يعد “الحظ والتوفيق” سرًّا مـن أسرار النجاح فى عالم المستديرة، ورغم الظروف الصعبة التى يعاني منها الوحدات الأردني، إلا أنه يمضي بفعل ذلك بثقة فى دورى أبطال آسيا 2.
الوحدات الذى لا يسر حاله المزيد مـن متابعيه فى اثناء محدودية قدرات لاعبيه وضعف دكة البدلاء، إلا ان عامل “الحظ والتوفيق” يساعده كثيرًا فى البطولة الآسيوية، حيـث خَاض 4 لقاءات ولم يخسر فى اى مباراة، الامر الذى يعد سابقة فى تاريخ مشاركاته فى دورى أبطال آسيا بمختلف مسمياتها.
وتعززت حظوظ فريق الوحدات فى المنافسة على بطاقتي التأهل فى المجموعة الثالثة، بعد ان حَقَّق الامس الفـوز الثالث، وكان على حساب استقلال دوشنبه الطاجيكي ليصل للنقطة العاشرة، وينفرد بصدارة الترتيب وحيدًا.
ولم يقدم النادي الأردني الأداء المقنع فى مباراة استقلال دوشنبه، لكن محترفه السنغالي أسينيو سيزر أطلق تسديدة أرضية مـن مسافة بعيدة فى الدقيقه 76، لم يحسن حارس المرمى التعامل معها -رغم عدم صعوبتها- فاستقرت فى مرماه، وكان هذا الهدف كفيلًا بحسم النقاط الثلاث التى كانـت عملية بالنسبة للمارد الأخضر، ولا سيما أنه يتسلح بعاملي الأرض والجمهور.
ولا يعد توفر عامل الحظ والتوفيق انتقاصًا مـن قدرات النادي، فكثير مـن المدربين طالما كانوا يكشفون قبل اى مباراة عَنْ أمنياتهم بأن يقف عامل الحظ والتوفيق الي جانب فرقهم.
ويتصدر النادي المجموعة الثالثة برصيـد 10 نقاط، يليه الشارقة الإماراتي بـ7، ثم سباهان أصفهان الإيراني بـ6، وأخيرًا استقلال دوشنبه الطاجيكي مـن دون اى نقطه، وقد خرج مـن المنافسة مبكرًا.
التأهل غير محسوم لفريق الوحدات!
ورغم الحديث، الامس، حول حظوظ فريق الوحدات، حيـث ذهب البعض الي ان تأهله أضحى مسألة وقت، إلا ان هذا الكلام يخلو مـن الدقة تمامًا، فالوحدات ما يزال يمني النفس بأن يتواصل عامل الحظ والتوفيق بالوقوف الي جانبه، وتحديدًا فى مباراتيه الأخيرتين امام مضيفه سباهان أصفهان يـوم 26 نوفمبر/ تشرين الثانى الحالي، والشارقة الإماراتي فى عمان يـوم 3 ديسمبر/ كانون الاول القادم.
وشكل فـوز سباهان الإيراني على الشارقة، الامس، بنتيجة 3-1 مفاجأة كبيرة فى البطولة، وهو الفـوز الذى صعب على الوحدات إنجاز عملية التأهل مبكرًا، حيـث سيكون مطالبًا بحصد نقطه واحده مـن مباراتيه المتبقيتين حتـى يضمن التأهل، مع العلم ان منافسيه سيقاتلان مـن اجل الفـوز، وستكون المهمات المتبقية أشبه بمباريات النهائى.
وينتظر سباهان أصفهان والشارقة مواجهتين سهلتين امام استقلال دوشنبة (أضعف فرق المجموعة)، وعلى الأرجح ان كلًّا منهما سيحصد النقاط الكاملة مـن هذه المواجهة، وسيعززان بالتالي حظوظهما فى مسابقه الوحدات على بطاقتي التأهل.
رأفت علي.. ولجنة تحقيق
صحيح ان المستوى الفنى للوحدات لم يقنع جماهيره ولا حتـى الخبراء والمتابعين، لكن عطفًا على الأدوات المتوفرة بالفريق، فإن ما أنجزه المدرب رأفت علي يستحق الإشادة، رغم الانتقادات اللاذعة التى تقـدم لها مـن الجماهير، فى اثناء تعدد خلافاته مع نجوم النادي.
ولم يكن رأفت علي موفقًا فى إبعاد المهاجم الدولى للفريق بهاء فيصل عَنْ مباراة الامس امام استقلال دوشنبه كعقوبة، فى اثناء محدودية قدرات المهاجم الكاميروني أكونو وقلة خبرة مهاجمه الشاب ابراهيم صبرة، حيـث كان الأفضل ان يحتوي الخلاف بصورة لا تضر بالمصلحة العامة للفريق.
ويتوجب على الوحدات تشكيل لجنة تحقيق بينما يخص عملية اختيار المحترفين الأجانب، فليس مقبولًا لناد كثير ان يخفق بهذا الشكل المأساوي فى عملية اختيار محترفيه، وهو الذى قام بتشكيل لجنة فنية متخصصة للإنجاز هذه الهامة.
وكان الأفضل التروي والتأني كثيرًا فى عملية اختيار المحترفين الأجانب، ولا سيما ان مشاركة الوحدات آسيويًّا كانـت معلومة للجميع، وهجرة ابرز نجومه كانـت مؤثرة للغاية، وبالتالي فإن تعزيز قوة النادي لا يمكن لها ان تتحقق فى حال لم تكن الاختيارات موفقة، لكن العكس هو ما حدث تمامًا، بدليل الأداء الباهت فى معظم المباريات بشهادة جميع الخبراء.
ومن بين 4 محترفين أجانب، لم يستفد الوحدات إلا مـن محترفه السنغالي سيزر، الذى حَقَّق الإضافة الفنية المطلوبة وسجل 4 اهداف فى البطولة الآسيوية، اما الثلاثة الآخرون فمنهم مـن يشارك كاحتياط، ومنهم مـن يتغيب عَنْ المباريات.