سيتوجه منتخـب الأردن الي العراق لمواجهة منتخبه فى قمه عربية جماهيرية مرتقبة، قبل يـوم واحد فقط مـن موعد المباراه الرسمى، الخميس القادم، ضوء بطولات الجولة الخامسه مـن تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة الي كاس العالم 2026، وذلك حسب ما صرح الاتحاد الأردني لكرة القدم.
واعتبر البعض القرار غريبًا نوعًا ما، حيـث درجت العادة ان المنتخـب أو النادي الذى يلعـب خارج الديار مـن الأفضل له السفر مبكرًا حتـى يتأقلم مع الأجواء المتنوعة هناك، بما يساعد على التهيئة النفسية الهامة لمنظومة النادي قبل خوض المباراه.
ولم يوضح الاتحاد الأردني السبب وراء هذه الخطوة، ليفتح باب الاجتهادات على مصراعيه، وإن كانـت هذه الخطوة تعد سلاح ذا حدين، لكن أهل مكة أدرى بشعابها، ولا بد ان اتخاذ قرار مـن هذا النوع كان مدروسًا، ولم يتم اتخاذه بليلة وضحاها.
ويدرك منتخـب الأردن وشقيقه العراقي اهميه اللقـاء، فهما يتشاركان الرصيد ذاته فى المجموعة الثانية ولكل منهما 7 نقاط خلف المتصدر المنتخـب الكوري الجنوبي (10 نقاط)، والفوز يعني فك الشراكة والاقتراب أكثر مـن حَصَد كارت العبور المباشرة لكأس العالم 2026.
ووفقًا لرصد العمدة نيوز صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فإن جماهير المنتخبين تتحدث عَنْ هذه المباراه منذ صدور قرعه التصفيات الحاسمة، إذ إن منتخـب “النشامى” قد حَقَّق فوزا على العراق فى كاس آسيا بنتيجة 3-2 وفي مباراة شهدت أحداثًا دراماتيكية، حيـث كان العراق يتقدم 2-1 لكن الدقائق الاخيره شهدت إحراز منتخـب الأردن هدفين حسما تأهله للدور قبل النهائى.
ولا يحمل هذا القرار اى إشكالية مسبقة بين منتخـب الأردن ومضيفه العراقي؛ فالعلاقة بين الاتحادين فى افضل أحوالها وهي علاقة تاريخية ممتدة منذ زمن بعيد، لكن الاهتمام الجماهيري المبالغ به بهذه المواجهة يتطلب أحيانًا اتخاذ مثل هذه القرارات، فكل منتخـب فى النهايه يبحث عما يجده مناسبًا له.
منتخـب الأردن فضّل الابتعاد عَنْ الضغط
بالعودة الي مباراة كاس آسيا التى جرت فى قطر، فإن المواجهة بين منتخـب الأردن و”أسود الرافدين” يسبقها عادة ضغط جماهيري كثير وبعض المضايقات ومحاولات رصد اللاعبـين اثناء التدريبـات، لذلك يبدو ان الإدارة الفنية للنشامى فضّلت الابتعاد عَنْ كل هذه الأجواء بهدف المحافظة على الانتباه الذهني وتجنب تشتيت اللاعبـين.
وربما وضع المسؤولون فى منتخـب الأردن بعين الاعتبار، ان الحضور مبكرًا فى العراق سيجعل اللاعبـين تحت الضغط الاعلامي هناك، وستكون هناك محاولات حثيثة للحصول منهم على تصريحـات، قد لا تكون محسوبة وربما تثير جدلًا ما.
ومن الأسباب أيضًا، ان الجهـاز الفنى للمنتخب يحاول للمحافظة على سرية التدريبـات وعدم وضح أوراقه وخاصة فى حال وجود إصابات قليلة، ويدرك المسؤولون أنه فى حال وصلت البعثة مبكرًا الي مدينة البصرة، فإن تحركاتها وتدريبات اللاعبـين ستحظى بتغطية كبيرة مـن وسائل الإعلام العراقية والعربية.
ولا يعد ما سبق خارجًا عَنْ النص، فهو حق لكل منتخـب أو فريق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عادة ما تفضل الفرق فى أوروبا عندما تخوض مباريات فى مدن صاخبة وجماهيرية، الوصول قبل المباراه بيوم واحد أو حتـى قبل ساعات قليلة تفاديًا لأي تشتيت ذهني قد يتعرض له اللاعبون ويؤثر على أدائهم وعطائهم دَاخِلٌ الْمَلْعَبُ ولا سيما فى حال كانـت المباراه غاية فى الأهمية.
