اخبار الرياضة

أسرار انتفاضة ليفاندوفسكي مع برشلونه فى العام الحالي

عاد روبرت ليفاندوفسكي مهاجـم فريق برشلونه الإسباني الي الواجهة مجددًا، لافتًا الانتباه إليه فى بداية العام الكروي الحالي، بعد ان سجّل بداية رائعة وكان حاسمًا فى الانطلاقة الجارفة للكتالان فى الدورى الإسباني، وبمساهمة محورية مـن المدرب الألماني هانز فليك، الذى يعرف “الصياد البولندي” أكثر مـن اى شخص آخر.

وبعد موسـم ماض كان خاليًا مـن مظاهر الاحتفال، خرج النادي منه بخُفّي حنين، عاد برشلونه بقوة الي تصدّر العناوين، مـن اثناء الإعلان عَنْ نفسه بوجه جديد وتحت ادارة فنية ألمانية يمثّلها هانز فليك، الذى خلف تشافي هيرنانديز على مقعد بـدلاء العملاق الكتالوني.

لفياندوفسكي وبعد صيف متأرجح بين البقاء مـن جهة، ومغريات الرحيل مـن جانب اخر، لا سيما نحو دوريات توفّر رواتب فلكية وعدد مباريات أقل، قرّر رفـع سقف التحدي ورفض المغادرة على الأقل الي اثناء نهاية عقده.. قرار شجاع فى سن الـ36، كوفئ عليه “ليفا” مـن طرف المدرب فليك، الذى أعاد إلباس المهاجم الفتّاك “عباءته” البافارية المرعبة.

بداية رائعة

فى بداية رائعة، ضرب “سفّاح كتالونيا” كل التوقعات عرض الحائط، ولا سيما تلك التى كانـت تنادي بضرورة التخلي عنه وحتى قطع عقده الذى سيستمر مفعوله حتـى 30 يونيو/ حزيران 2026، وذلك بسـبب تراجع مردوده فى العام الماضي.ولئن كان تَسْجِيلٌ ليفاندوفسكي لـ26 هـدفًا مع منح 9 تمريرات حاسمة “أسيست” فى مجموع 49 مباراة كامل العام ليس إنجازًا عاديًا أو أرقامًا فى متناول الجميع، غير انّها لا تفي بالحاجة إذا ما قارنّاها بأقوى المستويات التى ظهر بها مهاجـم منتخـب بولندا فى محطاته السابقة، أو حتـى موسمه الاول مع “البارسا” الذى بصم فيه على 41 مساهمة بواقع 33 هـدفًا و8 أسيست.

بداية العام الحالي كانـت بمثابة موسـم الرّد -لـ”ليفا”- على كل المشككين فى قدرته على الاستمرار، بعد ان بصم على 9 مساهمات فى 8 مباريات بواقع 7 اهداف وتمريرتين حاسمتين، كانـت جميعها لحساب الليغا، الذى انطلق فيها برشلونه بسرعة الصاروخ محققًا حتـى الان الْعَلَّامَة الْكَامِلَة (7/7) اى برصيـد 21 نقطه، ومع فارق بينه وبين أقرب ملاحقيه ريال مدريد حامل البطولة، جاء الي 4 نقاط. 

ليفاندوفسكي “البافاري” يعود الي برشلونه بفضل فليك

بداية ليفاندوفسكي الكبيرة فى العام الحالي آخرها بصمته بهدف الحسم الوحيد امام خيتافي الامس الأربعاء، الذى أمّن سابع انتصارات البارسا، أعادت الي الأذهان مستوى البولندي “المرعب” مع فريق بايرن ميونخ الذى لعب فى صفوفه بين عامي 2014 و2022 وسجّل بألوانه 238 هـدفًا فى 253 مباراة، فى إحدى أزهى فترات المهاجم اثناء مسيرته التى انطلقت مع ليجيا وارسو منذ 2005.

وفي نظر الكثيرين، فإنّ المهاجم البولندي بصدد محاكاة بدايته الخيالية فى موسـم السداسية التاريخي 2019-2020 مع النادي البافاري، والذي حَصَد فيه الأخضر واليابس تحت ادارة هانز فليك بالذات، حيـث أسهم بـ65 هـدفًا فى المجمل، بواقع 55 تَسْجِيلًٌا و10 صناعة فى 47 مباراة، قبل ان يضيف فى موسميه المواليين، اللذين سبقا انتقاله الي عاصمة الإقليم، 48 هـدفًا مع 9 أسيست فى 40 مباراة (2020-2021) و50 هـدفًا مع 7 أسيست فى 46 مباراة (2021-2022).أرقام مرعبة وبداية تبشّر بالكثير مـن التفاؤل لمستقبل ليفاندوفسكي مع “البلوغرانا”، الذى انتقل وبطريقة دراماتيكية مـن أحد الموضوعين على قوائم المغادرين الي قطعة أساسية لا  بديل عنها، والفضل فى ذلك لكلمة سر وحيدة، هى: فليك.

تغيّر استراتيجية الإدارة مُعطى حاسم

برحيل تشافي عَنْ النادي الكتالوني، فكّرت ادارة الرئيس خوان لابورتا جديًّا فى تصريف مهاجمها الاول، بسـبب معطيات لها صلة قوية بمردوده التهديفي فى العام الماضي الذى شهد تراجعًا عمّا كان يسجّله لاحقًا، علاوة على حضور البولندي بقوة ضوء اهتمامات الانديه الاخرى، ولا سيما المنتمية الي الدورى السعودي، التى حاولت استمالة اللاعب بمختلف الإغراءات.

الربح المادي المُجزي للاعب فى عمر ليفاندوفسكي ومع تراجع ألقه، كان محفزًا لبرشلونة لبيعه هذا الصيف، غير انّ كل هذه الاستراتيجيات توقفت فجأة مع خبر تعيين هانز فليك مدير فنيًا جديدًا فى القلعة الكتالونية، والذي دفع فى أولى قراراته بترحيل البرازيلي فيتور روكي نحو ريال بيتيس بعقد إعارة، فى مقابل تكريس دور “ليفا” كورقة أساسية فى الخط الأمامي.. خيار استراتيجي شجاع وثقة مطلقة كان لهما وقع السحر على قائد بولندا، الذى كافأ مدربه مباشرة بإجابة فورية على الميدان.

ما الذى نجح به فليك وفشل فيه تشافي؟

ليس فى ذلك سرّ كثير كَمَا قد يتوقّع البعض مـن اثناء هذا التساؤل، ولكن ببساطة تشافي حمّل ليفاندوفسكي فى عمر هذا مـن الامر ما لايطيق، بل واختبأ أحيانًا خلف فترات الشك التى مرّ بها، وعلى الرغم مـن تكريس دوره كمهاجم فذ فى التشكيلة وخيار أساسي فى أغلب المباريات، فإنّ تشافي كان يجبر لاعبه على القيام بأدوار هجومية مختلفة، قد لا تناسب سنّه، وهو ما تسبّب فى أحيان عدة فى تصدير اللاعب بصورة غير معهودة ألّبت عليه بعض الجماهير.

هـدف ليفاندوفسكي يقود برشلونه الانتصار على خيتافي

فليك قلب الامور رأسًا على بعد مستندًا الي معرفته الدقيقه بـ”ليفا”، حيـث أعاد له دوره القيادي فى النادي ككل وليس فى المنظومة الهجومية فحسب، فعاد قائدًا بلا شارة، وتكتيكيًا هىّأ له كل الظروف المواتية ليلعب دوره الحاسم فى المربع الأخير كـ”مترجم خارق” لمجهودات الزملاء.

وبرغم كم الإصابات الهائل الذى ضرب برشلونه وما يزال حتـى الان، فإنّ آلة ليفاندوفسكي مرشّحة لمواصلة عملها، فى اثناء انسجام متناه مع “نجم الشُبّاك” حاليًّا فى “البلوغرانا” لامين يامال، مع ثقة لا حدود لها مـن لدن ربّان السفينة، هانز فليك.

السابق
خطر جديد يهدد إقامة كاس العالم للأندية 2025
التالي
الرجاء يحسم مصير المدرب البوسني سفيكو بعد توالي الهزائم