حَقَّق برشلونه فوزه السابع على التوالي فى الدورى الإسباني، وذلك بعدما هزم ضيفه خيتافي بهدف وحيد مـن توقيع روبرت ليفاندوفسكي، ليواصل تحقيق الْعَلَّامَة الْكَامِلَة وتصدر جـدول الترتيب.
فـوز اقتصادي
لعب البارسا اليـوم مباراةً هدفها الرئيس هو تحقيق الفـوز، مع اقتصاد المجهود مـن اجل التعامل مع الروزنامة المزدحمة لليغا هذا العام، والتي لُعبت مرحلة أخرى مـن جولاتها فى منتصف هذا الاسبوع.
قرر هانز فليك ادّخار مجهودات بيدري ليدفع بإريك غارسيا ومارك كاسادو وأمامهما بابلو توري الذى أظهر شخصيةً جيدةً للمباراة الثانية على التوالي. بالفعل هو لا يمتلك نفس الحاسة التهديفية التى يتمتع بها المصاب داني أولمو، إلّا ان اللاعب الذى قضى موسمه السابق معارًا لجيرونا بدا جاهزًا ليكون إضافةً بفضل تمركزه الذكي وتحركاته المتواصلة، خاصةً على الجانب الأيسر.
الهدف المبكر ساعد فى مسألة ادّخار المجهود، فقد استطاع برشلونه مـن هز شبـاك ضيفه بعد 18 دقيقة مـن خطأ للحارس دافيد سوريا الذى فشل فى الإمساك بعرضية جول كوندي لتتهادى الكرة امام المهاجم البولندي الذى لم يفوت الفرصة للتسجيل.
رغم سيطرة البارسا بشكل كثير على اللقـاء، كان خيتافي -مع هذه التهدئة المتواصلة للقاء- قادرًا على تشكيل الخطورة مـن اثناءٍ لآخر، ولولا تدخلات باو كوبارسي وإينيغو مارتينيز وكذلك رعونة بورخا مايورال، لربما تلقى جمهور برشلونه اخبارًا مزعجة.
مدير فني خيتافي خوسيه بوردالاس لعب بحذر، حسنًا لقد لعب بدفاع رباعي على الورق، إلا ان النادي كان يدافع دومًا بـخمسة لاعبين فى الخط الخلفي باستمرار، كَمَا ترك بوردالاس مهاجمه بورخا مايورال على دكة الاحتياط دافعًا بكريستانتوس أوتشي فى مركز المهاجم رغم ان الأخير ليس برأس حربة مـن الأساس؛ لكن الخطورة مـن اثناء لآخر كانـت تأتي مـن جناح برشلونه الأسبق كارلس بيريز.
الخطر فرنسي
رغم لعب خيتافي فى كثيرٍ مـن الأوقات بدفاع خماسي مع لمحة عنيفة معتادة مـن فريق الضاحية القريبة مـن مدريد، نجح برشلونه فى إخلاء بعض المساحات مـن اجل النفاذ الي مرمى الضيوف، فتمركز لامين يامال بشكل أعمق فى الْمَلْعَبُ فى بعض الأحيان، كَمَا حاول النادي اختلاق جبهة يسرى تسمح بتشتيت الدفاعات المدريدية وإجهادها.
استفاد الظهير الأيمن كوندي مـن هذه الامور ليقدم مباراة أخرى جيدة بانتقاء الوقت المناسب للصعود ولعب عرضيات عملية وكذلك إعادة الكرة قُطريًا الي الخارج مـن اجل منح يامال أو بابلو توري الفرصة للتسديد.
ومع تثبيت كاسادو بشكل كثير الي جانب إريك غارسيا كان صعود كوندي مؤمّنًا الي حدٍ بعيد ليقدم مدافـع إشبيلية السابق مباراة جيدة، علمًا بأنه يقدم موسـمًا مميزًا حتـى الان، ويبدو أنه قد اقتنع ان مكانه الدائم فى برشلونه هو فى الطرف الأيمن أو ربما أقنعه هانز فليك بذلك.
دفاع عالٍ على خيتافي
لن تكون المباراه الأولى التى يلعـب فيها برشلونه بخط دفاع عالٍ محاولًا فرض مصيدة التسلل باستمرار على منافسيه. ربما تكون هذه المباراه هى الأخف وطأةً مـن حيـث فداحة استخدام هذا الأسلوب على المستوى الدفاعي رغم نجاعته هجوميًا؛ لكن خيتافي استغل هذا الامر بشكل خطير فى آخر ربع ساعة مـن جبهة كارلس بيريز قبل ان ينكشف الامر مرة اخري فى اللقطة الاخيره التى أضاع فيها بورخا مايورال فرصة هائلة.
المشكلة الحقيقية فى الدفـاع العالي لا تكمن فيه وحسب بقدر ما تكمن فى ضرورة الضغط على مَن يمرر الكرة فى وسـط الْمَلْعَبُ، حتـى لا يجد وقتًا لرفع رأسه ويقرر أين سيضرب دفاع برشلونه الذى ما زال قلبا دفاعه يبحثان عَنْ افضل صيغة للتفاهم بينما بينهما، ناهيك عَنْ بدلائهما الحاليين.
اما ميزة الدفـاع العالي الرئيسة فتكمن فى أنها تسمح لبرشلونة بتضييق مساحة الحركة للمنافس، وأمام فريق مثل خيتافي كانـت الامور أسهل، مقارنةً بالاستباحة الدفاعية الكبيرة لدفاع برشلونه مـن جانب فياريال، وبشكل أقل نسبيًا مـن طرف جيرونا.
فى النهايه واصل نجوم برشلونه إظهار مستوى جيدـ فلامين يامال رغم ادخاره للمجهود، كان لديه تسديدة أو اثنتين خطيرتان؛ منها واحده أخرجها سوريا بأعجوبة ليكفّر الحارس الجيد عَنْ خطئه فى لقطة الهدف، وكذلك أضاع ليفاندوفسكي ورافينيا أكثر مـن فرصة؛ لكن فى النهايه فاز البارسا على خيتافي ووصل للنقطة الحادية والعشرين مـن أصل إحدى وعشرين نقطه متاحة.
الخلاصة
رغم تعرُّض برشلونه لعدة كرات خطيرة فى المباراه، لا يعبر الفـوز بهدف وحيد ايضا عَنْ وضع المباراه كَمَا هو الحال مع مباراة فياريال التى انتهت بخماسية، فالبارسا عانى أكثر كثيرًا فى ستاد “لا سيراميكا” حتـى وإن سجل خمسة اهداف، بينما كانـت المعاناة أقل اثناء لقاء اليـوم، رغم تسجيله هـدفًا يتيمًا، ويبقى الفارق دائمًا فى الحالة الدفاعية بشكل أكبر؛ لأن هجـوم “رأس الحربة” البارسا بخير، بينما يريد دفاعه تحسينات متواصلة.
