تتصاعد مشاعر التفاؤل فى إنجلترا مع اقتراب موعد بطوله يورو 2024، حيـث يحلم محبي كرة القدم الإنجليزية بتحقيق لقبهم الاول فى كاس امم أوروبا، ويعزز هذا التفاؤل بشكل كثير المدرب غاريث ساوثغيت، الذى نجح فى قيادة المنتخـب الانجليزي لتحقيق نتائـج جيدة اثناء السنوات الاخيره، أبرزها الوصول الي نهائى بطوله امم أوروبا 2020.
يدخل منتخـب إنجلترا بطوله يورو 2024 بمعنويات عاليه، مُتسلحًا بكتيبة مـن المواهب الشابة التى اكتسبت خبرة دولية قيّمة اثناء السنوات الماضية. ويعد هاري كين نجم بايرن ميونخ قائدًا مُحنكًا للفريق، بينما يُقدم جود بيلينغهام نجم ريال مدريد لمحات فنية باهرة فى الوسـط. ويُضفي بوكايو ساكا سرعة ومهارة على أطراف الْمَلْعَبُ، بينما يُؤمّن ديكلان رايس توازنًا مثاليًا فى وسـط الميدان. وفيما يلي، نستعرض 5 أسباب قد تمنح منتخـب إنجلترا فرصة التتويج بلقب يورو 2024:
تراكم خبرات هاري كين قبل يورو 2024
يتربع هاري كين على عرش هدافي إنجلترا عبر التَّارِيخُ، وتمنحه إنجازاته الفردية المذهلة أفضلية كونه النجـم الأبرز فى صفـوف منتخـب بلاده. يضع غاريث ساوثغيت ثقة كاملة فى مهاجـم بايرن ميونخ لقيادة خط الهجوم مرة أخرى فى ألمانيا، مع سعي إنجلترا لتحقيق المجد فى بطوله أوروبا.
ورغم إهداره ركلة جـزاء حاسمة امام فرنسا فى مونديال قطر، فإن كين يُظهر دائمًا استقرارًا وقوة استثنائية مع منتخـب بلاده. ومع بلوغه سن الثلاثين، قد تُشكل هذه البطولة الأوروبية محطته الاخيره كونه المهاجم الاول، لكنه يبقى رمزًا للإنجاز بعد تسجيله أربعة اهداف فى يورو 2020، مـن بينها هـدف الفـوز الحاسم امام الدنمارك فى نصف النهائى.
بوجود نخبة مـن لاعبى الأجنحة الموهوبين، يمتلك كين فرصة استثنائية للارتقاء بأداء إنجلترا نحو قمه المجد فى يورو 2024، ما يصل سقف التوقعات مـن المهاجم الذى تألق هذا العام بشكل لافت مع بايرن ميونخ.
نضج جود بيلينغهام
يُعدّ جود بيلينغهام نجمًا صاعدًا فى سماء كرة القدم العالميه، ويُؤكّد ذلك تألقه الباهر فى أول تجربة له مع منتخـب إنجلترا فى كاس العالم بقطر. فقد ســاهم أساسيًا فى جميع مباريات المنتخـب الخمسة، وسجّل هـدفًا واحدًا، ليُثبت قدرته على التألق تحت الضغط.
ومع اقتراب كاس امم أوروبا 2024، سيبلغ بيلينغهام الـ 21 عَامًٌا، بعد انتقاله مـن بوروسيا دورتموند الي ريال مدريد فى صفقة قياسية تجاوزت 100 مليون يورو. لم يُخيّب بيلينغهام آمال محبي النادي الملكي، فقد تألق منذ اللحظات الأولى، وسجّل 5 اهداف فى أول 4 مباريات له مع النادي الملكي، ليُقدم بداية استثنائية للاعب خط وسـط يمتلك موهبة كبيرة للغاية.
يُقدم بيلينغهام أداءً مميزًا مع ريال مدريد فى مركز صانع الألعاب خلف المهاجمين (المركـز رقم 10). يثير هذا التطور تساؤلًا حول إمكانية اعتماد ساوثغيت على بيلينغهام فى هذا المركـز مع منتخـب إنجلترا، على الرغم مـن التنافس الشديد على مراكز الوسـط المهاجم؛ ففي آخر ظهور له مع المنتخـب، لعب بيلينغهام ضوء خط وسـط ثلاثي الي جانب جوردان هندرسون وديكلان رايس.
لا شكّ ان بيلينغهام يمتلك موهبة استثنائية ووصل الي مرحلة النضج الكروي سريعًا، ويُتوقّع ان يكون مؤثرًا فى تشكيله إنجلترا فى يورو 2024، ما يجعله يمثل أحد اهم أسلحة منتخـب بلاده للظفر بلقب قاري طال انتظاره.
خيار إضافي مميز فى الوسـط
صارت إنجلترا تمتلك خيارات أكثر تنوعًا فى منتصف الميدان؛ إذ لعب ترينت ألكسندر أرنولد فى مركزٍ غير مألوف له كلاعب خط وسـط فى آخر مباراتين لإنجلترا امام مالطا ومقدونيا الشمالية. رغم التساؤلات حيال قدراته الدفاعية، فهذا قد يُشير الي إمكانية تأقلم أرنولد مع مركزٍ جديدٍ على المستوى الدولى، حيـث يمكنه استثمار مواهبه فى التمرير والعرضيات. فوجود لاعـبٍ بمهاراته فى الرؤية والقدرة على لعب التمريرات الطويلة عبر الْمَلْعَبُ قد يُشكل إضافة قيّمة لمنتخب إنجلترا، خاصةً مع وجود مهاجـمٍ مثل هاري كين فى خط الهجوم.
فى مباراتي إنجلترا السابقتين امام مالطا ومقدونيا الشمالية، لعب أرنولد فى الوسـط الثلاثي. كانـت هناك دائمًا شكوك حول قدراته الدفاعية، لكن هذه المخاوف ستكون أقل فى حال لعبه فى الوسـط مـن اجل الحصول على افضل ما لديه، واستثمار قدراته المميزة فى إرسال العرضيات والتمرير، لذا فإن وجود لاعـب يتمتع بالرؤية والقدرة الفنية على لعب التمريرات عبر الْمَلْعَبُ قد يكون مفيدًا لإنجلترا، خاصةً مع وجود لاعـب مثل هاري كين فى خط المقدمة.
انفجار موهبة ساكا
يُثبت بوكايو ساكا تفوقه المستمر بتحقيقه إنجازًا استثنائيًا يتمثل فى احتفاظه بلقب افضل لاعـب فى إنجلترا للموسم الثانى على التوالي، ليُتوّج تألقه الباهر الذى يزداد إشراقًا موسـمًا بعد آخر. ويُؤكّد هذا الإنجاز مكانة ساكا المحورية فى تشكيله المنتخـب الانجليزي، حيـث بات لاعـبًا أساسيًا لا غنى عنه بعد انفجار موهبته مع أرسنال.
وتُشير إحصائيات اللاعب الرائعة هذا العام الي استمراره فى تقديم مستويات استثنائية، حيـث سجّل 20 هـدفًا اثناء 47 مباراة فى مختلف الالقاب مع الغانرز، بالإضافة الي تقديمه 14 تمريرة حاسمة، ممّا يُدلّل على قدراته الاستثنائية فى صناعة اللعب وتسجيل الأهداف.
يُسيطر ساكا على الجناح الأيمن بثقةٍ مُتجدّدة، عائدًا بقوةٍ بعد ان استعاد عافيته بشكلٍ إيجابي بعد إهداره ركلة جـزاء حاسمة فى نهائى يورو 2020. وقد تألّق ساكا فى كاس العالم بقطر، مُسجّلًا ثلاثة اهدافٍ، بواقع ثنائية امام إيران وهدف امام السنغال.
ويُعدّ ساكا مـن أكثر لاعبى إنجلترا خبرةً، حيـث ســاهم فى 32 مباراة مع “الأسود الثلاثة” سجّل خلالها 11 هـدفًا، ما سيجعله يحظى بثقة غاريث ساوثغيت، حيـث مـن المتوقع ان يكون له دور محوري فى مسيرة منتخـب إنجلترا اثناء بطوله يورو 2024.
وجود حافز مشترك
يمتلك الجيل الحالي لمنتخب “الأسود الثلاثة” حافزًا مشتركًا لتحقيق ما عجز عنه أسلافهم مـن اثناء التتويج بلقب قاري؛ ففي الفتره بين عامي 2004 و 2006، زخرت تشكيله منتخـب إنجلترا بجيل استثنائيّ لُقّب بـ “الجيل الذهبي”. ضـمّ هذا الجيل نخبةً مـن افضل لاعبى العالم آنذاك، أمثال واين روني وديفيد بيكهام وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وبول سكولز، ورغم تألقهم اللافت على المستوى الفردي، لم يُوفّق هذا الجيل فى الاستفادة مـن مواهبه وحصد إنجازاتٍ ملموسةٍ على صعيد المنتخـب، حيـث خرج مـن آخر ثلاث بطولات ســاهم فيها بشكل مخيب للآمال.
بيد ان الجيل الجديـد مـن اللاعبـين يقدم صورة مُشرقة، حيـث يقترب مـن ذروة قوته ويُزخر بقدراتٍ فنيةٍ استثنائيةٍ ومهاراتٍ رائعة، ما جعل ساوثغيت يقابل تحديًا هامًا فى اختيار التشكيلة النهائيه للبطولة، إذ يتمتع بوفرةٍ مـن الخيارات المميزة، وبطولة اليورو القادمة قد تكون الفرصة الاخيره لنجوم كثيرين مـن هذا الجيل لتحقيق لقب البطولة قبل تجديد صفـوف المنتخـب استعدادًا لكأس العالم 2026.
