تُعد الاستقالات التى قدمت فى الدورة الإدارية الحالية، هى الأكبر فى تاريخ مسيرة فريق الفيصلي الأردني منذ تأسيسه عَامٌ 1932، الامر الذى يضع المزيد مـن علامات الاستفهام حول مستقبله المتوقع.
وطالبت جماهير “النسر الأزرق” بعد الخروج الصادم مـن بطوله درع الاتحاد، الامس السبت، بعد الخسارة امام الصريح بهدف وحيد، مجموعه مجلس الإدارة بتقديم استقالاتهم، ودعت وزارة الشباب لتشكيل لجنة مؤقتة تدير شؤون النادي، إثر تواصل فشل فريق كرة القدم فى تحقيق النتائج المطلوبة.
ويعد الفيصلي زعيم الانديه الأردنية، مـن حيـث أقدمية التأسيس وعدد الالقاب المحليه والآسيوية التى جمعها على امتداد مسيرته، والمحافظة على هذه المكتسبات بات مهددًا مع تواصل إخفاقات فريق كرة القدم.
ويسلط موقع العمدة نيوز فى هذا المقال الضوء على ابرز ما يعاني منه الفيصلي، وماذا ينتظر الزعيم الأردني، بعد ان فقدت جماهيره ثقتها بقدرات النادي ومجلس الإدارة.
أول انتخابات.. وأكبر الإخفاقات
منذ رحيل الشيخ سلطان العدوان الرئيس الأسبق لنادي الفيصلي، والذي ترأسه لسنوات طويلة كان فيها بمثابة صمام الأمان، وكان حينها للنادي هيبته التى فرضته إنجازاته وتاريخه، لم يعد هذا النادي كَمَا كان.
ودرجت العادة ان تُاعلن انتخابات مجلس ادارة النادي بالتزكية، فالنادي فى عهد المرحوم الشيخ سلطان وقبله شقيقه المرحوم مصطفى، كان يعيش فى عز أمجاده وبطولاته، وكان اللعب لفريق كرة القدم فى النادي أمنية اى لاعـب فى الأردن.
وفي عَامٌ 2022 كان الفيصلي يعيش لأول مرة بمسيرته تجربة الانتخابات الحقيقية، ووصل مجموعه الهيئة العامة ممن يحق لهم الاقتراع نحو ألفي شخص، وترشح عَدَّدَ مـن محبي النادي لرئاسة وعضوية مجلس الإدارة، لتشهد صراعًا كثيرًا محتدمًا.
واسفرت الانتخابات عَنْ فـوز الْمُهَنْدِسُ نضال الحديد برئاسة الفيصلي على حساب منافسه سليمان العساف، وظنت الجماهير حينها ان تجربة الانتخابات الحقيقية ستعود على النادي بالخير، كون مجموعه مجلس الإدارة سيبذلون كل جهدهم لإثبات أنفسهم، بما يعزز مـن استمرارهم لدورات مقبلة.
وخاب ظن الجماهير، فأثر الانتخابات انعكس سلبًا على النادي ونشاطاته وفرقه، وشهدت بعض الفترات، تصفية حسابات انتخابية، وانقسمت الجماهير بين مؤيد ومعارض للإدارة المنتخبة.
الفيصلي ومشاكل كبيرة
حاولت الإدارة السيطرة على المشكلات جميع، والاجتهاد وبذل كل ما بوسعها لكتابة تاريخ جديد فى مسيرة النادي، لكنها اصطدمت بمديونية كبيرة هددت مشاركته العام الماضي آسيويًّا، وعانت مـن نفقات مالية عاليه لإدارة شؤون فرق كرة القدم، وهجرة لأبرز النجوم الذين فضلوا الانتقال لنادي الحسين إربد الذى يعيش فى حالة مـن الانتعاش المادي والإداري، بما يضمن لهم حصولهم على رواتبهم ومقدمات عقودهم مـن دون تأخير، ما انتهى بتفريغ النادي مـن أعمدته.
وحاولت ادارة فريق الفيصلي الاجتهاد، لكن استقالات كثيرة عاشها النادي بدءًا مـن احمد قطيشات وفراس الوريكات ولانا الجغبير، وليس انتهاءً بأحمد عواد وعبد المحسن المعايطة وفوزي العجارمة.
وفي عهد هذه الإدارة، كان الزعيم يبتعد فيها عَنْ الالقاب المحليه، حيـث أخفق العام الماضي فى المحافظة على لقب الدورى الأردني، بعد ان حل وصيفًا خلف الحسين إربد “البطل” متأخرًا عنه بفارق نقطتين فقط، وخرج بعدها مـن بطوله الكأس على يد فريق سحاب، وخسر كاس السوبر امام الوحدات، واكتفى بحصد لقب الدرع وهي بطوله تنشيطية ولا تعد عملية فى نظر الجماهير.
وتوسمت جماهير الفيصلي هذا العام الخير، فالفريق متفرغ للمسابقات المحليه، حيـث لم يشارك خارجيًّا نتيجه إخفاقاته فى العام السابق، لكن مع مضي الوقت كانـت الحقائق تتكشف، حيـث سرعان ما عاد النادي ليواصل انتكاساته.
ورغم ان العام الحالي لم يمض نصفه بعد، إلا ان ثلاثة مدربين حتـى الان أشرفوا على تدريباته، فكانت البداية مع احمد هايل ثم السوري رأفت محمد، وقبل أسبوع تم التعاقـد مع جمال أبو عابد، وثلاثتهم أخفق مع النادي، ما يؤكد ان ما يمر به الزعيم ليس بسـبب كثرة تغيير المدربين وغياب الاستقرار الفنى فحسب، بل يعود لنوعية اللاعبـين المحليين والأجانب، فضلًا عَنْ الواقع المالي للنادي.
وخرج الفيصلي الامس السبت، مـن بطوله الدرع التى يحمل لقبها، على يد فريق الصريح، وفي بطوله الدورى يستقر حاليًّا فى المركـز الخامس برصيـد 12 نقطه جمعها مـن 9 مباريات، اى أنه استنزف 15 نقطه لتتبدد حظوظه مبكرًا فى استرداد اهم الالقاب المحليه.
ولم تتخل جماهير النادي عَنْ طموحاتها، إذ تأمل ان يعوض النادي إخفاقاته فى الدورى مـن اثناء بطوله الكأس التى لم تبدأ بعد، لكن إخفاقه فى بطوله الدرع وظهوره بأداء غير مقنع، جعلها تفتقد الثقة بقدرات النادي، ليعلو صوت مطالباتها برحيل مجموعه مجلس الإدارة وتشكيل لجنة مؤقتة.
وينتظر ان تتضح فى الساعات القادمة العديد مـن المستجدات الخاصة بالنادي الفيصلي، فهو يمر بحالة انعدام باستقراره فنيًّا وإداريًّا وماليًّا، ولا بد مـن حلول عاجلة تعيد النسر الأزرق للتحليق المعتاد، وبما يرضي جماهيره الغفيرة.