اخبار الرياضة

ما أكبر المفاجآت التى شهدتها كاس امم أوروبا عبر التَّارِيخُ؟

تتحول ملاعب كرة القدم فى بطولات كاس امم أوروبا الي مسرح ملحمي لمعارك كروية، تُلهب حماس الجماهير مـن مختلف ارجاء القارة، حيـث تتنافس أقوى المنتخبات الأوروبية على نيل شرف التتويج بلقب البطولة، وتشهد كل دورة فصولًا مُذهلة تُعيد رسم سيناريوهات المباريات، وتخرج منتخبـات لم تكن مـن بين المرشحين لتُعلن عَنْ نفسها كبطل جديد يُثير الإعجاب، ويُخلّد اسمه فى سجلات التَّارِيخُ.

مع اقتراب بطوله يورو 2024 التى تستضيفها ألمانيا مـن 14 يونيو/ حزيران الي 14 يوليو/ تموز، أعد موقع “العمدة نيوز” قائمة بأكبر 7 مفاجآت فى تاريخ البطولة.

1988: سقوط إنجلترا امام إيرلندا 

على الرغم مـن كونها موطنًا لبعض افضل لاعبى كرة القدم فى العالم، عانت إنجلترا مـن تاريخ حافل بخيبات الأمل فى الالقاب الدولية. ولعلّ أسوأ مشاركة لها على الإطلاق كانـت فى بطوله كاس امم أوروبا 1988، حيـث ودّعت مـن دور المجموعات بعد هزائم مذلة.

دخل الإنجليز البطولة مـن دون ان يكونوا مـن بين المرشحين الأوائل، ومع ذلك، فإنه بوجود فريق مليء باللاعبين الموهوبين، كان يُتوقع على الأقل ان يتخطوا مرحلة المجموعات، وخصوصًا خسارة منافسهم الاول، إيرلندا.

كان هذا أول ظهور لإيرلندا فى بطوله دولية كبرى، لكنهم لم يبدأوا المباراه على النحو الذى توقعه الكثيرون، ففي الدقيقه السادسة فقط سجّل راي هوتون رأسية متقنة فوق حارس مرمى إنجلترا بيتر شيلتون، ليمنح النادي ذا الملابس الخضراء تقـدمًا مبكرًا، وسيطر منتخـب إنجلترا على بقية المباراه، وهدد مرمى أيرلندا مرارًا وتكرارًا، لكن وبشكل مذهل، استطاع الإيرلنديون مـن الصمود امام الضغط الانجليزي، وحققوا فـوزًا مفاجئًا بنتيجة 1-0.

ألمانيا تستعد لاستضافة بطوله امم أوروبا لكرة القدم 2024 العمدة سبورت

وتعد هذه المباراه واحده مـن أكثر النتائج إثارة للدهشة فى تاريخ بطوله امم أوروبا، ففي اثناء خسر الإنجليز لاحقًا امام هولندا والاتحاد السوفيتي، وأنهوا البطولة مـن دون اى نقاط، احتلّت إيرلندا المركـز الثالث فى المجموعة.

1992: الدنمارك تتوج ببطولة أوروبا

حصل منتخـب الدنمارك، الملقب بـ “الديناميت”، على فرصة المشاركة فى بطوله يورو 1992 فى اللحظات الاخيره، لكنه لم يكتفِ بالمشاركة فقط، بل أذهل الجميع بقدراته وسيطر على البطولة، بعد ان فاجأ الجميع بتحقيقه لقب البطولة، مُقدّمًا واحده مـن أكبر المفاجآت فى تاريخ كرة القدم.

فـوز الدنمارك بلقب كاس امم أوروبا 1992 يُعدّ مفاجأة كبيرة، خاصة مع مشاركة منتخبـات عملاقة مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا وإنجلترا، لكنّ المفاجأة لا تتوقف عند هذا الحدّ، بل تُصبح أكثر إثارة عندما نعلم انّ الدنمارك لم تكن مـن بين المنتخبات المتأهلة للبطولة فى الأصل!

فى البداية، كانـت يوغوسلافيا هى مـن حجزت مكانها فى البطولة، لكن بسـبب تفكك البلاد والحرب الأهلية تمّ استبعاد يوغوسلافيا، ليُفتح الباب امام الدنمارك للمشاركة كبديل.

دخل المنتخـب الدنماركي البطولة كحصان أسود، ولم يكن يُتوقع منه المزيد، ومع ذلك استطاع مـن احتلال المركـز الثانى فى مجموعته، بعد تعادله مع إنجلترا وفوزه على فرنسا 2-1. وتابع مسيرته المظفرة فى الأدوار الإقصائية، حيـث تغلب على هولندا بركلات الجزاء فى نصف النهائى، ليُواجه ألمانيا فى المباراه النهائيه.

وخلافًا لكل التوقعات، قدّم المنتخـب الدنماركي أداءً استثنائيًّا فى النهائى، وتمكن مـن خسارة ألمانيا بنتيجة 2-0، محققًا لقبًا تاريخيًّا لم يسبق له مثيل.

1996: صعود جمهورية التشيك الي النهائى

شهدت كاس امم أوروبا 1996 التى جرت فى إنجلترا، تألق العديد مـن النجوم مثل بول غاسكوين وغاريث ساوثغيت، وارتبطت ذكرياتها فى أذهان الإنجليز بمشاعر الحسرة، بعد الخسارة بركلات الجزاء على أرضهم. إلا ان تلك البطولة حملت قصة مختلفة تمامًا بالنسبة لمنتخب جمهورية التشيك، التى كانـت حديثة العهد بعد انفصالها عَنْ سلوفاكيا.

قبل الانفصال، شكل منتخـب تشيكوسلوفاكيا قوة كروية هائلة، حيـث توجّ بطلاً لأوروبا عَامٌ 1976، وحصد المركـز الثانى فى كاس العالم مرتين. لكن بعد الانفصال، لم يتسنّ للمنتخبين التشيكي والسولوفاكي سوى مشاركة واحده فى نهائى بطوله دولية كبرى، وذلك فى عَامٌ 1996.

أكثر الانديه الأوروبية تمثيلًا فى يورو 2024

اثناء مشاركته الأولى كمنتخب جمهورية التشيك، نجح المنتخـب فى احتلال المركـز الثانى فى مجموعته، متغلبًا على البرتغال فى ربع النهائى، ثم فرنسا فى نصف النهائى. ووصل النادي الي المباراه النهائيه، ليخسر امام ألمانيا بهدف ذهبي قاتل فى الدقيقه (95).

قدّم منتخـب جمهورية التشيك، حديث التكوين، أداءً استثنائيًّا تجاوز فيه كل التوقعات، وقدّم ملحمة كروية رائعة حظيت بإعجاب وتقدير جميع المتابعين.

2000: رومانيا تُرسل إنجلترا الي موطنها مبكرًا 

تحمل منتخـب إنجلترا آمال أمة كاملة عندما دخل بطوله كاس امم أوروبا 2000، متعطشًا للثأر مـن خيبة أمل عَامٌ 1996. بعد خروج مخيب للآمال مـن دور نصف النهائى فى البطولة السابقة، كان المنتخـب مصممًا على إثبات جدارته على أرض الْمَلْعَبُ.

واجهت إنجلترا اختبارًا صعبًا فى دور المجموعات، حيـث ضمت مجموعتها رومانيا الكبيرة التى صمدت ببسالة امام إنجلترا، وحققت تعادلين فى أول جولتين، ما أثار قلق الجماهير الإنجليزية.

فى المباراه الحاسمة امام رومانيا، بدا ان إنجلترا فى طريقها نحو التعادل، لكن فى اللحظات الاخيره، حطمت ركلة جـزاء مثيرة للجدل آمال إنجلترا، وأرسلت الأسود الثلاثة خارج البطولة فى مفاجأة مدوية، لتغادر إنجلترا بطوله يورو 2000 خالية الوفاض، وتُخيب آمال جماهيرها مرة أخرى، وتُثبت ان كرة القدم مليئة بالمفاجآت.

2004: اليونان تُحَقَّق لقب كاس امم أوروبا بعد رحلة مُذهلة

فى الأسابيع التى سبقت البطولة، لم يكن يترقب أحد فـوز اليونان بالالقاب، بل على العكس، لم يمنحها الكثيرون فرصة تجاوز دور المجموعات، خاصة مع وجود منتخبـات قوية مثل البرتغال، الدولة المضيفة، وإسبانيا فى نفس المجموعة.

نجوم كبار يغيبون عَنْ بطوله كاس امم أوروبا 2024

ولكن ما حدث بعد ذلك كان بمثابة حكاية خيالية، فقد فاجأت اليونان الجميع بأسلوب لعبها الدفاعي المنظم وروح النادي الكبيرة، محققة انتصارات متتالية امام منتخبـات مرشحة بقوة، مثل فرنسا والبرتغال. ووصلت الي المباراه النهائيه، حيـث واجهت البرتغال مرة أخرى، لتنتصر فى النهايه بنتيجة 1-0.

كان إنجاز اليونان صدمة للعالم الكروي، وبرهن على ان اى شيء ممكن فى كرة القدم، فقد ألهم هذا الفـوز منتخبـات صغيرة أخرى حول العالم، للإيمان بقدرتها على المنافسة على أعلى مستوى.

2016: رونالدو يُحَقَّق حلمه ويقود البرتغال الي المجد 

حَقَّق منتخـب البرتغال بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو، الفائز بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات، إنجازًا تاريخيًّا، بعد التتويج بلقب كاس امم أوروبا 2016 للمرة الأولى فى تاريخ البلاد.

دخل البرتغال البطولة كحصان أسود، ولم تكن توقعات الفـوز بجانبه، فقد صعود مـن دور المجموعات كأحد افضل الفرق صاحبة المركـز الثالث، مـن دون ان يُظهر أداءً مُقنعًا.

واجه منتخـب البرتغال صعوبة فى الأدوار الإقصائية، حيـث احتاج الي هـدفٍ فى الدقيقه 117 مـن ريكاردو كواريشما تجاوز كرواتيا فى دور الـ16، وانتصر بركلات الجزاء على بولندا فى ربع النهائى.

لكن فى نصف النهائى، برز المنتخـب البرتغالي بشكلٍ لافت، مُحَقَّقًا فـوزًا مُقنعًا بنتيجة 2-0 على ويلز.

وفي المباراه النهائيه، واجه منتخـب البرتغال فرنسا صاحبة الأرض والجمهور، وتعرض رونالدو لإصابةٍ مبكرةٍ هددت آمال البرتغاليين، لكن زملاءه أظهروا روحًا قتاليةً عاليه، وصمدوا امام هجمات فرنسا المُتكررة. وفي الدقيقه 109، خطف المهاجم إيدر هـدف الفـوز مـن تسديدةٍ قويةٍ حسمت المباراه لصالح البرتغال.

السابق
تفاصيل مثيرة بشأن انهيار القيمة التسويقية لرياض محرز
التالي
أبرزهم رونالدو.. 7 نجوم يستعدون لظهورهم الأخير فى كاس أوروبا