ماذا يعني غياب الكوري سون لمنتخب الأردن؟

استقبلت جماهير كرة القدم الأردنية إعلان الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم، عَنْ غياب نجمه ومحترف توتنهام الانجليزي سون هيونغ مين امام منتخـب بلادها بفرح عارم، فى ضوء ما يتمتع به اللاعب مـن إمكانات وقدرات كبيرة على صناعة الأهداف وتسجيلها.

وأعلن الاتحاد الكوري الجنوبي، الامس الجمعة رَسْمِيًٌّّا، غياب نجمه سون عَنْ لقاء الأردن المحدد فى عمان الخميس القادم فى الجولة الثالثة مـن تصفيات آسيا للدور الحاسم والمؤهل لكأس العالم 2026، وذلك بسـبب الإصابة، حيـث ارتأى الجهـاز الطبي -وكإجراء احترازي- عدم المغامرة به، وسيمتد غيابه الي مباراة العراق المقررة يـوم 15 أكتوبر/ تشرين الاول الحالي.

ويسلط موقع العمدة نيوز الضوء على أثر غياب سون عَنْ منتخـب بلاده، وماذا يعني هذا لمنتخب الأردن الطامح فى الانتصار والمحافظة على الصدارة، أملاً فى تحقيق حلمه فى الوصول الي كاس العالم لأول مرة بتاريخه.

سون.. حكاية ألق آسيوية وعالمية

يعد سون، صاحب الـ 32 عَامًٌا، أحد اللاعبـين الملهمين فى كوريا الجنوبية، ويحظى بشعبية كبيرة ليس على مستوى بلاده فحسب، حيـث يعد واحدًا مـن افضل لاعبى الأجنحة فى العالم.

وبفضل موهبته المميزة، فإن النجـم الكوري الجنوبي سرعان ما خَاض تجربة احترافية فى الدورى الألماني، قبل ان ينتقل فى عَامٌ 2015 الي توتنهام الانجليزي نظير 22 مليون جنيه إستراليني، ليصبح أغلى لاعـب فى تاريخ القارة الصفراء.

واستطاع سون ان يصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، وقد مثله فى كاس العالم 2014 و2018، وكان ضوء منتخـب كوريا الجنوبية الذى فاز بذهبية الألعاب الآسيوية 2014.

غيابه مكسب للأردن وخسارة لكوريا

يشكل غياب سون مكسبًا مهمًّا لمنتخب الأردن، فاللاعب يمتاز بالخطورة الكبيرة والقدرة على المراوغة، حيـث عادة ما يتم إيقافه بارتكاب الأخطاء لمنع منتخـب كوريا الجنوبية مـن تَسْجِيلٌ الأهداف.

ولعب نجم توتنهام امام منتخـب الأردن فى 3 لقاءات، الأولى كانـت فى مباراة ودية جرت عَامٌ 2014 فى عمان، وانتصر فيها منتخـب كوريا بهدف وحيد، ولم يكن حضور اللاعب مؤثرًا، والثانية امام منتخـب النشامى فى دور المجموعات لكأس آسيا فى العاصمة القطرية قطر بداية العام الحالي، وانتهت بنتيجة 2-2.

وفي هذه المباراه لعب قائد “الشمشون” دورًا مهمًّا، حيـث أرهق دفاعات منتخـب الأردن التى قادها عبد الله ديارا ويزن العرب، ولم يستطع الظهير الأيمن إحسان حداد إيقافه إلا مـن اثناء ارتكاب خطأ دَاخِلٌ منطقه الجـزاء، حيـث تحصل يومها على ضربة جـزاء ونفذها بنجاح.

تقـدم منتخـب كوريا بهدف، لكن منتخـب الأردن استطاع العودة بالمباراة بهدف أحرزه المدافع يزن العرب، ثم تقـدم قبل نهاية الشوط الاول، بعد ان استطاع يزن النعيمات مـن تَسْجِيلٌ الهدف الثانى.

وكان منتخـب الأردن فى طريقه لتحقيق أول فـوز تاريخي على كوريا الجنوبية، لكن اللاعب المخضرم ظهر فى الدقائق الصعبة، وأسهم فى صناعة هـدف التعادل فانتهت المباراه 2-2.

وتجدد اللقـاء بين المنتخبين فى الدور قبل النهائى مـن ذات البطولة، ويومها فاز النشامى بهدفين نظيفين، ورغم الخسارة إلا ان سون شكل الخطورة أكثر مـن مرة على منتخـب النشامى.

وفي ضوء ما سبق، فإن غياب لاعـب بحجم سون، يمتلك المهارة والقدرة على التمرير النموذجي وصناعة الأهداف وتسجيلها، علاوة على خبرته الدولية الكبيرة، يعد شيئًا مهمًّا لمنتخب الأردن، ويشكل راحة أكبر لمدافعيه، ويعد فى الوقت ذاته ضربة قوية لكوريا الجنوبية، فمهما كان البديل جاهزًا، فلن يكون بمواصفات وقدرات وخبرة سون.

ويعطي غياب سون مدير فني منتخـب الأردن، جمال السلامي، قدرة أكبر على تحرير لاعبى الخطوط الخلفية مـن اثناء الدفع بهم للمساهمة فى بعض الهجمات لخلق الزيادة العددية، وهذا ربما لن يحدث لو قدر لسون المشاركة، نظرًا لخطورته الكبيرة.

غياب نجم توتنهام عَنْ اللقـاء المتوقع، سيخفف على منتخـب الأردن وطأة الغياب المحتمل لنجمه موسى التعمري، وبالتالي تصبح الظروف متشابهة، فكلاهما نجمان مؤثران، ما سيسهم فى رفـع الحالة المعنوية للنشامى الطامح لتحقيق الفـوز فى أرضه وبين جماهيره.