لقي مانشستر سيتي الانجليزي بقيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا الخسارة الرابعة له على التوالي والثانية فى البريميرليغ، وذلك بعدما حول مضيفه برايتون تأخره أمامه بهدف الي فـوزٍ بهدفين لهدف فى المباراه التى جمعت بين الفريقين ضوء بطولات الجولة الحادية عشرة مـن الدورى الانجليزي الممتاز.
تقـدم إرلينغ هالاند للسيتي بهدف فى الدقيقه (23)، لكن برايتون رد بهدفين فى الشوط الثانى فى الدقيقتين 78 و 83 ليتلقى بيب غوارديولا الخسارة الرابعة على التوالي لأول مرة فى تاريخه التدريبي.
مانشستر سيتي افضل بقيادة بيب غوارديولا.. ولكن
كانـت الأفضلية واضحة لمانشستر سيتي تحت إشراف مدربه بيب غوارديولا فى شوط المباراه الاول. استطاع الضيوف مـن صناعة أكثر مـن فرصة خطيرة على مرمى برايتون تفنن لاعبوه فى إضاعتها كَمَا كان لحارس برايتون فيربروخن دور فى إفساد واحده مـن هذه الفرص على الأقل بعدما تصدى بقدمه ببراعة لانفراد سافينيو.
وفي الجانب الآخر مـن الْمَلْعَبُ كان السيتي قادرًا على إبعاد الخطورة عَنْ مرماه بفضل دفاعٍ متوسط الضغط متقارب الخطوط بشكل مثير للإعجاب، منع معه قدرة برايتون على الاقتراب مـن إيدرسون بسهولة.
وبمجرد قطع الكرة مـن لاعبى السيتي فإن النادي كان يرتد بسرعة ويحاول الوصول لمرمى المنافس بأسرع وقتٍ ممكن كَمَا حدث فى لقطة الهدف، عندما خطف كوفاتشيتش الكرة، ومررها سريعًا الي هالاند الذى لم يخيب الظن، لكن سرعة نسق السيتي هذه لم تنسحب فقط على مرتداته بل إن النادي كان يسرع كثيرًا مـن هجمته المنظمة للوصول مباشرة لمرمى منافسه.
ولكن، رغم أفضلية السيتي إلا أنه تخلى عَنْ خصلتين مهمتين لا يمكن ان تتابع فريق للمدرب بيب غوارديولا مـن دونهما. الخصلة الأولى هى الضغط العالي على المنافس الذى صحيح وأنه فريق بارع فى الخروج مـن الضغط، لكنه ايضا فريق يقع فى بعض الأخطاء اثناء عملية الخروج مـن هذا الضغط ورغم ذلك اختار غوارديولا التراجع الي نصف الْمَلْعَبُ قبل التحرك لمراقبة لاعبى برايتون.
اما الخصلة الثانية فهي النسق العام لمانشستر سيتي. لا ضير بكل تأكيد فى نسق اسرع عندما تسنح الفرصة وعندما تكون الامور مهيأة لهذا الامر، لكن ان يكون خيارك الدائم والمستمر فى اللقـاء هو أمر لم نعهده كثيرًا مع المدرب الإسباني.
شوط ثانٍ مختلف تمامًا
التخلي عَنْ تلك الخصلتين المعروفتين لدى فرق المدرب بيب غوارديولا قد لا يبدو مشكلة لبعض المتابعين إن كان السيتي قد دانت له الأفضلية فى نهاية المطاف وهو أمر صحيح، لكن الضغط العالي والتحكم فى النسق وأن تكون صاحب الفعل لا رد الفعل هى أمور تخص فريق يبحث عَنْ استدامة سيطرته على اللقـاء.
سرعة النسق جعل مانشستر سيتي يخسر المزيد مـن الكرات رغم وصوله فى بعضها الي مرمى المنافس، لكنه منح برايتون الفرصة لامتلاك الكرة لفترات أطول، وبمجرد ان وجد برايتون طرقه لاختراق دفاعات السيتي بات هو الطرف الأفضل، فقد صارت الكرة ملكه لفترة أطول وبات ليس فقط يصل الي دائرة المنتصف بسهولة بل باتت هجماته المتكررة خطيرة.
أصحاب الأرض أوجدوا أفضليتهم مـن اثناء أمرين واضحين، أولهما فى النصف الاول مـن الشوط الثانى كان عبر عرضيات خطيرة فشل معها دفاع السيتي المرقّع فى إبعادها وصنعت خطورة كبيرة على خط السكاي بلوز الخلفي المفتقد لخدمات روبين دياز ومانويل أكانجي وجون ستونز وناثان آكي.
اما الامر الثانى فكان فى الكرات الأمامية المباشرة فى العمق إما للاعبي الوسـط المتسللين خلف وسـط السيتي أو لجواو بيدرو وداني ويلبيك اللذين عمل المدرب هولزلر على بقائهما معًا ما منح أحدهما فرصة دائمة للهروب مـن الرقابة لعدم قدرة قلبي دفاع السيتي على المخاطرة بالخروج خلفهما مـن مناطقهما.
بيب غوارديولا .. أهلًا بك الي كوكب الأرض!
هى الخسارة الرابعة على التوالي للمدرب بيب غوارديولا، وهو حدث يحدث لأول مرة فى تاريخه المهني. لكن المتابع للسيتي منذ بداية العام سيلاحظ أنه كانـت ثمة بوادر تخبرنا باحتمالية تراجع نتائـج النادي، فقد كان متراجعًا على صعيد المستوى فى بعض المباريات.
المدرب الكتالوني خسر جاء الى سواء فى إنجلترا أو خارجها. لكن فى كثيرٍ مـن الأوقات كان يخسر وهو ما يزال مسيطرًا بأسلوبه، وفي كثيرٍ مـن الأوقات كان يخسر وهو الطرف الأفضل وذلك ضوء مجموعه كبيرة مـن الانتصارات المتتالية التى خرج بها بيب غوارديولا خارج الترتيب التدريبي وصار مـن كوكب آخر فى هذا العصر خاصة على مستوى الدورى.
سيظل بيب غوارديولا مدير فنيًا أسطورة وعلى الأرجح سيواصل نجاحاته الكبيرة، لكن مثل هذه الفترات تهز الصُّورَةُ وتجعل منافسيه أكثر جرأة فى مواجهته خاصة مع تزامن تلك النتائج مع تراجع أصلًا فى المستوى. واهتزاز تلك الصُّورَةُ يجعلنا نرحّب ببيب على كوكب الأرض لفترة الي اثناء حجزه لمكوك آخر إن قام بضبط فريقه، لكن إن استمر السيتي بهذا التأرجح فربما تطول إقامة غوارديولا الي العام القادم .. الوقت ما زال طويلًا على الجزم بمثل هذا الامر على أية حال.