لم يعرف الدورى الجزائري للمحترفين منذ بداية العام الحالي (7 جولات) تفوقًا واضحًا أو بروزًا استثنائيًا لنادٍ معيّن يبسط بفضله سيطرته على ترتيـب الدورى، حيـث تشير كل الأرقام الي تكافؤ كثير جدًّا، ما أثار حيرة الجماهير الجزائرية والمتابعين، خاصةً فى اثناء الفوارق الكبيرة بين الانديه الغنية (تدعمها شركات حكومية) والأندية الفقيرة (لا تمولها شركات حكومية).
فبعد مرور سبع جولات مـن الدورى يعتلي مولودية الجزائر جـدول الترتيب فى مؤشر على رغبته الكبيرة فى الحفاظ على البطولة الذى توّج به العام الماضي، رغم ان تفوقه ليس واضحًا على باقي الانديه، بينما ان وصيفه العام الماضي وصاحب البطولة 4 مرات على التوالي قبل ذلك، شباب بلوزداد، يأتي المركـز الأخير.
وفي هذا المقال يرصد “العمدة نيوز” ثلاثة أرقام غريبة فى الدورى الجزائري للمحترفين، تبرز بعض المفارقات وتؤكد بأن المنافسة على الأهداف الموسمية ستكون على أشدها بمرور المباريات.
أربعة أندية تتشارك قمة الدورى بعد 7 جولات
أول مفارقة ورقم غريب فى الدورى الجزائري للمحترفين هى تشارك أربعة أندية دفعة واحده فى قمة جـدول الترتيب، حيـث تتوفر أندية مولودية الجزائر واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل وشباب قسنطينة على 12 نقطه، لكن بتفوق للمولودية وفق التسلسل المذكور بفضل فارق الأهداف.
ويملك مولودية الجزائر واتحاد العاصمة مباراة ناقصة (سيتواجهان فى موعد لاحق فى لقاء مؤجل عَنْ الجولة السابعه)، لكن تشارك الانديه المذكورة فى الصدارة مؤقتًا، يؤكد ان المنافسة ستكون شرسة على لقب الدورى، على اعتبار ان هذه الانديه تنافست بقوة اثناء سوق التحويلات على الأنتقالات الكبيرة، وانتقل ذلك الي حلبة الدورى، فى انتظار استفاقة فريق شباب بلوزداد المرشح الكبير هو الآخر.
8 نقاط فقط الفارق بين المتصدر ومتذيل جـدول الترتيب
والغريب أيضًا فى الدورى الجزائري هو ان الفارق بين المتصدر مولودية الجزائر ومتذيل جـدول الترتيب، شباب بلوزداد، لا يتعدى حاجز الثماني نقاط، وهو فارق ضئيل جدّا، يعني -بلغة الحسابات- ان جميع الانديه يمكنها التنافس على البطولة، وفي نفس الوقت تفادي الهبوط.
ورغم ان الامر يتعلق ببداية العام فقط، فإن هذه الأرقام مؤشر فعلي على تقارب المستويات بين جميع الانديه، رغم الفوارق الكبيرة مـن الناحية المادية والزاد البشري، خاصة للأندية التى تمولها شركات حكومية، مولودية الجزائر واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل وشباب قسنطينة وشباب بلوزداد ومولودية وهران، التى عقدت صفقات مدوية وقدمت رواتب خيالية للاعبيها.
فى وقت تعاني فيه أندية أخرى مـن أزمات مالية حادة لأنّها لا تمول مـن طرف الشركات الحكومية، مثل فريق مولودية البيض، الذى يجد صعوبات فى كل مرة للقيام بالسفريات للعب مبارياته خارج الديار.
أغلى خط هجـوم “رأس الحربة” فى الدورى الجزائري سجل هدفين فقط
وتبرز إحصائية أخرى محيّرة ترتبط بفريق شباب بلوزداد، الذى لم ينجح فى تَسْجِيلٌ اى فـوز لحد الان بعد مرور أربع جولات، واكتفى بلوزداد بتسجيل هدفين فقط فى ست مباريات منذ بداية العام، رغم تمتعه بأغلى خط هجـوم “رأس الحربة” فى الدورى الجزائري على الإطلاق.
وضم بلوزداد أسماء وازنة فى خط الهجوم هذا الصيف، على غرار إسلام سليماني (مسجل الهدفين)، والجنوب أفريقي، خانيسا مايو، ورزقي حمرون، نجم فريق فاركو المصرى السابق، وأيمن محيوص، نجم منتخـب الجزائر للاعبين المحليين والعائد مـن الدورى السويسري، دون الحديث عَنْ الأسماء المعروفة الاخرى، فى صورة إسحاق بوصوف ومحمد بلخير وعبد الرحمن مزيان.
وأكدت مصادر متطابقة ان إسلام سليماني هو صاحب أعلى راتب فى الدورى الجزائري للمحترفين، بينما يتقاضى زملاؤه الآخرون رواتب فلكية أيضًا، ورغم ذلك فإنّهم لم ينجحوا لحد الان فى تَسْجِيلٌ اى هـدف.