اخبار الرياضة

الهلال “الهادئ المنوع” ومشكلة الشرطة الحقيقية

أكرم الهلال السعودي وفادة شقيقه الشرطة العراقي بعدما أمطره بـخمسة اهداف دون رد فى المباراه التى جمعت بين الفريقين فى الجولة الثانية مـن دور المجموعات لدوري أبطال آسيا للنخبة.

وتمكن الهلال مـن اعلن المباراه سريعًا بفعل هدفين فى أول ربع ساعة مـن ماركوس ليوناردو وأليكسندر ميتروفيتش قبل ان يعزز تقدمه بهدف مبكر آخر؛ لكن فى الشوط الثانى عبر سالم الدوسري، ثم عبر دوسري آخر هو ناصر الذى سجل الهدف الرابع ليختتم كينو مهرجان الأهداف بهدف خامس مـن تسديدة رائعة فى الثواني الاخيره مـن اللقـاء.

الهلال.. هادئ واثق

دخل الزعيم السعودي اللقـاء عازمًا على الفـوز؛ لكن دون تسرُّع، فظهر لاعبوه بكل هدوء وثقة اثناء محاصرتهم المبكرة لضيفهم العراقي مع قضائهم عشر دقائق مـن محاولات سبر أغوار الدفاعات العراقية.
لم يمنح الهلال الفرصة للشرطة للخروج مـن منطقه الحصار مع التمركز الممتاز لروبين نيفيز وسيرغي ميلينكوفيتش سافيتش وقطعهم لأي كرة مرتدة مـن الدفـاع.

الجبهة اليمنى كانـت أنشط فى الهلال بفعل التفاهم بين كانسيلو ومالكوم الذى أفسح مجالًا للظهير البرتغالي للصعود عبر دخوله للعمق واقترابه مـن ميتروفيتش وسافيتش.

الهدفان المبكران منحا الزعيم الفرصة للهدوء أكثر ولعب المباراه بمجهود أقل، خاصةً بعدما ظهر الفارق الواضح فى المستوى، فميتروفيتش لم يجد صعوبة فى التسجيل برأسيته، كَمَا ان كثافة الهجوم الهلالي كان مـن شأنها تَسْجِيلٌ الهدف الاول.

الشرطة منظم لكنه بطيء!

كيفما كان حاله امام النصر فى الجولة الأولى، كان واضحًا ان الشرطة فريق منظم فى عملية الخروج بالكرة، ويعمل كثيرًا على مسألة التمريرات القصيرة فى الوسـط، خاصة على الجانب الأيسر بين فهد يوسف وحسين علي وعبد المجيد.

سالم الدوسري قائد فريق الهلال السعودي

مشكلة الشرطة الحقيقية كانـت فى أمرين؛ أحدهما متعلق بالزعيم وهو الضغط الكبير الذى مارسه على المنافس العراقي فعجزوا عَنْ تخطي خط الضغط بسهولة رغم حفاظهم على حيازة الكرة ببراعة، والأمر الآخر  يتعلق بالشرطة نفسه الذى افتقد السرعة، فبالكاد تشاهد لاعبين أو ثلاثة يمتلكون السرعة فى النادي.

الشوط الثانى كان دليلًا على هذا الامر، فعندما وصلت بعض الكرات القليلة الي لاعـب سريع كمهند علي فى الهجوم كانـت الامور افضل حالًا، لذلك احتاج الشرطة فى بعض الأحيان ان يكون اسرع وأكثر مباشرةً على خطوط “الأزرق” الخلفية، بدلًا مـن تكثيف لاعبى الوسـط دون وجود جناح يمكنه تسلم بعض الكرات القطرية لإجبار الهلال على التراجع، فحتى حسين علي الذى يشغل مركز الجناح الأيسر كان مكلفًا بالتراجع والتمرير القصير بدلًا مـن التأهل للأمام وانتظار الكرات المُرسلة إليه.

عدم تغيير النسق كان مشكلة كبيرة للعراقيين الذين كان عليهم تجربة شيء آخر بعدما ثبت عدم جدوى محاولاتهم.

الهلال المنوع

ابرز ما يمكن رصده فى الهلال اليـوم هو تنوع مصادر الخطورة عند النادي، فصعود الظهيرين كانسيلو ولودي موجود، وتنوع أدوار مالكوم والدوسري واضح سواء كأجنحة أو كصناع ألعاب عند الدخول فى العمق، بينما يظهر التنوع جليًا فى الأدوار المتعددة لسيرغي سافيتش الحاضر فى كل مكان.

ربما اللقطات الأبرز والأخطر التى كسر بها الزعيم التكتلات العراقية تكمن فى التمريرات القُطرية الحريرية لروبين نيفيز خلف أظهرة الشرطة. ولقد فعلها فى لقطة الهدف الاول عندما تمركز ميتروفيتش بذكاء ليهيّئ الكرة الرأسية التى سجل منها سافيتش، وكذلك فعلها فى الشوط الثانى خلف احمد يحيى الي كانسيلو المندفع وكاد يسجل منها الهلال هـدفًا جديدًا.

كان الهدف الثالث عاملًا مهمًا لينجز السعوديون الهامة سريعًا بعدما تخلى الشرطة عَنْ حذره فباتت دفاعاته مفتوحةً على مصراعيها لتوغلات كانسيلو وإرساله العرضيات الأرضية الي لاعبين تخلصوا مـن مصيدة التسلل بالفعل، كَمَا باتت الثغرات واضحة فى عمق دفاع الشرطة، وكان مـن الممكن تَسْجِيلٌ المزيد، بل إن الهلال استحق احتساب هـدف ليوناردو المُلغى، حسب نص القانون.

المباراه كانـت للنسيان للطرف العراقي، وعلى الجانب الآخر كانـت مثالًا واضحًا على قوة الهلال كمجموعة قبل ان يكون قَوَيًا كأفراد، ليؤكد الأزرق عزمه على مغامرة جديدة يسعي الوصول فيها الي أبعد مدى فى دورى أبطال آسيا للنخبة.

السابق
حساـم حسن يكشف عَنْ قائمة منتخـب مصر لمواجهتي موريتانيا
التالي
القنوات الناقلة لمباراة الحسين إربد والكويت اليـوم فى دورى أبطال آسيا 2024-25