طيلة 17 عَامًٌا مـن التدريب، هذه هى أسوأ مدة يعيشها المدرب الإسباني بيب غوارديولا مـن حيـث النتائج، بعد ان خسر آخر 4 مباريات فى كل الالقاب مع مانشستر سيتي، وليس النتائج فحسب، بل الأداء أيضًا.
انهزم النادي السماوي تواليًا امام توتنهام وبورنموث وبرايتون بنفس النتيجة (1-2) بينما كانـت الخسارة الأكثر ألمًا فى اطار الجولة الرابعة مـن دورى أبطال أوروبا على يد سبورتينغ لشبونة البرتغالي بنتيجة 4-1.
مـن حسن حظ غوارديولا ان مدة التوقف الدولى قد حانت، حيـث سيمكث اسبوعين كاملين فى التفكير وإعادة ترتيـب أوراقه مع مساعديه، خوانما ليلو وكارلوس فيسينز، قبل المباراه القادمة امام توتنهام يـوم 23 مـن نوفمبر الحالي.
الشهر الماضي، اعلن بيب: “أريد الحصول على مدة توقف دولي كل اسبوعين، سأحب ذلك، حيـث يمكنني الاستراحة وتجديد طاقتي”. ومع الدخول حاليًا فى مدة التوقف الدولى الثالثة هذا العام، يمكن لبيب إستقبال أنفاسه.
3 مشكلات تواجه غوارديولا
أول معضلة يجب على غوارديولا حلها هى الدفـاع، وللمفارقة فإن مانشستر سيتي استقبل اهدافًا فى الدورى الانجليزي أكثر مـن مانشستر يونايتد، الذى سخر منه محللون على مدار السنوات الماضية بسـبب ركاكة خطه الخلفي.
اعتمد بيب على 5 توليفات دفاعية مختلفة مـن آخر 5 مباريات، اى أنه يغير خط دفاعه باستمرار، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.. المدرب غير قادر على انتقاء رباعي دفاعي سواء لوجود خلل فى أداء بعضهم أو للإصابات.
بعد التوقف الدولى، سيكون غوارديولا قد استعاد كل مدافعيه، وستكون المعضلة -ضمنيًا- قد حُلّت.. لكن ثمة مشكلة أخرى مرتبطة بها، وهي ان بيب غير مستقر على أعداد المدافعين، فتارة يلعـب بـ3 فى الخط الخلفي وتارة أخرى بأربعة، وداخل المشكلة مشكلة أخرى، وهي ان المدرب الإسباني لا يعتمد أسماء ثابتة بخط الدفـاع، بل يغيرها دائمًا، ولو كان النادي خاليًا مـن الإصابات.
هذه الحركية الدائمة والتغييرات فى المراكز والأسماء والتكتيك بينما يتعلق بخط الدفـاع، لعبت دورًا جليًا فى تفكيك الخط الخلفي للفريق، وربما يتعين على غوارديولا الثبات على توليفة وطريقة واحده إن أراد تخطي مرحلة عنق الزجاجة.
المشكلة الثانية تتمثل فى الاختراق المتكرر مـن العمق وحتمية معالجتها .. ففي غياب رودري ارتفعت نسبه الهجمات التى يتعرض لها مانشستر سيتي عبر عمق الْمَلْعَبُ، وبالتحديد تمريرات الخصم التى تخترق الوسـط وتذهب مباشرةً الي خط الهجوم، ومنها استقبل النادي امام برايتون ولشبونة وتوتنهام، وبات مـن الوضح ان عمق ملعبه مستباح فى غياب رودري.
بلغت نسبه انتصارات مانشستر سيتي مع رودري 74% وتقل هذه النسبة فى غيابه الي 58%، ما دفع محلل قنوات سكاي سبورتس، جيمي ريدناب الي القول إن النادي لم يكن ليخسر اى مـن المباريات الأربعة فى وجود رودري.
الحل التكتيكي للقضاء على هذه المشكلة يكمن فى الاعتماد على محورين دفاعيين فى الوسـط امام الدفـاع، ربما تجدي ثنائية كوفاسيتش وغوندوغان نفعًا، الي اثناء التعاقـد مع لاعـب وسـط دفاعي متمرس فى ميركاتو الشتاء.
المشكلة الثالثة مرتبطة بتخفيف العبء على هالاند.. فالفريق بات يعتمد على اللاعب النرويجي فى المقام الاول لتسجيل الأهداف، ما وضع عبئًا فوق طاقته، وانخفضت قدراته المعهودة الي أقصى درجاتها.
لا يمتلك مانشستر سيتي لاعبين هدافين فى النادي باستثناء هالاند، وساعد رحيل المهاجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز صوب أتلتيكو مدريد بداية العام الحالي فى مضاعفة الحمل على كاهل هالاند.
بنظرة أولية الي قائمة هدافي مانشستر سيتي هذا العام، فإن ثاني افضل هدافين هما ثنائي الدفـاع، جوسكو غفارديول ومانويل أكانجي بـ3 اهداف لكل منهما، ثم المدافع جون ستونز برصيـد هدفين.. هذه الإحصائية ربما تفسر مدى تواضع الأسماء التهديفية فى النادي وقلة الخيارات الهجومية المتاحة.
لعلاج تلك المشكلة ربما يجب على غوارديولا إدخال الأجنحة أكثر الي عمق الهجوم والاعتماد على الأظهرة لتوسعة الْمَلْعَبُ بدلًا مـن الأجنحة.. فيل فودين وجيرمي دوكو وسافينيو وغريليش، جميعها أسماء تستطيع التسجيل متى أتيحت لها الفرصة، لكن المعضلة استطاع فى ان غوارديولا يستخدم أجنحته فى أماكن بعيدة عَنْ المرمى.