لوبيز يستنجد بالخبرة لتصحيح مسار منتخـب قطر بتصفيات المونديال

لا شك ان النتائج التى حققها منتخـب قطر فى الجولتين الأوليين مـن المجموعة الأولى للدور الثالث والحاسم مـن تصفيات آسيا المؤهلة الي نهائيات كاس العالم 2026 كانـت مفاجئة، سواء بالخسارة امام المنتخـب الإماراتي فى الدوحة (3-1) ومن ثم التعادل مع كوريا الشمالية (2-2) فى لاوس، ليكتفي بنقطة يتيمة وضعته فى مركز متأخر لا يليق ببطل النسختين الأخيرتين مـن كاس آسيا.

تصحيح الطريق بات مطلبًا مهمًا فى جولتي شهر أكتوبر/ تشرين الاول امام كل مـن قيرغيزستان فى الدوحة ومن ثم إيران فى طهران تواليًا يومي 10 و15 الحالي، وهو أمر يوضع على طاولة مدير فني منتخـب قطر الإسباني ماركيز لوبيز، مـن اجل ظهور مغاير ونتائج جيدة تعيد المنتخـب الي الدرب الصحيح على المستوى التنافسي مـن اجل الحضور فى المركزين الاول والثاني فى نهاية مشوار هذا الدور لتأمين التأهل الاول الي المونديال عبر التصفيات، بعدما كان “الأدعم” قد ســاهم فى نهائيات كاس العالم 2022 فى الدوحة بصفته صاحب الضيافة.

لوبيز استنجد بلاعبي الخبرة خصوصًا فى الخط الخلفي مـن اجل تصويب الطريق، فشهدت تلك القائمة التى تضم مجموعه مـن 27 لاعـبًا، المزيد مـن المستجدات التى تتوافق مع ما كان يقوله الرجل فى لاحق الأوقات، ان المستوى والأداء سيبقى معيار الحضور فى قوائم المنتخـب، ولا يمكن حجز مقعد فى تلك القوائم دون إثبات الأحقية.

مستجدات مؤثرة وأسماء واعدة فى منتخـب قطر

وقبل الخوض بالتفاصيل وجب التذكير بالقائمة التى أعلنت بعدما أنهت الانديه القطرية الأربعة الاستحقاق القاري تباعًا، بين خوض السد والريان ثم الغرافة دورى أبطال آسيا للنخبة ومن ثم خوض الوكرة مباراة دورى أبطال آسيا 2.

ضمت القائمة المعلنة كلًا مـن: مروان شريف (الاهلي) سعد الشيب (السد) مشعل برشم (السد) صلاح زكريا (الدحيل) فى حارس المرمي، الي جانب عبد العزيز حاتم (الريان)، بسام الراوي المعز علي وإسماعيل محمد ومحمد عياش وإدميلسون جونيور وسلطان البريك (الدحيل)، ابراهيم الحسن (كالهورا الإسباني)، عبد الرحمن فهمي (الاهلي)، لوكاس مينديز والمهدي علي وعبد الكريم حسن (الوكرة)، أكرم عفيف وعبد الله اليزيدي ويوسف عبد الرزاق وطارق سلمان وبوعلام خوخي ومحمد وعد (السد)، احمد فتحي وجاسم جابر وأحمد علاء (العربي)، احمد الجانحي (الغرافة)، نايف الحضرمي (الشحانية).

الجديـد الأبرز يتمثل بعودة عبد الكريم حسن مدافـع الوكرة الحالي والسد السابق الي القائمة بعدما أظهر قيمة فنية كبيرة اثناء مشاركاته مع فريقه منذ بداية العام، بينما عاد أيضًا خوخي بوعلام الذى ما كان ليغيب أبدًا، طالما كان جاهزًا، ولعل هذا الثنائي يجسد استنجاد المدرب بالخبرة مـن اجل تدارك موقف صعب يعيشه العنابي بعد الاستهلال غير المتوقع للتصفيات.

شهدت قائمة منتخـب قطر استدعاء حارس الاهلي مروان شريف، ونايف الحضرمي لاعـب الشحانية، فى إقرار للمتألقين بحقهم فى الانضمام للمنتخب مع تواصل وجود اللاعبـين الشباب المميزين على غرار ابراهيم الحسن وعبد الله اليزيدي ومحمد عياش، بينما يبدو غياب بيدرو ميغيل وهمام الأمين مبررًا بسـبب الإصابة، بيتما غاب أيضًا كريم بوضياف فى تأكيد بأن قناعة لوبيز بالرجل لم تكن حاضرة بالأصل.

التعويل على المتألقين لإنقاذ الموقف فى منتخـب قطر

الأزمة الحالية تتمثل بحضور منتخـب قطر حاليًا فى المركـز الخامس فى المجموعة الأولى برصيـد نقطه وحيدة بفارق الأهداف عَنْ المنتخـب الكوري الشمالي الرابع، وبفارق خمس نقاط عَنْ المتصدرين أوزباكستان وإيران صاحبي الْعَلَّامَة الْكَامِلَة مـن انتصارين، بينما يأتي المنتخـب الإماراتي ثالثًا برصيـد ثلاث نقاط، بينما بقي رصيد منتخـب قيرغيزستان خاليًا مـن النقاط وحل فى المركـز السادس والأخير.

وبالتالي فإن الرهان يبدو كثيرًا على تأمين نقاط المواجهة الأولى امام قيرغيزستان، ومن ثم العودة مـن طهران -على الأقل- بنقطة التعادل، تعويلًا على الشخصية التى طالما أظهرها منتخـب قطر فى السنوات الاخيره، وساعدته على تسيّد القارة الصفراء.

 

الرهان سيكون على نجوم متألقين قادرين على صنع الفارق وقلب الامور رأسًا على بعد، يأتي على رأس هؤلاء أكرم عفيف والمهاجم العائد بقوة فى العام الحالي المعز علي، فطالما كان هذا الثنائي مصدر رعب لخصوم العنابي فى القارة الصفراء.

وثمة نجم متألق سيكون عونًا للمعز وأكرم فى إنجاز الهامة رغم صعوبتها، والحديث هنا عَنْ المنضم مؤخرًا للمنتخب، إدميلسون جونيور الذى يُسجّل بداية مذهلة للموسم الحالي بتوهج كثير، الامر الذى يضع الكرة فى ستاد المدرب ماركيز لوبيز مـن اجل منحه كامل الفرصة وإيجاد التوليفة المناسبة التى تضمن لكل اللاعبـين تقديم افضل المستويات الممكنة، لمساعدة المنتخـب على تحقيق النتائج المأمولة.

أسبوع واحد امام لوبيز لتحضير الخطط الفنية وتثبيت القائمه وتطوير الأداء فوق أرضية الْمَلْعَبُ، السرعة واللعب المباشر لطالما كان واحدًا مـن الأسلحة الهامة فى قوة العنابي، لكن ثمة أمور جديدة تلوح فى الأفق، حيـث سينتظر “الأدعم” فى مواجهه قيرغيزستان إغلاق المنافذ الدفاعية والتكتل بأكبر عَدَّدَ مـن المنافسين، بينما ينتظر ان يقابل هجـوم “رأس الحربة”ًا صاخبًا على الأرض الإيرانية، ما يتطلب اللعب بذكاء على الهجمات السريعة والمرتدة التى يبرع بها عفيف وإدميلسون.

والجماهير القطرية برغم إدراكها لاختلاف طبيعة المباريات خصوصًا فى مثل هذا المستوى مـن الأدوار التى تلعب على جزئيات قليلة، إلا ان مدرج العنابي لن يقبل إلا رؤية ذلك الأداء الذى تميز به منتخـب قطر فى السنوات الماضية، وتحقيق نقاط الفـوز تبقى الطموح والهدف المنشود للجميع فى هذه الفتره.