اخبار الرياضة

مقصلة المدربين “تطيح” بالدفعة الأولى فى دورى نجوم أريد

يبدو ان سقف ظاهرة إقالة المدربين فى الدورى القطري لكرة القدم، سيبقى مفتوحًا فى اثناء التهديد الجديـد الذى بدأ يلاحق مديرين فنيين جديدين، عطفًا على النتائج التى شهدتها الجولة الخامسه مـن دورى نجوم أريد ، والتي تأتي امتدادًا لما سبق مـن تعثرات وفقًا لحسابات الحقل والبيدر!

الظاهرة بحد ذاتها، بدأت بعاصفة فى دورى نجوم أريد بعدما أطاحت بأسماء ربما قيل إنها جاءت كي تبقى، والبداية ستكون مـن آخر المغادرين وهو الإسباني ميغيل أنخيل الذى كان اختياره قد انطوى على قراءة دقيقة لكافة تفاصيل متطلبات فريق الوكرة مـن اجل ان يستنسخ تجربة المدرب الأسبق ماركيز لوبيز المدرب الحالي للمنتخب القطري والذي حَقَّق نجاحات مع “النواخذة” بنقل النادي مـن مستوى لآخر، لكن دون إنجازات أو بطولات، وفي النهايه رحل الرجل بوقت لم تكن هنالك شكوك فى بقائه لفترة طويلة أو حتـى لبقية العام.

البداية ربما كانـت بالخطوة التى أقدمت عليها ادارة فريق قطر عبر إعادة المدرب المغربى السابق يوسف السفري، ليتولى الإدارة الفنية للفريق خلفًا ليوسف النوبي الذى حظي بإشادات كبيرة فى العام الماضي بعدما قاد “الملك” الي العديد مـن النتائج المميزة، أبرزها الوصول الي نهائى كاس الأمير.

اما الوطني يونس علي فربما يكون قد دفع ثمن إرهاصات النتائج السلبية للنادي العربي صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة فى دورى نجوم أريد ، ليتم إنهاء التعاقـد معه بالتراضي رغم الإنجاز الذى حققه بعدما أعاد فريق “الأحلام” الي الواجهة عبر الفـوز بلقب كاس الأمير فى العام قبل الماضي وذلك بعد غياب طويل عَنْ المنصات، بينما أبلى النادي البلاء الحسن فى النسخه قبل الماضية للدوري وحل وصيفًا.

المقصلة ما تزال مفتوحة والدلائل واضحة

تؤكد كل المؤشرات فى دورى نجوم أريد ان موجة تغيير المدربين و”المقصلة” الحالية، لن تتوقف، بعد التهديدات التى تلاحق عَدَّدًَا مـن المدربين بالضغوط ذاتها التى تمارَس امام الإدارات، وربما يكون الإسباني فليكيس سانشيز أحد هؤلاء المهددين بضغوط هائلة تُحدِثها جماهير “الزعيم” حاليًا بعد وطأة الخسارة الثقيلة التى مني بها السد امام الدحيل بخماسية لم يعتد عليها النادي، ناهيك عَنْ الصُّورَةُ الفنية المتواضعة التى ظهر بها الي جانب ثقل النتيجة.

السويدي بويا إسباغي يواصل العيش تحت وطأة التهديدات مع فريق الريان، حيـث تعالت أصوات جماهير “الرهيب” وارتفعت أكثر فأكثر بعد تعرضه لخسارة غير منتظرة امام الوكرة 0-2 فى افتتاح الجولة الخامسه مـن الدورى، وربما يعيش آخر أيامه فى القيادة الفنية، وقد تكون مباراة “الديربي” امام العربي بعد أيام قليلة نقطه النهايه، نظرًا لتوقف الدورى مـن اجل الفتره الدولية.

يبدو واضحًا فى دورى نجوم أريد ان بعض الإدارات تجد نفسها مجبرة على تدخل جراحي -إن صح التعبير- بشأن التعامل مع الأجهزة الفنية، مـن اجل وقف النزيف على مستوى النتائج، أو إحداث تغيير أشبه بالصدمة فى صفـوف النادي، حتـى لا تبقى الإدارات مكتوفة الأيدي حيال تردي النتائج وتراجع مستوى اللاعبـين، فى وقت ربما يكون فيه التغيير الفنى مبنيًا على دراسة تقييمية دقيقة تكشف عَنْ أعطال فنية لا يمكن السكوت عنها.

ولعل توفير البديل يدفع بعض الإدارات الي التريث فى اتخاذ القرار خصوصًا المدروس مـن ناحية التقييم الفنى، على اعتبار ان التغيير مـن اجل التغيير ربما يكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، على اعتبار ان الامر ربما يزيد الطين بله.

إحداث التغيير والجدوى الفنية فى دورى نجوم أريد

ليس بالضرورة ان ينطوي تغيير المدربين فى دورى نجوم أريد على عملية تصحيح شاملة تقود الي وضعية افضل، مع الأخذ بعين الاعتبار ان عملية إقالة المدربين تنجح -غالبًا- فى إحداث صدمة قد تؤدي الي نتائـج آنية “مؤقتة” افضل، لكنها ليس بالضرورة تستطيع ان تُنتج تصحيحًا عميقًا لأعطال النادي خصوصًا تلك التى ترتبط بالعناصر أكثر مـن الخيارات التكتيكية.

مـن مراسم توقيع الاتفاقية بين الخطوط الجوية القطرية ومسابقة دورى أبطال أوروبا

يدرك العديد مـن المدربين الجدد أنهم لا يملكون عصا سحرية وضح نوعًا مـن الانقلاب الفنى الذى ينعكس بسرعة على النتائج، بيد ان عملية التغيير بحد ذاتها تعتـبر حائط صد للمدربين الجدد بأعذار القيادة المتأخرة وعدم اختيار اللاعبـين؛ إذ إن فشل الجدد فى تغيير النتائج لا يكفي لإطلاق أحكام تقييمية.

لعل تقييم التغييرات التى شهدها دورى نجوم أريد على مستوى المدربين، لا يمكن ان يتم بعد مرحلة واحده، وبالتالي فإن الحكـم على فشل أنتوني هودسون المدرب الجديـد للنادي العربي غير منطقي (رغم التحفظات التى أبدتها الجماهير على الاسم بحد ذاته) فى مهمته مع النادي لمجرد أنه لم يأتِ بجديد على مستوى النتائج، حيـث تجنب “فريق الجمهور” خسارة كانـت وشيكة لولا هـدف متأخر مـن التونسي يوسف المساكني، لينتزع العربي تعـادلًا جديدًا 3-3 والحصول على نقطه يتيمة فى الجولة الخامسه امام الاهلي.

خصوصية علي رحمة، هل تساعده؟

لا يمكن اعتبار علي رحمة المري على أنه مدير فني طوارئ فى فريق الوكرة، على اعتبار ان الرجل يملك صلاحيات كبيرة تجعله قادرًا حتـى على تقييم المدربين، فهو إن جاز التعبير، يشكل مصدر الرقابة على المدربين، وبالتالي فإن نجاحه السريع مع الوكرة بعدما قلب شكل ومضمون النادي فى مباراة واحده، بالصورة الرائعة التى ظهر عليها امام الريان، ليس مستغربًا .

ربما يكون علي رحمة خبيرًا فى فريقه الوكرة، بحكم وجوده لفترة طويلة مع المدرب الأسبق ماركيز لوبيز، ومعرفته الكبيرة بكل اللاعبـين خصوصًا المواطنين وبعض المحترفين الموجودين مع النادي منذ مدة طويلة، وبالتالي فإن التغيير بحد ذاته بالاستعانة بخدمات علي رحمة -الذى يعرف النادي جيدًا- لا ينطوي على المزيد مـن المغامرة. 

لكن السؤال هل الخصوصية والمعرفة التى يملكها علي رحمة المري بفريقه وباللاعبين، مع الوضع فى الاعتبار المستجدات التى طرأت على النادي على مستوى المحترفين، تكفيه للتعامل مع بعض المعضلات التى قد تواجهه فى مستقبل المنافسة؟!

هذا الي جانب تساؤل آخر: هل سيكون علي رحمة مطالبًا بتحقيق نتائـج معينة أو حتـى المنافسة على الالقاب، فى اثناء دعـم كثير جماهيري وإداري قد يحميه مـن المحاسبة!

الخلاصة فى بعض الحالات ضوء بطولات دورى نجوم أريد يكون التغيير ضرورة، على اعتبار ان الخطوة التى تقوم بها إدارات الانديه القطرية ليس بدعة، وتعمل بها أندية عالمية كبيرة، ولكن فى بعض الحالات ربما يكون التغيير عمليات بحثًا عَنْ صدمة ولا ينطوي على قراءة فنية دقيقة.

السابق
3 رسائل عملية مررها برناردو سيلفا بخطابه “المهين” لأرسنال
التالي
القنوات الناقلة لمباراة النصر والحزم اليـوم فى كاس الملك 2024-25