اخبار الرياضة

إنجلترا تتعثر بأفكار ساوثغيت وبيلينغهام سيرفض هذا الوصف!

سقطت إنجلترا فريسة للتعادل الإيجابي امام الدنمارك فى المباراه التى جمعت بين الفريقين ضوء مباريات الجولة الثانية مـن المجموعة الثالثة مـن يورو 2024، وذلك بعدما تقـدم منتخـب “الأسود الثلاثة” بهدف هاري كين، قبل ان يعادل الدنماركيون النتيجة بعدها بربع ساعة بصاروخ هيولماند.

فى الحقيقة فإن مـن سقط فريسة للتعادل هم الدنماركيون الذين قدموا مباراة افضل كثيرًا مـن منتخـب غاريث ساوثغيت، الذى سيتعرض للمزيد مـن الانتقادات فوق التى نالها بعد الفـوز الهزيل على صربيا بهدف وحيد فى الجولة الافتتاحية.

إنجلترا.. ممّ تخشى؟

بدأ المنتخـب الانجليزي المباراه بشكل جيد ولم تمضِ 20 دقيقة حتـى تقـدم فى النتيجة بهدف هاري كين، بعد مجهود كثير مـن كايل ووكر الذى لم ييأس وقاتل على كرة شبه منتهية.

لكن مع تقـدم إنجلترا عاد ساوثغيت لنفس عاداته بالمبالغة فى التراجع ليعيث الدنماركيون فسادًا فى أول 80 ياردة مـن الْمَلْعَبُ على الأقل ويسيطرون على المباراه طولًا وعرضًا.. صحيح أنهم لم يصلوا للمرمى كثيرًا قبل تَسْجِيلٌ الهدف لكن كل شيء كان يوحي بأنهم أحكموا السيطرة على اللقـاء بل ومنعوا حتـى اى إمكانية للإنجليز فى شن هجمات مرتدة مؤثرة فى اثناء التراجع الكبير لبوكايو ساكا وهاري كين وفيل فودين الي مناطقهم، بل إن مـن مرر التمريرة الخاطئة فى الثلث الاول مـن ستاد الإنجليز التى أدت لهدف كان هاري كين نفسه.

والحقيقة أنه ليس مفهومًا ما يفعله ساوثغيت، فالمدير الفنى الانجليزي بات على شفا ان يجعل جمهور إنجلترا يتمنى عدم التقدم فى النتيجة، حتـى لا يظل لما تبقى مـن المباراه يلعـب كمنتخب صغير لا يرسم مستقبله اثناء المباراه بنفسه، وينتظر ألا يقع اى لاعـب منه فى مخالفات، فالقاعدة تقول أنه كلما كانـت الأخطاء أبعد عَنْ مرماك، يكون التأثر بها أقل، لكن مع لعب ساوثغيت بـ9 أو 10 لاعبين فى ثلث ملعبه اثناء هجمة المنافس يكون اى خطأ قادرًا على إقلاق الدفـاع، ومع موهبة استثنائية فى التسديد كالتي تمتع بها هيولماند كان العقاب محتومًا.

ورغم التوفيق الكبير للدنمارك فى لقطة الهدف، إلا ان أحداث الشوط الثانى أوضحت بشكل قاطع أنه لو لم تسجل الدنمارك مـن تلك التسديدة، فلربما سجلت مـن فرص أسهل كالتي أتيحت فى الشوط الثانى، كَمَا ان بداية هذا الشوط عرضت ان الإنجليز بيدهم منع هذا الوضع مـن الاستمرار ولديهم القدرة على التقدم للأمام إن أرادوا، وكما حدث فى أول 10 دقائق لكن ساوثغيت له رأي آخر.

منتخـب مفكّك

الرَّأْي الآخر ليس فقط ان تصر على ان يتحفظ لاعبوك دَاخِلٌ الْمَلْعَبُ، بل قد يقتصر فقط على ان تلعب بخطط لا تساعد فريقك على الخروج بالكرة بشكل معقول، أو ان يستمر فى الْمَلْعَبُ لاعبون غير قادرين على استرداد الكرة سريعًا خاصة على مستوى الوسـط، ففكرة أليكساندر أرنولد فشلت مـن المباراه الماضية ومع ذلك حضر مجددًا فى المباراه دون حتـى اللجوء لفكرة تحوله لجناح أيمن أحيانًا، وحتى بديله غالاغير لم يتمكن مـن تقديم الإضافة.حتـى على مستوى الأطراف تبدو تحركات اللاعبـين مكشوفة جدًا بالإضافة لحالة التحفظ الكبيرة للظهيرين بينما عدا بعض اللقطات النادرة، لينتظر ساوثغيت حلول ساكا وفودين الفردية التى قد تُجدي أحيانًا، لكنه لو فكر بشكل افضل لأدرك ان تمهيد الامور لهم لاستغلال قدراتهم الفردية ضوء منظومة جماعية افضل سيصنع منهم وحوشًا.

هل يمكن الجزم بأن إنجلترا ستستمر بهذا الشكل وستغادر البطولة مبكرًا؟ فى الحقيقة لا، فقد بدأت البطولة الماضية بشكل بطيء ولو ان الفارق ان إنجلترا كانـت متماسكة جدًا دفاعيًا فى البطولة الماضية لذلك كان استمرارها للنهايات أمرًا منطقيًا مع تطورها هجوميًا، بينما سيكون على ساوثغيت تعديل المزيد مـن الامور لضمان تكرار “الأسود الثلاثة” لما فعلوه فى البطولة الماضية.

بيلينغهام: شكرًا لا أريد هذا الوصف!

بعد المباراه الماضية التى فاز بها المنتخـب الانجليزي بهدف جود بيلينغهام، خرجت بعض الأصوات تصف نجم ريال مدريد باللاعب الذى يتمحور حوله منتخـب بلاده، وهو أمر كان فيه مبالغة كبيرة، فلا بيلينغهام يستطيع تقديم هذا الدور ولا هو مطالب بذلك، ولا خطة ساوثغيت أصلًا تحتمل ان يتم وضع هذا الثقل على اللاعب.

مـن لقاء إنجلترا والدنمارك فى يورو 2024

والحقيقة أنه لو سألت بيلينغهام عَنْ رأيه فى هذا الوصف فسيرفضه بالتأكيد. ليس فقط لرغبته فى عدم تلقي المديح وحده بل لأن مثل هذا الوصف سيدينه إن كان حقيقيًا (وهو غير حقيقي بالمرة) لأن الحقيقة الواضحة للجميع ان مستوى إنجلترا فى هذه البطولة مُزرٍ حتـى الان، وكونه مزريًا مع تمحور اللعب حول بيلينغهام يجعلكم تتوقعون نتيجه مثل هذا الوصف!

بيلينغهام اختفى اليـوم ولم يكن موجودًا، حاله كحال كثير مـن لاعبى إنجلترا وهو أمر متوقع مع الأسلوب الذى يلعـب به ساوثغيت، لكن ربما ما يمكن لوم بيلينغهام عليه هو هبوط مردوده البدني وعدم أدائه لأدوار دفاعية منطقية لمركزه، الذى لم يعد هناك مـن يقدم أدوار دفاعية به، بينما قد يصنع هذا الامر بعض القلق لدى ريال مدريد مـن مسألة إرجاعه لخط الوسـط العام القادم بعد وصول كيليان مبابي، إلا لو اخترع كارلو أنشيلوتي طريقة عبقرية جديدة لمنحه نفس حرية العام الماضي!

السابق
يورو 2024 | مدير فني النمسا يتحدى ليفاندوفسكي
التالي
الصفاقسي يتعادل مع الترجي ويضمن التأهل الي كاس الكونفيدرالية