اخبار الرياضة

كيف دق هانز فليك المسمار الأخير فى نعش تيكي تاكا برشلونه؟

حَصَد برشلونه الْعَلَّامَة الْكَامِلَة مـن أول 6 جولات فى موسـم الدورى الإسباني الجديـد، ليؤكد أنه منافسٌ رئيس على لقب الليغا مع المدرب الألماني هانز فليك الذى أعاد هيكلة النادي مرة اخري، على المستوى الفنى والتكتيكي والعقلي.

بينما يعيش العدو اللدود ريال مدريد حالة انتشاء رياضية بتعاقده مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، يعيش برشلونه حالة مماثلة على المستوى الجماعي، وهي الي لم نرها منذ لويس إنريكي عَامٌ 2015 فى موسـم التتويج بالخماسية.

فى المقال القادم، نستعرض بإيجاز ابرز ملامح فريق المدرب هانز فليك وكيف نجح فى مدة وجيزة فى قلب المعطيات، وتحويل البلوغرانا الي فريق يقف على أرض صلدة، بإمكانه المنافسة على لقب الليغا ومقارعة حامل البطولة ريال مدريد.

هانز فليك يدق المسمار الأخير فى نعش تيكي تاكا

تحوّل برشلونه فى مدة قصيرة مـن طريقة لعبة التقليدية “تيكي تاكا” المعتمدة على الاستحواذ المستمر على الكرة والتحرك ببطء، الي فريق حيوي يركض لاعبوه طول الدقائق التسعين، طلبًا للكرة مـن الزميل، وقطعًا لها مـن الخصم.

بعد 6 مباريات فقط، سجل برشلونه افضل رقم على الإطلاق فى الليغا مـن حيـث قطع الكرة فى الثلث الأخير مـن الْمَلْعَبُ بمعدل 8.7 مرات للمباراة الواحدة، ونتج عَنْ هذه المحاولات تَسْجِيلٌ هدفين مـن بين 22 أحرزها النادي.

لم يتحول برشلونه الي فريق شرس فى الضغط فحسب، بل يسجل أيضًا عبر عمليات الضغط.

قطع الكرة فى ثلث الخصم انتهت بتصويبة انتهت بهدف
52 10 2
الألماني هانز فليك مدير فني برشلونه مع لاعبيه (Getty)

الهجوم هو الدفـاع الاول

بات مـن الواضح ان ديناميكية برشلونه الجماعية أصبحت الركن الرئيس الذى سيستند عليه المدرب هانز فليك فى المقام الاول، حيـث ولّى عصر المجهودات الفردية، ويمكن ملاحظة ذلك عبر ليفاندوفسكي الذى يهبط للوسط للقيام بالضغط.

يستخدم فليك مهاجميه الثلاثة، يامال ورافينيا وليفاندوفسكي فى عملية الضغط، ويمكن القول إن هجـوم “رأس الحربة” برشلونه هو الدفـاع الاول لدى المدرب فليك، وقد نجحت هذه الطريقة فى حماية خطي وسـط البلوغرانا ودفاعه.

وفقًا لذلك، لا عجب ان لامين يامال تحديدًا هو أكثر لاعـب فى الليغا هذا العام قطعًا للكرات فى الثلث الأخير مـن الْمَلْعَبُ، بينما يعتلي رافينيا لائحة أكثر اللاعبـين فى برشلونه قطعًا للكرات فى العموم بواقع 27 مرة.

المثير ان الأدوات المتاحة لفليك أقل بكثير مـن الإنتاج الفعلي على أرض الْمَلْعَبُ، ما يقودنا للقول بأن المدرب الألماني المخضرم نجح فى تحويل لاعبين عاديين الي جيدين، ورفع سقف التوقعات الي أكبر درجة ممكنة.

لم يبرم برشلونه اى صفقة كبرى هذا العام باستثناء داني أولمو، بينما يعاني أصلًا مـن إصابات غافي وفرينكي دي يونغ وأراوخو وكريستنسن وفرمين لوبيز.. لم يكن يترقب أشد المتفائلين ان يحقق برشلونه هذه النتائج فى اثناء هذه الظروف.

كتلة واحده

شيء آخر لافت، وهو ان الجميع يشارك فى العملية الدفاعية ويتبادل الأدوار مع زميله، فعندما يصعد كوندي الي أماكن متقدمة فى الْمَلْعَبُ، يهبط يامال قليلًا لتغطيته، وبالمثل لدى رافينيا فى الرواق الأيسر.

هذه الطريقة أعطت انطباعًا بأن النادي الكتالوني لا يعاني مـن النقص العددي عندما يصعد لاعبوه الي الأمام، وأن التفوق العددي للخصم شيء مستحيل.

اصابه رودري

لكن المثير أكثر ان هانز فليك منح كوبارسي أدوارًا أكثر تقدمية فى الْمَلْعَبُ، فأمام فياريال تقـدم قلب الدفـاع الواعد الي منتصف الْمَلْعَبُ وتبادل الكرات مع كاسادو باستمرار، بأدوار مشابهة لجون ستونز فى مانشستر سيتي.

التفاحة الفاسدة

يبدو برشلونه أقرب للكمال هذا العام، فهو افضل خط هجـوم “رأس الحربة” فى الدورى الإسباني بواقع 22 هـدفًا، بينما يعد الوسـط جيدًا مـن ناحية قطع الكرات وتغذية الهجوم بالكرات، ومع ذلك، يعد مركز حارس المرمي التفاحة الفاسدة فى بستان المدرب هانز فليك.

حارس المرمى الألماني، تير شتيغن، أصيب امام فياريال فى المباراه الماضية وخضع لعملية جراحية ناجحة، ستغيبه حتـى نهاية العام، ما سيمنع النادي مـن كوارثه لفترة طويلة.

يعد شتيغن تفاحة فاسدة بالفعل فى تشكيله المدرب هانز فليك وستختفي أخطاؤه القاتلة بغيابه عَنْ النادي، بشرط ان يتعاقد برشلونه مع حارس خبير مميز، وحينها ربما يحصل فليك على تشكيلته المثالية.

السابق
مدير فني روما الجديـد يوجه رسالة أمل الي سعود عبد الحميد
التالي
لا يجاري المراهقين.. صحيفة “ليكيب” تسخر مـن الجزائري ماندي