ثوانٍ فقط كانـت تفصل كل مكونات العنابي عَنْ حسرة ضياع فـوز كان فى المتناول على منتخـب أوزبكستان فى خامس جولات المجموعة الأولى مـن الدور الثالث لتصفيات مونديال 2026، قبل ان يظهر لوكاس مينديز.. المدافع الذى هاجم وخطف الفـوز الثمين فى الرمق الأخير، قالبًا الحسرة الي فرح عارم.
ويمكن القول إن لوكاس مينديز ارتدى ثوب المنقذ، ذلك ان الهدف الذى أعاد التقدم للعنابي 3–2، أحياى كل حظوظ المنافسة على التأهل المباشر الي المونديال، لينجو المنتخـب مـن تحول قسري للبحث عَنْ التأهل عبر المرحله الرابعة، على اعتبار ان الهوة النقطية التى ستفصله عَنْ المركزين الاول والثاني، والمؤهلين مباشرةً، كانـت ستتسع بالشكل الذى يصعب تجسيره.
النقاط الثلاث أبقت العنابي فى مركزه الرابع برصيـد 7 نقاط، متأخرًا بفارق الأهداف عَنْ الإمارات، لكنها فى الوقت ذاته قلصت الفارق مع المنتخـب الأوزبكي صاحب المركـز الثانى برصيـد 10 نقاط، الي ثلاث نقاط فقط، بينما أبقت فارق النقاط الستة مع المنتخـب الإيراني المتصدر بـ 13 نقطه.
الحسرة كانـت على الظهور المتباين للعنابي بوجهين مغايرين على مدار الشوطين، وهو الامر الذى اعترف فيه لوكاس مينديز بنفسه اثناء حديثه الخاص لموقع العمدة نيوز بعد المباراه حيـث اعلن: “قدمنا شوطًا أولًا مثاليًا، لكن الشوط الثانى كان معقدًا، لقد قلبوا المعطيات وعادوا بعد التأخر بهدفين عبر العرضيات وهو أمر لم يكن مقبولًا بالنسبة لنا فى اثناء اللعب بثلاثة مدافعين فى العمق، لكن الأهم تحقق وهو أننا جنينا النقاط الثلاثة فى نهاية المطاف”.
طريقة التسجيل.. حكاية
صحيح ان لوكاس مينديز يتمتع بمواصفات اللاعب المدافع القوي القادر على القيام بدوره على أكمل وجه، لكنه أثبت امتلاكه مهارة تهديفية وحسًا يضاهي به بعض المهاجمين، وهذا يأتي مـن الطريقة التى سجل بها الهدف.
التوقيت تزامن مع الثواني الاخيره مـن عمر الوقت المبدد للمباراة والذي تضاعف بسـبب توقفات إجبارية، عندما كسب العنابي ركلة حرة نفذها أكرم عفيف دَاخِلٌ المنطقة (على أنها الفرصة الاخيره) فطار لها خوخي بوعلام وحولها برأسه وصلت الي لوكاس مينديز دَاخِلٌ المنطقة، فتصرف كَمَا المهاجمين الكبار أصحاب الفطرة التهديفية دَاخِلٌ منطقه الجـزاء، فكانت المهارة فى التسديدة التى استعمل خلالها الخطف فى التنفيذ مـن اجل سرعة استثمار المساحة قبل ضغط المدافعين، فاتجهت الكرة نحو المقص الأيمن لمرمى الحارس لتضرب القائم وتدخل الشباك، بهدف أول فى مسيرة اللاعب مع المنتخـب منذ انضمامه قبل كاس آسيا الاخيره، مبديًا فرحته الغامرة فى حديث لـ العمدة نيوز رغم تفضيله اهميه النقاط الثلاثة على افتتاح سجله التهديفي مع العنابي.
لوكاس مينديز.. مستوى لافت لمدافع الوكرة
قدم لوكاس مينديز صاحب الخبرة الكبيرة، مستوى لافتًا فى مجمل اللقـاء.. رغم أنه أحد أفراد الخط الخلفي الذى تحمل وزر الهدفين الأوزبكيين مـن الكرات العرضية، لكنه لا يتحمل الامر بشكل مباشر، على اعتبار ان المجموعة ككل والجهاز الفنى أيضًا، يتحملون مسؤولية المبالغة فى التراجع للمواقع الخلفية، الامر الذى وضع الدفـاع تحت وطأة ضغوط هائلة.
وحصل مدافـع الوكرة على تقييم جاء الي 7.8 وهو ثاني لاعبى المنتخـب القطري نقاطًا خلف أكرم عفيف افضل لاعـب فى المباراه، والذي حصل على تقييم عالٍ جاء الي 8.9، ونال جَائِزَةٌ افضل لاعـب فى المباراه.
ولمس لوكاس مينديز الكرة فى 71 مناسبة، وقدم 55 تمريرة منها 47 صحيحة، بنسبة وصلت الى 85%، وربح 3 مـن الالتحامات الأرضية مـن أصل 4، و3 مـن 4 فى الالتحامات الهوائية، ولعب 12 تمريرة طويلة منها 8 صحيحة، بينما سدد على المرمى مرة واحده وهي تسديدة الهدف.