساوثغيت تحت نار الانتقادات
ولم يتردّد شيرر المعلّق على إحدى شبكات التلفزة فى إنجلترا بمهاجمة ساوثغيت شخصيًّا، بالقول: “لم يتمكّن غاريث مـن استخراج الأفضل مـن ابرز لاعبى إنجلترا”.
وتابع: “كان الامر سيئًا للغاية (امام الدنمارك)، لم تكن هناك حيوية ولا إيقاع اثناء المباراه. ثمة المزيد مـن التمريرات الخاطئة، ويبدو اللاعبون منهكين ولا أعذار لذلك”.
أدى فشل ساوثغيت فى مساعدة فودين على ان يكون اللاعب الذى يقدّم المزيد فى صفـوف مانشستر سيتي -ما سمح له بأن يتوج بجائزة لاعـب العام فى الدورى الانجليزي الممتاز- الي المزيد مـن الانتقادات.
بدا فودين افضل امام الدنمارك منه فى مواجهه صربيا، لكن مستواه بقي غير مستقر فى مركز الجناح الأيسر، علمًا بأن مدرّب سيتي الإسباني بيب غوارديولا يشركه فى وسـط الْمَلْعَبُ خلف المهاجمين.
وأضاف شيرر: “عدم التوازن فى النادي لا يسمح للاعبين بأن يقدموا المستويات التى يظهرون فيها مع أنديتهم”.
وأوضح: “فودين لا يلعـب فى مركزه، وبالتالي لا يقدّم افضل مستوياته، ربما يكون مـن الأفضل إشراك جود بيلينغهام فى مركز اللاعب رقم 8. الامر قلق للغاية”.
جانب مـن تصريحـات المدرب
مـن جانبه، واجه غاريث ساوثغيت الانتقادات اثناء المؤتمر الصحفى الذى تلا المباراه امام الدنمارك، معترفًا بأن تجربة إشراك ظهير أيمن ليفربول ترنت ألكسندر-أرنولد فى وسـط الْمَلْعَبُ لم تكن ناجحة، بقوله: “نعرف بأننا نقوم بتجربة هنا. لا نملك بديلًا أصيلًا لكالفن فيليبس، وبالتالي نقوم بتجربة إيجاد الحلول فى وسـط الْمَلْعَبُ منذ 7 الي 8 اعوام. لو لم نكن نملك ديكلان رايس لا أدري أين سنكون”.
وعانى ساوثغيت مـن إصابات عدّة قبل بدء البطولة، والأمر يتعلّق بكاين (فى الظهر)، بوكايو ساكا (كاحل) ولوك شو (اصابه عضلية). اعترف المدرب بأن فريقه يفتقد الي الحيوية: “يتعيّن علينا إيجاد الحل لإيجاد التوازن الصحيح. لا نستطيع الاعتماد على افضل ظهير أيسر فى فريقنا (شو)، وهذا يفقدنا التوازن”.
ولطالما انتُقد ساوثغيت لانه يعتمد طريقةًا حذرًا عندما يتقدّم فريقه فى النتيجة، لكنه أصّر أنه لا يطلب مـن لاعبيه القيام بالدفاع بقوله: “كلا، اعتقد بأننا لعبنا فى مواجهه منتخبـات تعتمد على ثلاثة مدافعين، وبالتالي مـن الصعب الضغط عليها”.
وبعد ان كان المنتخـب الانجليزي قاب قوسين أو اقل مـن إحراز لقب كثير منذ ان استلم غاريث ساوثغيت منصبه (نهائى كاس أوروبا صيف 2021، نصف نهائى مونديال 2018)، يشعر المدرب بأن فريقه يعاني لمواجهة الضغوطات لإحراز أول لقب كثير له منذ عَامٌ 1966، عندما توج بالالقاب العالمي فى البطولة التى استضافتها إنجلترا.
وانهي غاريث ساوثغيت حديثه قائلًا: “يتعيّن علينا المحافظة على هدوئنا وإيجاد الحلول لتطوير المستوى. يتعيّن علينا قيادة النادي بالطريقة الصحيحة، واتخاذ قرارات ذكية لكي نكون افضل”.
