اخبار الرياضة

سر تفوق أرسنال فى الكرات الثابتة وسبب الغضب مـن هـدف كالافيوري

فى مباراة كلاسيكية ومثيرة للجدل ومليئة بالإثارة فى الدورى الانجليزي الممتاز فى ستاد الاتحاد، تعـادل مانشستر سيتي فى الوقت بدل الضائع 2-2، ليحرم أرسنال مـن فـوز تاريخي كان سيمنحه قمة البطولة.

كانـت المباراه مليئة بالإثارة بين المتنافسين على البطولة وانتهت بانكسار مقاومة وصمود أرسنال بهدف سجله جون ستونز فى الدقيقه (90+8)، حيـث ظهرت حالة مـن الذهول على وجه لاعبى الغانرز، كأنهم لم يصدقوا التعادل بعد كل هذا العمل الشاق وهم بـ10 لاعبين.

وحافظ مانشستر سيتي على سجله الخالي مـن الهزائم فى آخر 28 مباراة له فى الدورى الانجليزي الممتاز، بينما أطول مجموعه له مـن دون خسارة (بين 8 أبريل/ نيسان 2017 الي 2 يناير/ كانون الثانى 2018) وهي مجموعه مـن 30 مباراة، كَمَا حَصَد 7 نقاط مـن بعد ان جاء مـن التأخر فى النتيجة هذا العام أكثر مـن اى فريق آخر.

ما وراء هـدف التعادل لأرسنال

أَحِرْزٌ الظهير الأيسر الإيطالي الجديـد كالافيوري هـدف التعادل لأرسنال فى الدقيقه (22)، لكنه أثار احتجاجات مـن لاعبى السيتي لأن المخالفة التى ارتكبها إلكاي غوندوغان على توماس بارتي على بعد 10 ياردات مـن دائرة المنتصف.

استدعى الحكـم كايل ووكر، قائد السيتي، مـن مركزه فى الظهير الأيمن للتحدث معه ومع بوكايو ساكا، قائد الأرسنال. وبينما كان هذا يحدث، قام ديكلان رايس وبارتي بتحريك الكرة للأمام بالقرب مـن دائرة المنتصف.

أطلق الحكـم صافرته للسماح لتوماس بارتي لاعـب خط وسـط الأرسنال باستئناف اللعب، فى ذلك الوقت لم يعد ووكر الي مركزه، ويشير هو وزملاؤه فى فريق السيتي الي أنهم غير مستعدين فى مراكزهم. فى هذه الأثناء كان مارتينيلي فى مساحة كبيرة على يسار المدفعجية، وهي المساحة التى كان مـن المفترض ان يدافع عنها ووكر، فمرر البرازيلي لكالافيوري الذى سدد وسجل.

الغريب أنه قبل مباراة اليـوم، خرجت مؤسسة “أوبتا” بإحصائية تقول إن أرسنال هو أكثر فريق يأخذ وقتًا لتنفيذ الكرات الثابتة “الركنيات، المخالفات، إلخ..” أكثر مـن اى فريق آخر، بتموسط 31.8 ثانية، لكنه ضرب بعرض الحائط هذه الإحصائية فى هذا الهدف.

أرسنال يستخدم طريقته المعتادة امام الكبار

امام مانشستر سيتي، واصل ميكيل أرتيتا نهجه مـن العام الماضي امام الفرق الأكبر؛ وهو التنازل عَنْ الاستحواذ، وإعطاء الأولوية للشكل الدفاعي واللعب على الهجوم المرتد.

وبالفعل سجل المدفعجية نسبه 22% فقط مـن الاستحواذ امام مانشستر سيتي، وهو ثاني اقل مستوى له على الإطلاق (مـن 2003-04) فى مباراة بالدوري الانجليزي الممتاز (بعد 20% امام مانشستر سيتي فى أغسطس 2021). جاء الي متوسط ​​استحواذ الغانرز 12.5% ​​فقط فى الشوط الثانى اليـوم.

أرسنال بدأ المباراه بطريقة 4-4-2 التى طبقها امام توتنهام، واللعب بالفريق كوحدة واحده، وبعد الطرد لجأ النادي لأسلوب فى الدفـاع 6-3 كَمَا توضح الصُّورَةُ أعلاه، لحرمان السيتي مـن اى مساحات على الطرفين.

إن اتباع هذا النهج فى المباريات الكبيرة منح المدرب الإسباني لأرسنال حافزًا أكبر لنشر بعض فنون كرة القدم الأكثر قتامة لكسر النسق، وتعطيل تدفق الخصم فى الاستحواذ، حيـث بات أرتيتا يعرف كيف يلعـب مع الكبار والطريقة الصحيحة لذلك.

قصة أرسنال مع الكرات الثابتة

عاد مرة أخرى أرسنال ليبرهن عَنْ مدى تفوقه فى الكرات الثابتة بشكل عَامٌ والركنيات بشكل حصري، بفضل العمل الرائع لمدرب الكرات الثابتة لديه نيكولاس جوفر، الأفضل فى العالم فى تخصصه.

وبهدف غابرييل اليـوم، يكون النادي الأحمر والأبيض قد سجل 18 هـدفًا مـن الركنيات فى الدورى الانجليزي الممتاز منذ بداية العام الماضي، اى أكثر بستة اهداف على الأقل مـن اى فريق آخر.

أرسنال أرسل الركنيات امام مانشستر سيتي فى نفس المنطقة وبنفس الطريقة

لكن هناك سر أصبح واضحًا فى تكتيكات أرسنال فى الكرات الثابتة، فإن لاحظنا سنجد ان أول ركنية لأرسنال تلعب كبروفة لمعرفة أين الخلل فى الخصم، الصُّورَةُ أعلاه توضح ان أرسنال لعب الركنيات فى نفس المنطقة وبنفس الشكل.

كان التغيير الملحوظ فى تكتيك ركنيات النادي امام مانشستر سيتي، على غرار نهجهم فى التعامل مع الركنيات امام أتالانتا فى دورى أبطال أوروبا فى منتصف الاسبوع، هو زيادة عَدَّدَ اللاعبـين فى القائم الثانى وإغراق منطقه الست ياردات للضغط على حارس المرمى.

فى المقابل، يعتمد تكتيك السيتي فى الدفـاع فى الركنيات على نظام “دفاع المنطقة”، وجعل جيريمي دوكو الوحيد الذى يراقب الخصم، لكن الغريب ان دوكو “القصير” كان يراقب وكان دوكو جناح السيتي القصير يتولى رقابة غابرييل أخطر لاعـب فى العالم فى الركنيات.

لماذا غابرييل أخطر لاعـب فى العالم فى الركنيات؟ لأن مـن بين اهداف غابرييل الـ16 فى الدورى الانجليزي الممتاز، كانـت 88% منها مـن ركلات ركنية (14 هـدفًا)، وهي أعلى نسبه لأي لاعـب سجل 10 اهداف أو أكثر فى تاريخ الدورى الانجليزي الممتاز.

كايل ووكر يطلب مـن دوكو “القصير” ترك مراقبة غابرييل له، ومع ذلك سجل مدافـع أرسنال

نعود لقصة الكرات الثابتة، الركنية الأولى لأرسنال كانـت فى الدقيقه (37)، دوكو كان فى مراقبة غابرييل، لكن الأخير هرب منه وكاد يسجل، هنا شعر ووكر بأن هناك ثغرة وأن دوكو لا يُمكنه أبدًا ان يراقب غابرييل، وبحسب الصُّورَةُ أعلاه أخبره بأنه سيتولى رقابة غابرييل، لكن الأخير تفوق على ووكر وسجل!

كانـت الحركة هى نفسها، تمامًا مثل هـدف الفـوز فى ديربي شمال لندن يـوم الأحد الماضي، عرضية بوكايو ساكا مـن ركنية مـن اليمين، ورأسية غابرييل فى منطقه الست ياردات.

لعبت الركنيتان اليـوم امام السيتي فى نفس المنطقة وبنفس الشكل، أخطأ غابرييل فى الأولى وسجل فى الثانية، وهو ما يؤكد ان الركنيات الأولى لأرسنال هى دائمًا “بروفة” للخطر القادم.

دافيد رايا.. هل هو الحارس الأفضل فى العالم؟

حاول مانشستر سيتي 33 تسديدة فى هذه المباراه، وهو أعلى إجمالي لأي فريق فى مباراة واحده فى الدورى الانجليزي الممتاز هذا العام، والإحصائيات فى الجدول أدناه توضح قصة المباراه.

إحصائيات مباراة مانشستر سيتي وأرسنال

مانشستر سيتي الإحصائية أرسنال
33 تسديدات 5
11 تسديدات على المرمى 3
27 فرص مصنوعة 4
78% استحواذ  22%
1 إنقاذات 9

فى الشوط الثانى كانـت هناك 28 محاولة هجومية للسيتي، وهو ثاني أعلى حصيلة فى شوط واحد مـن الدورى الانجليزي الممتاز على الإطلاق (منذ موسـم 2003-2004).

حارس أرسنال دافيد رايا، كان هو الأكثر لمسًا للكرة بين لاعبى أرسنال، وأنهى المباراه بـ9 تصديات، ولوضع هذا الرقم فى سياقه الصحيح، فهو أعلى رقم تصديات جاء الى حارس هذا العام، مثل رقم كيبا حارس بورنموث امام ليفربول.

مانشستر سيتي

بصم رايا مرة أخرى على مستوى مميز فى مباراة أخرى، وهو ما يضعه حاليًّا ضوء مصاف افضل الحراس فى العالم، إن لم يكن الأفضل.

لم تعد مباراة حميمية

حتـى وقت قريب، كانـت المنافسة بين أرسنال ومانشستر سيتي فاترة الي حد ما. ربما بسـبب الصداقة بين بيب غوارديولا وميكيل أرتيتا، حيـث كان الاحترام متبادلًا للغاية بين الثنائي، لكن بمرور الوقت أصبحت المباراه تحمل أحداثًا مثيرة وعدوانية دَاخِلٌ الْمَلْعَبُ وخارجه.

بطاقة حمراء ومشاجرات بين كاي هافيرتز وهالاند وغابرييل، وغضب للمدربين، عندما سجل كالافيوري هـدف التعادل لأرسنال، اندفع غوارديولا الي مقعده وركل كرسيه. كان أرتيتا غاضبًا بنفس القدر عندما طُرد تروسارد.

السابق
فى ليلة نغّصتها اصابه تير شتيغن.. برشلونه يسحق مضيفه فياريال
التالي
“زعلان عليهم”.. توقع الخطيب يتحقق بخصوص تاركي “نعيم” الاهلي