حَقَّق المنتخـب القطري انتصارًا مثيرًا على نَظِيرِه الأوزبكي، بعدما سجل هـدف الفـوز 3-2 فى الرمق الأخير مـن المواجهة التى جرت على ستاد جاسم بن حمد، لحساب الجولة الخامسه مـن المرحله الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة الي نهائيات كاس العالم 2026 فى الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
الفـوز الذى كان مطلبًا قبل المباراه، أعاد العنابي الي قلب معادلة المنافسة على التأهل المباشر الي نهائيات كاس العالم عَنْ المجموعة، بعدما رفـع رصيده الى النقطة السابعه فى نفس مركزه الرابع، متأخرًا بفارق الأهداف عَنْ المنتخـب الإماراتي، صاحب المرتبة الثالثة.
الأهم ان العنابي قلص الفارق مع المنتخـب الأوزبكي الذى اثناء ثانيًا برصيـد 10 نقاط، الي ثلاث نقاط فقط، بينما ابتعد المنتخـب الإيراني فى الصدارة برصيـد 13 نقطه، ليحيي العنابي آماله فى الوصول الى المركـز الثانى المؤهل مباشرة الي المونديال، وإن كان الانتصار يريد الى تعزيز بثانٍ عندما يقابل “الأدعم” المنتخـب الإماراتي يـوم 19 مـن الشهر الحالي فى أبو ظبي.
الشوط الأفضل فى التصفيات
قدم المنتخـب القطري فى الشوط الاول عرضًا راقيًا، ربما يكون الأفضل له فى التصفيات حتـى الان، بعدما اعتمد طريقةًا بدا مغايرًا عَنْ المباريات السابقة، بعدما لعب بطريقة 3-4-3 مـن اثناء الاعتماد على ثلاثي عمق الدفـاع (خوخي بوعلام وطارق سلمان ولوكاس مينديز)، بينما لعب بسام الراوي ومحمد وعد فى الظهيرين، ولعب احمد فتحي كلاعب محور امام ثلاثي العمق، ولعب ابراهيم الحسن بدور مزدوج بين الزيادة فى منطقه العمليات، والتقدم للإسناد الهجومي مـن العمق.
ولعب أكرم عفيف والمعز علي وأحمد الجانحي فى خط الهجوم، مع نزول الجانحي الي منطقه العمليات للإسناد فى الحالة الدفاعية، واقتراب أكرم مـن عمق المنطقة ليكون صانع الألعاب، بينما لعب المعز بحرية فى الأمام.
ولم يعتمد المنتخـب القطري على الاستحواذ، بل طبق التحولات السريعة بطريقة مثالية، الامر الذى منحه أفضلية واضحة مـن اثناء نجاعة الوصول وخلق الفرص، فكانت الترجمة بعد 25 دقيقة عبر هـدف مـن جملة تُدرّس، بعدما احتاجت الهجمة برمتها الي 10 ثوانٍ فقط، بينما تألفت عملية البناء مـن ثلاث تمريرات، قبل ان تصل الكرة الي أكرم الذى هيأها بطريقة رائعة الي المعز الذى وضعها فى الشباك.
وواصل العنابي الأفضلية بعد الهدف بنفس الطريقة مـن اثناء تحولات أبقت الخطر قائمًا، ليعزز التقدم بهدف ثانٍ قبل خمس دقائق مـن النهايه، بعد كرة ثانية نفذها أكرم بحنكة وأودعها المعز فى المرمى.
وجه مغاير وهدف متأخر سجله المنتخـب القطري
ظهر العنابي بصورة مغايرة فى الشوط الثانى، على النقيض مـن الشوط الاول، بعدما بالغ فى التراجع الي الخلف، مـن دون اقل قدرة على شن المرتدات السريعة كَمَا فى الشوط الاول، بعد تراجع جل اللاعبـين للمواقع الخلفية، فلم يقوَ على استرجاع الكرة كَمَا كان يفعل فى الشوط الاول، الامر الذى منح المنتخـب الأوزبكي أفضلية مطلقة، فقلص الفارق فى الدقيقه 75 عبر عباسبيك فايزوليف، قبل ان يعود اللاعب نفسه لتعديل النتيجة بعد هدفه الاول بخمس دقائق.
ولم يحسن المدرب ماركيز لوبيز التعامل فى الشوط الثانى، بعدما أجرى تبديلين بإشراك عبد العزيز حاتم وعبد الله اليزدي، مـن دون ان يحافظ على ذات نسق الشوط الاول، ليستفيد المنتخـب الأوزبكي لفرض الهيمنة على المجريات ويعادل النتيجة.
وتدخل المدرب لوبيز فى الدقيقه 87 لإجراء تغييرات هجومية بإشراك محمد مونتاري ويوسف عبد الرزاق، الامر جعل المباراه متوازنة بعض الشيء، خصوصًا فى مسألة السيطرة التى كانـت مطلقة للمنتخب الأوزبكي.
وفي الوقت الذى اعتقد فيه الجميع ان المباراه ستنتهي بالتعادل، سجل المدافع لوكاس مينديز هـدف الانتصار فى الثواني الاخيره مـن الوقت بدل الضائع، بعدما لعب دور المهاجم بوجوده دَاخِلٌ منطقه الجـزاء، لتصله كرة خوخي بوعلام بعد الركلة الحرة التى نفذها أكرم. وسدد مينديز فى أعلى الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الأوزبكي، ليخرج العنابي بانتصار قاتل فى الرمق الأخير ليحافظ المنتخـب القطري على حظوظه.
ورغم قيمة الانتصار، فإن الوقوف عند ما جرى فى الشوط الثانى يُعد ضرورة ملحة، عمليات بحثًا عَنْ الأسباب التى أدت الي هذا التباين الكبير فى الأداء؛ حيـث كادت المباراه تفلت مـن يدي “الأدعم”، لولا الهدف الذى سجله لوكاس مينديز فى الرمق الأخير.