اخبار الرياضة

الأردني يزن النعيمات | “أخطبوط” بـ 8 أذرع و3 قلوب!

ما فعله يزن النعيمات مهاجـم منتخـب الأردن فى مباراة الامس امام عُمان، كان مذهلاً وعجيباً، وأعاد به البريق للنشامى وأدخل الفرحة لجماهيره وأعاد الأمل للمنافسة على التأهل الي كاس العالم 2026. 

ورغم أننا أطلقنا عليه فى موقع العمدة نيوز، لقب “روبن هود” مع نهاية بطوله كاس آسيا، حيـث كانـت سهامه قاتلة ودقيقة نحو مرمى المنافسين، وعبّدت الطريق امام منتخـب النشامى ليصل الي النهائى لأول مرة بالتاريخ، إلا ان اللاعب ما يزال يمتلك فى كل مباراة جديدًا ليقدمه لعشاق كرة القدم الأردنية خاصة والآسيوية عامة.

النعيمات الذى ســاهم أساسياً امام عُمان، لم يبلغ كامل الجاهزية البدنية والفنية، ومع ذلك كان نجم المباراه الامس فى الجولة الرابعة مـن تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة الي كاس العالم 2026، وأسهم فى تحقيق الفـوز الكبير للنشامى على عُمان برباعية نظيفة.

واليوم، نجد ان ما قدمه يزن النعيمات فى لقاء عُمان، يجعلنا نطلق عليه لقبًا آخر وهو “الأخطبوط”، فرغم معرفة مدافعي المنافس بقدراته، ورغم محاولات الحد مـن خطورته، إلا ان المهاجم الأردني عرف كيف “يفلت” مـن الرقابة، ويصطاد الشباك العُمانية باحتراف، وعلى طريقته الخاصة وأسلوبه الفريد فى التعامل مع الكرات.

“بالرأس والقدم.. والكتف والكعب، والدبل كيك والمقص”، تجده يحرز أجمل الأهداف، لا يكل ولا يمل، ويتعِب المدافعين ولا يتعَب؛ فهوايته المفضلة مراقصة الشباك وإسعاد محبيه ونثر الفرح فى كل مكان.

بعد تسجيله هدفين فى مرمى فلسطين اثناء التصفيات الآسيوية الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم 2026، عاد النعيمات وسجل هدفين وصنع آخر، أنهى المواجهة، وقبل النهايه بربع ساعة استبدله المدرب جمال سلامي ليس لتراجع مستواه، ولكن للمحافظة عليه.

يزن النعيمات أخطبوط مرعب

الأخطبوط له 8 أذرع و3 قلوب ويعد مـن الرخويات، ويزن النعيمات بدوره يتشكل مع الهجمة، ويلائم وضع جسده لينسل بخفة مـن بين المدافعين، يتلوى ويقفز ويصيب الهدف، حتـى إنك تظن أنه لاعـب بـ 8 أقدام و3 رؤوس.

ولو توقفنا عند هـدف السبق الذى سجله النعيمات، فإن مرضي أرسل له كرة فى منطقه مزدحمة باللاعبين، هى أقرب لمدافعي عُمان -وما أكثرهم- لكن يزن النعيمات رغم ضيق المساحة، دخل بكل جرأة وشجاعة مـن بينهم وتصدر المشهد، ولعب كرة رأسية مـن الأمام الي أقصى الزاوية اليسرى فاستقرت هناك؛ حيـث لا أحد توقع أنها ستستقر هناك.

هذا الهدف ليس سهلاً على اى مهاجـم تسجيله، لكن الذكاء والإبداع اللحظي، والمشاركة فى الكرة وعدم انتظارها، والارتقاء المحكم فى الهواء المقرون بالتوقيت واللحظة المناسبة، كلها مقومات جعلت النعيمات يسجل أهدافاً مـن أنصاف الفرص.

وأسهم النعيمات صاحب الـ 25 عاماً، فى احتساب ضربة جـزاء للنشامى، كان فيها مدافـع عُمان أقرب للكرة، لكنه خرج له مـن تحت الأرض واستحوذ على كرة “ميتة” فتحصل على ضربة جـزاء نفذها زميله علوان بنجاح، ومن هنا نجد بأن هذا اللاعب الفريد مـن نوعه ومواصفاته، يخلق فى أحيان كثيرة الفرصة لنفسه، وهي سمة قلما تجدها بمهاجم مـن الطراز العالمي.

وللأخطبوط مهارات تمويه مذهلة، تدلل على ذكائه، فهو يتظاهر بالاسترخاء تارة وبالنشاط تارة أخرى، ويوزع مجهوده بشكل مميز؛ حيـث يمتلك جسداً إسفنجياً، وهو حال نجده ينطبق على يزن النعيمات الذى اعلن فى المؤتمر الصحفى: “مستعد للتسجيل بوجهي وكتفي، حتـى لو تهشم وجهي أو تكسّرت أسناني، فما يهمني هو إسعاد الجماهير بالأهداف”.

والمتتبع ليزن النعيمات يلحظ مقدار الرشاقة والسرعة ومهارة التمويه التى يتسلح بها وكيف يتمركز فى المكان المناسب لتشكيل الخطورة ويختار الطريق الأقصر للمرمى، وكيف يتعامل مع الهجمة، ويسيطر بإحكام على الكرة سواء بثني جسده أو رفـع رأسه، ومن هنا نفهم جيداً لماذا اعلن عنه مدير فني منتخـب النشامى جمال سلامي: “يزن النعيمات.. لاعـب استثنائي”.

أسهم النعيمات ترتفع فى جَائِزَةٌ افضل لاعـب بآسيا

وبحصول يزن النعيمات على جَائِزَةٌ افضل لاعـب فى المباراه، وتسجيله 4 اهداف منح بها الأردن الفـوز على فلسطين ومن ثم عُمان، فإنه عزز موقفه فى المنافسة على جَائِزَةٌ افضل لاعـب فى قارة آسيا.

يزن النعيمات نجم المنتخـب الأردني

وكان الاتحاد الآسيوي قد اختار النعيمات ضوء المرشحين لجائزة افضل لاعـب فى آسيا، وهو أول لاعـب أردني يترشح لهذه الجائزة، فى تأكيد على أنه مهاجـم مـن طراز رفيع، يمتلك إمكانات فريدة، ويسجل بطرق خيالية لا تخطر بالبال.

السابق
ريال بيتيس يستقبل باب الاحتراف للاعب الاهلي عمر سيد معوض
التالي
توخيل “الديكتاتور المتطلب”.. هل تناسب أفكاره منتخـب إنجلترا؟!