عانى مانشستر سيتي كسائر الانديه الأوروبية مـن مدة تحضير غير مثالية، بسـبب مشاركة نجومه فى بطوله اليورو وكذلك فى كوبا أمريكا، ما جعله يَخُوض المباريات “وديا” فى جولته الأمريكية بلاعبي الأكاديمية.
لكن المشكلة الأكبر التى رافقت النادي السماوي مع بداية العام الحالي، كانـت ترتبط بالإجهاد الشديد للاعبين إضافة الي الإصابات الكثيرة التى ألمت بهم، ولعل اصابه الإسباني رودري الحائز على الكرة الذهبية مؤخراً، فى المباراه الأولى امام تشيلسي كانـت الأسوأ بالنسبة لغوارديولا بالنظر الي ما قدمه رودري مع النادي فى العام الفائت والأثر الكبير الذى تركه غيابه فى وسـط الميدان.
وعلى مدار ثمانية مواسم كاملة لغوارديولا فى مانشستر سيتي الانجليزي، نجح المدرب الإسباني فى كسر كل التوقعات التى سبقت وصوله بعد ان نقل النادي الي مكانة أخرى على المستويين المحلي والأوروبي، مـن اثناء التتويج بلقب البريميرليغ ست مرات فى آخر سبع اعوام، إضافة الي العديد مـن الالقاب الاخرى ومن ضمنها لقب دورى أبطال أوروبا، ليكون النادي الانجليزي السادس الذى يحقق هذا البطولة عبر التَّارِيخُ.
العام الأخير
ينتهي عـقد المدرب الإسباني الذى يتقاضى نحو 20 مليون جنيه إسترليني سنوياً فى شهر يونيو القادم، اى مع نهاية العام الحالي، وخلال مدة وجوده مع النادي قام بتمديد عقده ثلاث مرات كان آخرها فى شهر نوفمبر مـن عَامٌ 2022؛ لذا فإن الكثيرين يعتقدون أنه فى حال كانـت لدى غوارديولا الرغبة فى البقاء لمواسم إضافية فإنه سيتخذ قراره فى الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة.
ولأن لا مكان للصدفة فى عالم كرة القدم فقد اعتبر كثيرون ان رحيل المدير الرياضي تيكسيكي بيغرستاين فى نهاية العام الحالي هو إشارة كافية بأن غوارديولا قد لا يريد فى البقاء أيضاً، خاصة مع غموض موقف المدرب الإسباني فى تصريحاته اثناء أكثر مـن مناسبة منذ بداية العام الحالي.
أزمة رياضية بعد الأزمة المالية
الخسارة امام برايتون فى الجولة الحادية عشرة مـن البريميرليغ والتي تأتي قبل مدة التوقف الدولية مباشرة ستحول الأسبوعين المقبلين الي ما يشبه الكابوس بالنسبة الي مانشستر سيتي وأنصاره والمدرب بيب غوارديولا الذى تجرع الخسارة فى أربع مباريات متتالية للمرة الأولى فى مسيرته التدريبية، علماً ان السيتزنز لم يعرف أيضاً مثل هذه السلسلة السلبية منذ العام 2006.
هذه الهزائم المتتالية قد تجعل غوارديولا أكثر يقيناً بأن مسيرته مع مانشستر سيتي يجب ان تصل الي نهايتها، فالفريق بدأ يستشعر أزمة رياضية تزيد مـن هموم النادي وقلق أنصاره، وخاصة ان أزمته مع التهم الـ115 الموجهة إليه بشأن مخالفات مالية لم تنتهِ بعد، وقد تودي بالفريق للهبوط الي الدرجات الأدنى..
مانشستر سيتي.. فريق النجـم الواحد
على الرغم مـن ان الاعلان تسمية (فريق النجـم الواحد) على مانشستر سيتي تبدو ضرباً مـن الجنون، فى اثناء وجود عَدَّدَ كثير مـن اللاعبـين النجوم دَاخِلٌ الميدان وخارجه، إلا ان النصف الاول مـن العام الحالي أظهر بما لا يدع مجالاً للجدل ان النادي بات يعتمد هجوميًا بشكل كلي على الأهداف التى يسجلها الدولى النرويجي إيرلينغ هالاند.
تألق هالاند كعادته منذ بداية العام الحالي بتسجيله 12 مـن اهداف فريقه الـ22 فى بطوله الدورى، وبفضل الانتصارات التى بدأ بها السيتزنز موسمه الحالي، لم يلحظ الكثيرون عمق المشكلات التى يعاني منها النادي على أرض الواقع، لكن مع توقف هالاند عَنْ تَسْجِيلٌ الأهداف فى المباريات الاخيره، ظهرت معاناة النادي الهجومية.
ويمتلك مانشستر سيتي لاعبين رائعين فى جلب الكرة الي دَاخِلٌ منطقه الجـزاء مثل سافينيو ودوكو وغريليش وفودين وغيرهم، لكنهم يفتقرون الي القدرة على تحويل الكرة الي شبـاك الخصوم، وبالتالي لا يمكن اعتبارهم مصدر تهديد حقيقي، فضلًا عَنْ معاناة النادي الكبيرة فى الوسـط بغياب رودري.
قد يكون مـن الصعب الحديث عَنْ ضعف فى الأنتقالات التى أبرمها النادي فى الصيف الفائت التى اقتصرت على صفقة البرازيلي سافينيو وعودة الألماني إلكاي غوندوغان الي صفـوف السيتزنز، لا سيما ان كل المراكز بدت مكتملة، ولا حاجة فعلية لإنفاق الأموال.
العرض البرازيلي
بعد ان درب أندية برشلونه وبايرن ميونخ الي جانب مانشستر سيتي الانجليزي، قد يصعب مشاهده بيب غوارديولا مع نادٍ أوروبي آخر فى العام القادم، حتـى إن عودته المحتملة الي برشلونه تبدو صعبة للغاية فى الوقت الحالي، مع التألق الكبير للفريق الكتالوني بقيادة الألماني هانز فليك.
حسب صحيفة (ذا أثلتيك) البريطانية فإن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم الذى سعى فى العام الماضي للتعاقد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، قد يسعي إغراء غوارديولا مـن اجل ترك مانشستر سيتي وخوض تجربة تـدريــب المنتخبات للمرة الأولى فى مسيرته.
ولم يخف (بيب) رغبته فى ان يصبح مدرباً لأحد المنتخبات فى محطة ما مـن مسيرته.. علماً أنه كان أحد المرشحين لتدريب منتخـب إنجلترا لكنه لم يعطِ اى إشارة الي الاتحاد الانجليزي بأنه متاح لهذا المنصب والذي آل فى نهاية الامر الي الألماني توماس توخيل.
وبالرغم مـن ان المدرب الحالي للسيليساو (ديورفال جونيور) قد حَقَّق الفـوز فى المباراتين الأخيرتين ضوء التصفيات المونديالية إلا ان سجله بشكل عَامٌ فى التصفيات يشير الي الفـوز بأربع مباريات فقط مـن أصل عشر، وهو سجل لا يليق أبداً بأبطال العالم لخمس مرات.
ويحلم البرازيليون فى ان يتولى غوارديولا تـدريــب منتخـب بلادهم لإنهاء عقدة الفـوز بلقب كاس العالم، وإحراز البطولة الذى غاب عَنْ خزائنهم منذ عَامٌ 2002؛ وذلك للمرة السادسة فى تاريخهم.