انطلقت بطوله الدورى المصرى أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الاول الماضي، بموسم استثنائي يشهد نظامًا جديدًا للمسابقة مـن اجل إنهائها فى وقت مبكر، بعد موسـم ماض استمر قرابة العام نال فيه النادي الاهلي البطولة.
التوقعات كانـت مرتفعة بخصوص مسابقه مثيرة بين الانديه اثناء الدورى المصرى فى اثناء وجود النظام الجديـد، لكن هناك أزمة ألقت بظلالها على بداية الدورى المصرى 2024-25، بل ان تلك الأزمة انفجرت بشكل كثير فى أولى الجولات، الحديث هنا عَنْ أزمة التحكيم.
الامر ليس مقتصرًا على مخالفات الحكام فى بعض القرارات -وإن كانـت بعضها فجة وأثرت فى نتائـج عَدَّدَ مـن المباريات- حيـث يُحدث ذلك فى بطولات أخرى وهو أمر معتاد، لكن ما زاد هذا العام مـن الدورى المصرى هو وجود الاتهامات والتسريبات واحتساب قرارات تحكيمية لصالح الفرق رغم عدم صحتها واقتناع الحكام بها.. كل ذلك ألقى بظلاله على بطوله الدورى المصرى مُنذ البداية، والمستقبل غير واضح المعالم وغير مبشر بخصوص تلك الظاهرة.
أصبحت الإشادة بالحكام المصريين مقتصرة فقط على وقت لحظي قصير، بعد ظهورهم بمستوى جيد فى بطوله ما، وهو ما حدث مثلًا مؤخرًا ببطولة كاس السوبر المصرى بالإمارات، قبل ان تسود الأخطاء الكارثية جاء الى مجموعه هيئة التحكيم فى الدورى المصرى هذا العام الذى بدأ للتو قبل أسابيع قليلة.
أساس خاطئ
رحل البرتغالي فيتور بيريرا عَنْ منصبه كرئيس لجنة الحكام فى مصر، ليتم الإتيان بـ محمد فاروق بدلًا منه، وتعيين ابراهيم نور الدين كمدير فني للجنة الحكام، وذلك بعد اعتزاله التحكيم مباشرة، وعلى ما يبدو أنه ليس مؤهلًا لتلك الوظيفة التى تحتاج لبعد إداري لا يتوافر لديه حتـى الان.
الخبير الأجنبي هو الخيار الأمثل للعمل فى الكرة المصرية، فلن يتم ربطه بنادٍ معين، وسيتم إغلاق الباب امام احتمالية وجود خلاف بينه وبين اى مـن الحكام الحاليين، وهو ما يحدث الان على سبيل المثال بين ابراهيم نور الدين ومحمد عادل، صاحب أكبر أزمات بطوله الدورى هذا العام.
بداية كارثية فى الدورى المصرى
عُين محمد عادل حكـمًا لمباراة الزمالـك امام البنك الاهلي على ستاد السلام فى الجولة الأولى لبطولة الدورى المصرى، بينما تم تعيين ميدو سلامة حكـمًا لتقنية الفيديو.
احتسب عادل فى أولى مباريات الزمالـك فى الدورى المصرى 3 ركلات جـزاء، 2 للبنك وواحدة للزمالك، وانتهى اللقـاء بفوز “الزمالـك” بثلاثة اهداف مقابل هدفين، وسببت قراراته التحكيمية جدلًا كثيرًا، حيـث اتفق أغلب الخبراء على أنه تغاضى عَنْ احتساب ركلة جزائية لـ الزمالـك، واحتسب لهم واحده أتى منها هـدف الانتصار فى الوقت المحتسب بدلًا مـن الضائع بالشوط الثانى، والذي لم يكن قرارًا تحكيميًا صائبًا، إضافة أيضًا لاحتسابه ركلة جـزاء غير صحيحة لصالح البنك الاهلي.
فى الركلة الاخيره التى أتى منها هـدف انتصار الزمالـك، لم يحتسبها عادل فى البداية، لكن تم استدعاؤه بواسطة ميدو سلامة حكـم تقنية الفيديو، ليقرر الاول احتساب الركلة الجزائية وسـط اعتراض كثير مـن لاعبى ومدرب البنك الاهلي.
قرارات عادل أثرت بشكل كثير فى نتيجه المباراه ونال فريق الزمالـك أول 3 نقاط فى الدورى المصرى هذا العام، لكن ما جاء بعد ذلك اللقـاء كان أسوأ، حيـث تطور الامر لـ “تسريبات” وخلافه، أدت لتوجيه انتقادات بشكل كثير للحكم، الذى احتسب ركلة جـزاء رغم عدم صحتها، أدت لانتصار الزمالـك.
تسريبات محمد عادل وميدو سلامة
أحد الإعلاميين وضح عَنْ نص محادثة محمد عادل وميدو سلامة فى لعبة ركلة جـزاء الزمالـك، الامر الذى أثار دهشة الجميع كون ان عادل أخبر زميله أنه يرى أنه مـن الصعب ان يتم احتساب تلك اللعبة خطأ لصالح النادي الزملكاوي، ومع ذلك قام باحتسابها، مشيرًا الي أنه يملك ذلك التسجيل الصوتي للمحادثة بين الثنائي.
محمد عادل خرج فى تصريحـات اعلامية ليؤكد عدم صحة تلك الأقاويل، قبل ان يقوم برنامـج “الكورة مع فايق” عبر قناة MBC مصر بعرض تَسْجِيلٌ صوتي لنص محادثة محمد عادل وميدو سلامة اثناء استدعاء الاول لمشاهدة لعبة ركلة جـزاء الزمالـك.
نص المحادثة أوضح ان عادل لم يكن مقتنعًا بأن تلك اللعبة خطأ لصالح الزمالـك نظرًا لأن الكرة مرتدة مـن الأرض ليد لاعـب البنك الاهلي، وبالتالي فإن احتسابها ركلة جـزاء لن يكون قرارًا صائبًا.
رغم ذلك، أنهى عادل محادثته مع سلامة، وأشار باحتساب ركلة جـزاء لصالح الزمالـك، أتى منها هـدف الانتصار.
محمد عادل شكك فى صحة ذلك التسريب، موضحًا أنه تم فبركته والتلاعب به بواسطة الذكاء الاصطناعي، ليتوجه الي النيابة العامة المصرية، حيـث اتهم 4 جهات فى التحقيق، قناة وشركة وشخصين، نافيًا صحة التسريب المنسوب إليه، مؤكدًا وجود تعمد للتشهير به، مطالبًا بالتحقيق مع الأطراف المختصة، وأصابع الاتهام هنا وُجهت لـ ابراهيم نور الدين المدير الفنى للجنة الحكام، على خلفية الخلافات بينهما فى الفتره الماضية.
عادل لم يكتفِ بذلك الامر، حيـث توجه لمباحث تكنولوجيا البيانات لتحرير محضر وفحص المقطع الصوتي، كَمَا تقـدم بشكوى رسمية للهيئة الوطنيه للإعلام فى مصر، اختصم خلالها صحفي ومقدم أحد البرامج التليفزيونية وقناة فضائية.
بدوره رد ابراهيم فايق على محمد عادل، مؤكدًا ان التسريب صحيح، منتقدًا مقاضاته له ولبرنامجه ولأحد الصحفيين، فى الوقت الذى تستمر فيه التحقيقات.
الاتحاد المصرى يتحرك
قرر الاتحاد المصرى لكرة القدم عـقد اجتماع طارئ، قرر خلاله إقالة لجنة الحكام بكامل تشكيلها، وتعيين لجنة جديدة برئاسة ياسر عبد الرؤوف، وبحضور توفيق السيد، تامر دري وعزب حجاج.
وأكد مجلس اتحاد الكرة المصرى أنه فور الانتهاء مـن التحقيقات التى تجريها النيابة العامة، سيتم الإعلان عَنْ جميع التفاصيل المتعلقة بأحداث مباراة الزمالـك والبنك الاهلي الدورى المصرى 2024-25، وذلك وفقًا للخطاب الوارد مـن النيابة العامة اليـوم الي الاتحاد.
قرار تعيين ياسر عبد الرؤوف لم يلق قبولًا واسعًا، خاصة مـن جمهور الاهلي، كون أنه اعتاد الظهور على شاشة قناة الزمالـك لتحليل الحالات التحكيمية، ليتم ربطه بفريق القلعة البيضاء، ايضا الامر بالنسبة لجمهور الزمالـك، نظرًا لوجود توفيق السيد كضيف دائم لتحليل الحالات التحكيمية فى قناة الاهلي.
وأوضح ياسر عبد الرؤوف أنه سيقدم استقالته مـن منصبه عند تعيين المجلس الجديـد لاتحاد الكرة المصرى، لترك الفرصة لهم سواء بالموافقة على استمراره أو تعيين لجنة جديدة.
الجدل التحكيمي مستمر!
استمر الجدل التحكيمي فى مباريات بطوله الدورى الممتاز هذا العام، ففي مواجهه الاهلي وزد بالجولة الثانية، طالب لاعبو النادي الأخير باحتساب ركلة جـزاء لصالحهم قبل نهاية اللقـاء، بداعي وجود خطأ على احمد نبيل كوكا.
أغلب خبراء التحكيم المصريين أقروا بوجود خطأ لصالح زد كان يستوجب احتساب ركلة جـزاء لصالحهم، لكن بتواصل عَدَّدَ مـن البرامج التليفزيونية والمنصات الإعلامية مع حكام أجانب، تم الاتفاق على صحة قرار الحكـم بعدم احتساب ركلة جـزاء، أبرزهم الحكـم السويسري يورس ماير حكـم نهائى دورى أبطال أوروبا 2002، والذي أعلن ان المخالفة كان امام لاعـب زد لصالح كوكا.
خطوط التسلل لا تُوضح التسلل!
أسامة حسني قائد الاهلي السابق فجر مفاجأة مـن العيار الثقيل بتصريحات على عهدته، مدعيًا ان الحكام السابقين ينسقون عبر مجموعه على تطبيق “واتساب” للاتفاق على تفسير الحالات المثيرة للجدل، مما يؤدي الي تطابق آرائهم فى القنوات.
وأضاف حسني، فى إشارة الي حالة ركلة الجـزاء فى مباراة الاهلي وزد، ان جميع المحللين المحليين اعتبروها صحيحة لصالح فريق زد، فى المقابل، أشار الي ان جميع المحللين الأجانب الذين ظهروا على القنوات أكدوا أنها ليست ركلة جـزاء.
وفي الجولة الثانية مـن الدورى الممتاز، واجه الزمالـك مضيفه سموحة لينتصر بثنائية، منها هـدف لمصطفى شلبي سبب لغطًا تحكيميًا كثيرًا، فاتحًا بابًا جديدًا للحديث عنه بينما يخص التحكيم المصرى، وهو عدم صحة خطوط التسلل الخاصة بتقنية الفيديو، رغم وجود تقنيات حديثة يتم استخدامها فى عَدَّدَ مـن الدوريات العربية والأوروبية، مـن اجل الوصول لقرار دقيق بخصوص تلك الحالات التحكيمية الخاصة بالتسللات.