انتهى ديربي لندن بين تشيلسي وأرسنال على نتيجه التعادل الإيجابي بين الفريقين بهدف فى كل مجموعه، فى المباراه التى أجريت بين الفريقين على ستاد “ستامفورد بريدج” فى قمه الجولة الحادية عشرة مـن البريميرليغ.
ونجح أرسنال فى التقدم على أصحاب الأرض بفضل هـدف غابرييل مارتينيلي فى الدقيقه (59)، بيد ان فريق شمال لندن لم يستطع المحافظة على تقدمه بعدما عادل بيدرو نيتو النتيجة فى الدقيقه (69) ليقتسم الناديان نقاط المباراه.
تكافؤ ممل
الشوط الاول كان متكافئًا الي حدٍ كثير، وفي مثل هذا النوع مـن المباريات يصير التكافؤ إمّا مملًا أو ممتعًا الي أقصى درجة. بالنظر الي ظروف الفريقين وإلى أجواء ما قبل المباراه، فإن التكافؤ كان يعني الملل بالضرورة.
فلا تشيلسي سيقبل بالخسارة على أرضه امام منافسه ولن يخاطر سعيًا وراء الفـوز، بينما لم يكن يمكن لأرسنال تحمل خسارة أخرى بعد مجموعه نتائجه المخيبة لذلك ظهر الناديان متحفظين بشكل كثير، خاصة الغانرز.
هذا التكافؤ المصحوب بالحذر تسبب فى إغلاق المساحات امام اللاعبـين المميزين، بينما فرض أرسنال ضغطًا عاليًا ومنظمًا على لاعبى “البلوز” ليصل معدل الـ (PPDA) الخاص به الي 8,32 تمريرة وهو المعدل الذى يعني متوسط عَدَّدَ التمريرات التى ينفذها المنافس قبل ان يقوم أرسنال بتدخل دفاعي على حامل الكرة، بينما جاء المعدل الخاص بتشيلسي 11,32 تمريرة.
لم يلجأ “البلوز” الي الضغط العالي القوي كَمَا هو واضح مـن الرقم بالأعلى، لكنهم كانوا قادرين على مراقبة مفاتيح لعب أرسنال المحدودة المتمثلة فى بوكايو ساكا ومارتن أوديغارد باستخدام بعض الخشونة فى اثناء الالتحامات لتجريد اللاعبـين مـن اى فرصة للتمرير بشكل مؤثر لتتآكل فرص أرسنال فى صناعة الخطورة فى اثناء تثبيت ديكلان رايس وتوماس بارتي وظهيري الجنب فى الوضعية الدفاعية باستمرار.
وتثير الرقابة الناجحة لساكا وأوديغارد التساؤلات مرة اخري حول احتياج أرسنال للمزيد مـن العناصر الهجومية ذات الكفاءة، فميكيل أرتيتا أمعن واستغرق كثيرًا فى جلب العناصر الدفاعية الكبيرة متجاهلًا حقيقة واضحة للجميع منذ موسمين فى احتياج النادي لعنصرين هجوميين أكثر كفاءة على الأقل فى مركزي الجناح الأيسر والمهاجم.
بينما كان تشيلسي أشد خطورة فى مسألة التحولات بفضل السرعة الكبيرة التى يملكها جناحاه نيتو ونوني مادويكي وكذلك المهاجم نيكولاس جاكسون، لكن ابرز فرص النادي كانـت مـن هجمة منظمة بعدما أرسل نيتو عرضية مفاجئة على الجانب الآخر فشل مالو غوستو فى إيداعها المرمى وسـط مضايقة مـن غابرييل مارتينيلي الذى كان يقوم بالتغطية فى لقطة معتادة لعناصر أرسنال الهجومية فى اثناء الحالة الدفاعية.
تشيلسي يتفوق فى الشوط الثانى
بدا أصحاب الأرض فى وضعية افضل فى الشوط الثانى بعدما أصبحوا أقدر على الوجود فى مناطق أرسنال وأكثر مخاطرة فى صعود بعض العناصر مـن الوسـط والدفاع.
الأرقام تشير الي توجهات تشيلسي الأشرس هجوميًا مـن منافسه فى المباراه وكذلك فى فارق الْجَوْدَةُ. فعلى صعيد النهج الهجومي كانـت لتشيلسي أفضلية فى التمريرات الي منطقه الجـزاء بـ13 تمريرة مقابل 7 لأرسنال وكذلك الي المساحة امام منطقه الجـزاء المعروفة “بالزون 14” إذ مرر تشيلسي 9 مرات الي تلك المنطقة مقابل 8 لأرسنال.
لكن اللافت فعلًا هو فارق الغزوات الهجومية بالكرة للاعبي تشيلسي مقارنة بالغانرز، فقد انطلق لاعبو تشيلسي بالكرة الي “الزون 14” فى 10 مرات كاملة مقابل 3 لأرسنال وفي واحده مـن تلك الانطلاقات كان نيتو يسجل هـدف التعادل، بينما كان المعدل قريبًا فى الغزوات الي منطقه الجـزاء مع 6 انطلاقات ناجحة لعناصر البلوز مقابل 5 للغانرز.
رغم ذلك تقـدم أرسنال وذلك بفضل تسلل مارتينيلي خلف الدفاعات فى لقطة ساذجة مـن ليفي كولويل الذى غطى الدفـاع وأكثر سذاجة مـن الحارس سانشيز، وهو الهدف الذى كان يهدف إليه أرتيتا مـن فرصه النادرة فى المباراه كَمَا فعل فى مباريات سابقة قوية خارج الأرض مثل السيتي أو توتنهام، أو كَمَا كاد يفعل أصلًا فى الشوط الاول مـن كرة ثابتة سجل مـن خلالها كاي هافيرتز لكن اتضح تسلله.
بعد الهدف كان إنزو ماريسكا يتحرك ليُشرك ميخايلو مودريك وإنزو فيرنانديز بدلًا مـن مادويكي وروميو لافيا لينقل بيدرو نيتو الي الجانب الأيمن، وما هى إلا دقيقة واحده بعد التبديل حتـى استفاد نيتو مـن وضعيته الجديدة ليتحول مـن مُرسل رائع للعرضيات الي مسدد بارع أطلق معها صاروخًا أرضيًا صعبًا على دافيد رايا، تاركًا لاعبى أرسنال يلومون بعضهم بعضًا على تسلل نيتو الي العمق وتسلمه الكرة دون مضايقة.
رغم أفضلية تشيلسي فى الشوط، كانـت الفرصة الاخيره لأرسنال الذى كاد يطلق رصاصة الرحمة بفعل توغل جديد مـن الجانب الأيمن الذى بات يشغله ريس جيمس فى محاولة مـن ماريسكا لرأب الصدع المتكرر فى هذا المكان إلا ان لياندرو تروسارد كان رحيمًا بجماهير تشيلسي، بتحويل أرعن للفرصة الثمينة مفسدًا العرضية على كاي هافيرتز لينتهي اللقـاء بالتعادل الذى سيعتبره كثيرون عادلًا، وعلى الأرجح سيكون مرضيًا حتـى لو كان مُحبطًا للمدربين فعلى الأقل سيذهبون للتوقف الدولى دون ان تأكلهم الأفكار السوداء كل يـوم.