ما زال موضوع حارس منتخـب تونس الواعد، أمان الله مميش وما حدث مـن تفاعلات بعد هفوته الكبيرة امام مدغشقر فى الجولة الخامسه مـن تصفيات كاس أفريقيا 2025، يأخذ الحيّز الأكبر مـن اهتمام الجماهير الرياضية، رغم تأهّل “النسور” لأهم محفل كروي فى القارة السمراء بصفة رسمية.
وتعرّض مميش صاحب الـ20 عَامًٌا وحارس الترجي، لـ45 دقيقة محبطة فى أمسية عصيبة ببريتوريا، بعد هفوة فادحة فى الدقيقه (20) تسبّبت فى هـدف التعادل الاول لمدغشقر، بالإضافة الي هامش مـن المسؤولية فى هـدف التعادل الثانى فى الدقيقه (45+3)، ليُجبر المدرب قيس اليعقوبي على استبداله فى مدة ما بين الشوطين بزميله أيمن دحمان حارس الصفاقسي، وهو الخيار الذى أثار المزيد مـن الجدل بين مساند ومعارض.
وبعيدًا عَنْ الظهور السلبى للحارس الواعد، فقد حَقَّق منتخـب تونس المنتمي للمجموعة الأولى، الأهم بفوزه على مدغشقر بنتيجة (2-3) فى المباراه التى جرت على ستاد “لوفتوس فيرسفيلد”، لحساب المجموعة الخامسه وقبل الاخيره، ليضمن تأهله الي نهائيات “الكان” المقررة فى المغرب عَامٌ 2025، للمرة السابعه عشرة فى تاريخه على التوالي (رقم قياسي)، إثر تصدّره لمجموعته برصيـد 10 نقاط حتـى الان.
مدير فني منتخـب تونس يتّهم بعض الأطراف بمحاولة “قتل” مميش!
وفي ضوء المؤتمر الصحفى الخاص بالمواجهة الختامية للتصفيات الأفريقية والتي ستجمع “نسور قرطاج” بضيفه الغامبي، تفاعل اليعقوبي مع اللغط الحاصل بشأن مميش والذي هيمن على الأيام الماضية، موجّهًا رسائل قوية الي عدة جهات، قائلًا: “فى تقديري الشخصي موضوع أمان الله أخد حيزًا أكثر ممّا يجب. الحارس يخطئ قدره قدر المدافعين أو لاعبى الوسـط أو المهاجمين”.
واسترسل مدير فني منتخـب تونس فى تحليل ما حدث لحارسه الشاب: “مميش حارس شاب قادم مـن موسـم استثنائي، وإشادة الاتحاد الأفريقي به لم تأتِ مـن فراغ؛ ولكن فى هذا العام تكررت أخطاؤه، لا سيما مع ناديه”، مفسّرًا: “الوضعية الجديدة للحارس ومع كل الأضواء المسلطة عليه فى سنّه وعملية التصرف مع الهالة الإعلامية التى تصنع الضغط علاوة على محيط اللاعب وقوة شخصيته، جميعها تصنع الفارق فى هذا الموضوع”.
وعن تحديد المسؤوليات بينما جاء إليه مميش مـن تراجع فى المستوى، وجّه اليعقوبي أصابع الاتهام الي جهات بعينها قائلًا: “اللاعب ثمّ محيطه -والمقصود بذلك عائلته وناديه وربّما أيضًا وكيل أعماله- ثمّ أيضًا دور الإعلام المطالب بتنسيب ما يعرف بالإنجاز أو الفلتة الكروية، حتـى نتجنّب ما وقع فيه مميش وعدد مـن اللاعبـين الواعدين أمثاله، على غرار آدم قرّب (النادي الافريقى) وراقي العواني (النجـم الساحلي) ويوسف بشّة (النادي الصفاقسي)”.
ووجّه اليعقوبي رسالة الي مميش جاء فيها: “أعيد وأكرر مميش هو مستقبل الحراسة فى المنتخـب، وجميعنا متفقون على قيمته الفنية العالية. ولكن أحذّر، كم مـن لاعـب موهوب برز فى البداية ثم لم نره بعدها!؟ الان الكرة فى ملعبه عليه مراجعة حساباته ويجب ان يحظى بالدعم مـن محيطه وناديه ليعود لمدار التألق، لأنّ المنتخـب لا يستطيع القيام بهذا الدور لانه مساحة للاعب الجاهز”.
وفي خاتمة تعليقه على هذا الموضوع الشائك، أشار اليعقوبي الي أمر مهم وخطير للغاية: “مـن غير الممكن ان يكون مميش بالأمس مـن افضل الحراس المصنفين قاريًا واليوم هو لا شيء. كم هى مضحكة ومحزنة النعوت ذات الصبغة “النادوية” (اى التعصب للأندية)”، مضيفًا: “النادوية ستقتل المنتخـب، عندما تأتيك مـن الجماهير تقبلها على مضض، ولكن عندما تأتي مـن الإعلام فذلك هو أخطر شيء”.
تجدر الإشارة الي انّ منتخـب تونس يَخُوض غَدًا الإثنين نهاية مبارياته فى التصفيات القارية، حيـث سيستقبل على ستاد حمادي العقربي برادس، نَظِيرِه الغامبي، بدايةًا مـن الساعة الـ8 مساءا “توقيت” تونس والـ10 “توقيت” مكة المكرمه، فى مباراة ستكون الرهان الوحيد لتأمين قمة المجموعة بعد ضمان كارت التأهل للكان.