اخبار الرياضة

أولها اختيارات السلامي.. عوامل عملية وراء خسارة منتخـب الأردن

حدث ما كانـت تتخوّف منه جماهير كرة القدم الأردنية، ووقع “الفأس بالرأس”، بعد ان خسر منتخـب الأردن على أرضه امام ضيفه الكوري الجنوبي 0-2 فى الجولة الثالثة مـن تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم 2026.

ورغم ما يقدمه الاتحاد الأردني مـن عوامل النجاح، والأندية مـن تضحيات، إلا ان منتخـب النشامى فى هبوط مستوى مستمر، منذ تسلم جمال سلامي دفة القيادة.

وتراجع منتخـب الأردن مـن قمة المجموعة الثانية، التى تبوأها منتخبا كوربا الجنوبية والعراق، ولكل منهما 7 نقاط، الي المركـز الثالث برصيـد 4 نقاط، حيـث استنزف 5 نقاط على أرضه وبين جماهيره، بعد التعادل فى أول مباراة مع ضيفه الكويتي 1-1.

والغريب ان منتخـب كوريا الجنوبية لم يكن “مخيفًا” أو ذلك المنتخـب المرعب، لكنه تفاجأ مـن واقع مضيفه واطمأن بأنه غير فعّال هجوميًّا ومشتت دفاعيًّا، فاستثمر هذا الحال بتسجيل هدفين مـن مخالفات واضحة.

ويسلط موقع العمدة نيوز، فى هذا المقال الضوء على الأسباب التى قادت منتخـب النشامى ليتلقى الخسارة، وبعض الأرقام الخاصة بالمواجهة.

 ماذا يفعل سلامي؟

لم يأت جمال السلامي بأي جديد أو إضافة، بل إن منتخـب الأردن بقيادته تراجع مـن حيـث جودة الأداء والمستوى الفنى والتكتيكي، وهو لا يزال يخشى استبعاد اى لاعـب مـن النجوم التى لمعت فى كاس آسيا حتـى لو كان مصابًا!

وبالتوقف عند مباراة كوريا الجنوبية، فإن الأردن احترز دفاعيًّا، ولم يفعّل نفسه هجوميًّا، فى اثناء الاختيارات الخاطئة وعدم ابتكار اى أفكار جديدة مـن الناحية التكتيكية تعوّض غياب اى لاعـب.

ودخل منتخـب الأردن المباراه وهو تائه لا يعرف ماذا يريد منها بالضبط؟ فهو لم يدافع جيدًا، حيـث تكشف عمقه الدفاعي أكثر مـن مرة لسوء فى التمركز، ولم يكن هناك اى جملة تكتيكية واضحة على المستوى الهجومي، والمنتخب بالمختصر ظهر “بلا أثر” تكتيكي.

المغربى جمال سلامي مدير فني منتخـب الأردن

السلامي اعلن قبل أسابيع بأنه يتشاور باستمرار مع مدربين عالميين بخصوص منتخـب النشامى، ويشير هذا الي ان هذا الرجل لا يملك فكرًا حصريًّا به ولا خبرة فى كيفية قيادة المنتخبات، فلا يعقل ان مدير فنيًا يوجد فى أوروبا سيكون على دراية بطبيعة اللاعب الأردني أو حتـى الكرة الآسيوية.

ما سبق كله كان السبب وراء مطالبة جماهير كرة القدم الأردنية بعد نهاية المباراه بإقالة السلامي، والبحث عَنْ بديل يوقف النزيف على صعيد النقاط.

منتخـب الأردن.. اختيارات خاطئة 

وبالواقعية وبعيدًا عَنْ العواطف، فإن عَدَّدًَا كثيرًا ممن اختارهم السلامي هم بالأساس ليسوا بكامل جاهزيتهم الفنية والبدنية، وهنا لا أحد يعرف الحكمة مـن تقديم موعد بطوله الدورى، حيـث تم تبرير ذلك لضمان صعود جاهزية اللاعبـين وإقحامهم فى أجواء المنافسة، ما دام ان المدرب لا يقتنع إلا بالمحترفين فى الخارج ومعظمهم قد تأخر فى اعلن وجهته، والبعض منهم لم يلعـب سوى مباراة مع فريقه، ورغم ذلك يوجدون فى التشكيلة الأساسية.

والصدمة الأكبر لكل المتابعين، ان السلامي اختار اللاعب مهند أبو طه ليكون بديلاً للتعمري، مع وضعه فى الجهة اليسرى ونقل محمود مرضي للجهة اليمنى، وهنا السؤال الذى يفرض نفسه، هل يمتلك أبو طه الخبرة الدولية الكافية للمشاركة كأساسي فى مباراة بهذا الحجم؟

ويرى بعض المتابعين ان عارف الحاج يعد أحد ابرز لاعبى الدورى الأردني، ومع ذلك فإن السلامي استبعده فى الفتره الماضية، قبل ان يستدعيه لإصابة محمد أبو زريق “شرارة”، وفي مباراة الامس امام كوريا لم يكن ضوء الخيارات، ولكن قام بالزج به فى الشوط الثانى لدفع الحرج عنه.

ورغم استقطاب السلامي 5 لاعبين يلعبون كأجنحة، وهم احمد العرسان ومحمد أبو زريق ومهند سمرين وعارف الحاج ومهند أبو طه، فإنه لم يقتنع بقدرة اى منهم لسد غياب اللاعب موسى التعمري.

والسؤال الآخر الذى يقفز للأذهان، بما ان السلامي دائمًا يخرج بالمؤتمرات الصحفية ويؤكد ان اللاعب الأكثر جاهزية سيكون ضوء الخيارات، فهل كان مهند أبو طه جاهزًا، وهو الذى أمضى أكثر مـن شهرين مـن دون اى فريق عمليات بحثًا عَنْ فرصة احتراف، وكم مباراة رسمية لعب مع فريقه الجديـد الكرخ العراقي؟

وبنظرة سريعة، فإن يزن النعيمات ومهند أبو طه وإحسان حداد ومحمد أبو النادي ومحمد أبو زريق “شرارة” لا يتمتعون بالجاهزية المثالية، ومع ذلك كانوا ضوء قائمة السلامي.

وكذلك يفرض السؤال نفسه، ما مُمَيَّزَاتٌ اللاعب محمد أبو حشيش ليكون أساسيًّا مع منتخـب الأردن، ولماذا لا يزال السلامي متأثرًا باختيارات عموتة، فأبو حشيش لاعـب جيد لكنه يفتقد لعامل السرعة والمهارة، وليس لديه ميزة إرسال الكرات فى مناطق الخطورة، ودفاعيًّا لم يكن فى التوقيت امام كوريا.

 كوريا.. منتخـب لم يكن مخيفًا

تعامل منتخـب كوريا الجنوبية بحذر وتأن مع معطيات الشوط الاول، ودرس جيدًا ما يريده منتخـب الأردن مـن المباراه، وتأمل قدرات لاعبيه، فوجد أنه بلا حول ولا قوة، وبأنه تائه هجوميًّا، ليغتنم الفرصة بزيادة “عياره” الهجومي.

وفي الشوط الثانى الذى شهد إجراء السلامي تغييرات مـن اجل التبديلات، بقي الحال على حاله، وغابت الرغبة والروح رغم الحضور الجماهيري الكبير، ليتفاجأ المنتخـب الكوري نفسه بأداء منافسه، ما دفعه لمواصلة هجومه، ولولا تألق أبو ليلى الذى رد فرصة انفرادًا تامًّا لخرج منتخـب الأردن بخسارة قاسية.

ومن اثناء إعادة شريط طريقة تَسْجِيلٌ كوريا الجنوبية للهدفين، يتضح حجم الأخطاء التى ارتكبها لاعبو منتخـب الأردن سواء بالمراقبة أو التغطية، فالهدف الاول مـن كرة عرضية لم يحسن اى مدافـع إبعادها، نظرًا لضعف الرقابة وغياب الانتباه، والثانية مـن خطأ فى التغطية.

وبالعموم، فإن منتخـب كوريا الجنوبية وبالرغم مـن فوزه بهدفين، إلا أنه لم يكن بذلك المنتخـب المرعب، ولو كان منتخـب الأردن جاهزًا للمباراة لكان مـن الصعب ان يخسر.

أرقام عملية مـن مباراة منتخـب الأردن وكوريا الجنوبية

بالعودة الي الإحصائيات، فقد جاء الي متوسط أعمار لاعبى منتخـب الأردن 27  عَامًٌا، مقابل 29.5 عَامًٌا للاعبي منتخـب كوريا الجنوبية.

ووصلت نسبه الاستحواذ على الكرة اثناء المباراه، الي 25% لمنتخب الأردن، مقابل 75% لمنتخب كوريا الجنوبية، ما يؤشر ان الأخير سيطر على المباراه بشكل كثير.

وارتكب منتخـب الأردن 12 خطًا مقابل 7 مخالفات لمنتخب كوريا الجنوبية، بينما بلغت تمريرات الأخير 761 تمريرة، مقابل 237 تمريرة لمنتخب النشامى.

وسدد منتخـب الأردن 13 تسديدة اثناء المباراه، منها تسديدتان فقط على المرمى، بينما أطلق لاعبو منتخـب كوريا اثناء المباراه 12 تسديدة، 5 منها على المرمى.

السابق
مدير فني الأرجنتين يحدد سبب التعادل المحبط امام فنزويلا
التالي
بعد مباراة السعوديه.. اليابان تثير الرعب فى آسيا