اخبار الرياضة

لقب كوبا أمريكا بين أطماع ميسي و”تهديدات” البقية!

يتجدّد الحديث عَنْ لقب كوبا أمريكا وأبرز المرشحين لنيل الكأس مع كل نسخة جديدة للمسابقة الأعرق على المستويين الدولى والقاري، ولن تشذّ النسخه الثامنة والأربعون التى تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية مـن 20 يونيو/حزيران وحتى 14 يوليو/تموز، عَنْ هذه القاعدة.

ومن بديهيات هذه المنافسه وفقًا لموازين القوى، “تبجيل” الثنائي العملاق البرازيل والأرجنتين دومًا فى ثوب المرشّاثناء الكلاسيكيين للتتويج بالالقاب، دون نسيان التَّارِيخُ العريق للأوروغواي، صاحبة الرقم القياسي فى التتويج بالمسابقة مناصفة مع “الألبيسيليستي”.

ولكنّ التوقعات المسبقة -باستثناء تلك الخاصة بالأرجنتين الجاهزة للتحدي بقيادة أسطورتها الحية ليونيل ميسي- قد لا تكون حاضرة فى النسخه الأمريكية القادمة مـن “الكوبا”، كون أغلب المنتخبات -بما فيها البرازيل التى تمرّ بأزمة نتائـج وإقناع- لا تبدو قادرة على مقارعة بطل مونديال 2022، إلّا إذا تغيّر المشهد بعد الإعلان عَنْ صافرة البداية.

لقب كوبا أمريكا.. الأرجنتين وحظوظ وافرة  لفض الشراكة

تبدأ الأرجنتين بأوفر الحظوظ لحصد لقب كوبا أمريكا فى نسخة 2024، ليس لكونها حاملة البطولة فحسب، بل لعدة عوامل مساعدة، هىّأها القدر؛ ولكنها قد لا تكون كافية، فحقيقة الميدان قد تقلب “السحر على الساحر”.

لاعبو منتخـب الأرجنتين يحتفلون بهدف الفـوز على كندا

ومن ابرز العوامل المساعدة لمنتخب “التانغو” حاليًا، أجواء المنتخـب المميزة ونتائجه الإيجابية والتي اتخذت منحًى تصاعديًا إثر الفـوز بمونديال قطر، ومنذ ذلك الوقت لم يبرح زملاء القائد ميسي قمة الترتيب العالمي للمنتخبات.

ثاني العوامل، يكمن فى الجاهزية الفنية والذهنية لميسي نفسه، مـن اجل ترك بصمته كالمعتاد، حيـث يقدّم “البولغا” موسـمًا مميزًا بأرقام فردية مبهرة مع ناديه إنتر ميامي الأمريكي، وهو ما يعزّز “نهمه” لإضافة كاس ثانية الي رصيده، لا سيما أنها تمنّعت عنه فى ثلاث مناسبات سابقة، اثناء خسر النهائى أعوام 2007 امام البرازيل و2015 و2016 تواليًا امام تشيلي.

ثالث عامل، يكمن فى الطريق المثالي الذى ينتهجه منتخـب المدرب ليونيل سكالوني فى تصفيات مونديال 2026، حيـث جمع حصيلة إيجابية مـن 5 انتصارات وهزيمة وحيدة بعد 6 جولات، منحته الريادة برصيـد 15 نقطه وبفارق نقطتين عَنْ الأوروغواي، شريكته التاريخية فى عَدَّدَ مرات الفـوز بالكوبا، والذي سيسعى بكل جهده هذه المرة لإزاحتها عَنْ عرش الأكثر تتويجًا. 

البرازيل بعيدة عَنْ الضوء.. ولكن!

لا شكّ فى انّ البرازيل اسم ضخم قاريًا وعالميًا واستبعاده مـن دائرة المرشحين لنيل لقب كوبا أمريكا هو أمر مُحال، ولكنّ واقع “راقصي السامبا” الحالي، لا يتماهى مع “أيام عزّهم” الخوالي، إذ يكفي التذكير بأنّ آخر نهائى خاضه فى المونديال والذي اقترن بحصوله على نجمته الخامسه، يعود الي 24 عَامًٌا، بينما شرب مـن كاس التتويج فى “الكوبا” 9 مرات، كان آخرها فى 2019 اثناء استقبل البطولة على أرضه.

إندريك ابن الـ17 عَامًٌا.. أحد “الجواهر” المرتقبة فى كوبا أمريكا 2024

وعانى منتخـب البرازيل بعد توديع مونديال 2022 مـن الدور ربع النهائى، المزيد مـن الاضطرابات لا سيما فنيًا، بعد رحيل المدرب السابق تيتي، الذى ترك شغورًا عجز الاتحاد البرازيلي عَنْ سدّه، حتـى اتّخذ أخيرًا قرار تعيين دوريفال جونيور صاحب الخبرات المحليه الكبيرة، فى يناير 2024، بديلًا للمدرب المؤقت فيرناندو دينيز، الذى تدهورت فى عهده نتائـج المنتخـب فى التصفيات، التى يأتيّ فيها حاليًا المركـز السادس (آخر مركز مؤهل مباشرةً الي المونديال)، مع 7 نقاط فقط جمعها مـن فوزين وتعادل و3 هزائم.

وحمل تعيين دوريفال جونيور معه موجات إيجابية قوية، بعد إسهامه فى استعادة البرازيليين الثقة فى منتخبهم مـن اثناء الفـوز على إنجلترا 1-0 فى ويمبلي والتعادل مع إسبانيا فى مدريد 3-3، وذلك فى أول امتحانين وديين له على رأس المنتخـب، أضف على ذلك المفاجأة الصادمة التى فجّرها بعد الإعلان عَنْ قائمة لاعبيه المدعوّين للمشاركة فى كوبا أمريكا، والتي خلت مـن أسماء ثقيلة، على غرار نيمار جونيور (المصاب) وكاسيميرو وغابرييل جيسوس وريتشارليسون وأنتوني.

كلّ ما فات، يجب ان يثير انتباه الأرجنتينيين، لأنّ غريمهم متمرّس فى “اللّدغ” فى مثل هذه الظروف، فكلّما كان بعيدًا عَنْ ضوء الترشيحات؛ قام بمناورات خاطفة، عادةً ما تُختتم بمعانقة البطولة، والدرس القاسي الذى انتهى على ثلاثية نظيفة فى نهائى عَامٌ 2007 بماراكاييبو الفنزويلية، شاهد على ذلك.

أوروغواي.. الضلع الثابت والرقم الصعب

قد يتفاجأ البعض مـن غير المتابعين الأوفياء للمسابقة، بالحديث عَنْ الأوروغواي فى ثوب المرشح لنيل لقب كوبا أمريكا، غير انّ الحقيقة التاريخية هى انّ “لا سيليستي” الباحث عَنْ لقبه الـ16 والأول منذ 2011، هو “البُعبُع” الحقيقي والجار الصغير الذى يخشاه كبار القارة.

مشوار البطولة الخامس عشر والأخير للأوروغواي عَامٌ 2011

وباستثناء كونه ضلعًا ثابتًا مـن اثناء حصده 15 لقبًا (يتشارك مع الأرجنتين ويتفوق على البرازيل بفارق 6 بطولات)، مـن المتوقع ان يكون المنتخـب العنيد، الذى يتأهب لتوديع أسطورتيه، لويس سواريز وإدينسون كافاني، رقمًا صعبًا فى نسخة أمريكا.

فعلاوة على رصيده التاريخي، يعتمد الأوروغواي الحالي، على خبرة مدربه المحنّك مارسيلو بييلسا، وجيل جديد مـن اللاعبـين، أبان عَنْ مؤشرات واعدة فى تصفيات المونديال، الذى يأتيّ فيها المركـز الثانى.

كولومبيا للمفاجأة وتشيلي بعيدة عنها

يمتلك منتخـب كولومبيا دوافع قوية للمنافسة بشراسة على لقب كوبا أمريكا؛ أبرزها رغبته فى معانقة الكأس لأول مرة بعد تتويجه الوحيد فى 2001، وثانيها تحفّزه بتغيير جلده وضخ دماء جديدة سمحت بتقديم منتخـب متجدّد على نحو مثير فى تصفيات كاس العالم، أسقط البرازيل (2-1) فى طريقه الي احتكار المركـز الثالث، وبرقم حصري، يتمثل فى كونه الوحيد الذى لم يتعرض للخسارة حتـى الان.وبعيدًا عَنْ طموحات كولومبيا المتجددة، لا يبدو انّ تشيلي، ثامنة التصفيات المونديالية (5 نقاط فقط) والغارقة فى وحل النتائج السلبية، قادرة على تفعيل سلاح المفاجأة، الذى مكّنها مـن مباغتة “التانغو” وإنزال دموع قائده ميسي فى نسختين متتاليتين، كَمَا انّ الجيل الحالي يتحضّر بدوره لتوديع نجميه التاريخيين، أرتورو فيدال (36 سنة) وألكسيس سانشيز (35 سنة)، الذى سيحضر على الأغلب للمرة الاخيره فى بطولات البطولة.

البقية أقرب لحضور شرفي

بقية الحاضرين فى النسخه الحالية، سيكونون أقرب الي دور “الْمُشَاهِدِينَ”، وباستثناء المكسيك “الضيفة الثقيلة” ووصيفة نسختي 1993 و2001 التى دومًا ما تقلق راحة الكبار، فإنّ المنتخبات الباقية على غرار الإكوادور وبيرو وفنزويلا وكندا وكوستاريكا وحتى أمريكا صاحبة الضيافة، لا تمتلك الأسلحة اللازمة لمقارعة جهابذة المنافسه.

6 منتخبـات مـن أمريكا الشمالية فى كوبا أمريكا 2024

وما يعزّز هذا التوجّه هو انّ هذه البطولة العريقة الممتدة على مدار 108 أعوام، لم تعترف يـومًا ببطل مـن خارج قارتها، إذ دأبت على البقاء بين أحضانها، فى نسخ كثيرة تداولت بلدان الأرجنتين والأوروغواي والبرازيل وتشيلي وباراغواي وكولومبيا وبيرو وحتى بوليفيا، على التتويج بها، وهو ما يعزّز “تعصّب” لقب كوبا أمريكا لبني جلدته.

السابق
تحليل العمدة نيوز | لماذا قرر منتخـب كندا الانتحار امام ميسي؟
التالي
ليونيل ميسي يحقق أرقاما تاريخية فى افتتاحية كوبا أمريكا 2024