لا يزال محبي فريق ريال مدريد الإسباني لا يعرفون مـن المسدد الاول لركلات الجـزاء فى فريقهم، رغم مرور أكثر مـن شهر على بداية العام الجديـد، وحصول النادي على أكثر مـن ركلة جـزاء، وذلك فى اثناء إستراتيجية “غير طبيعية” مـن تصميم المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي.
كان كريستيانو رونالدو هو المسدد الاول لركلات الجـزاء مـن دون منافس طوال 9 مواسم متتالية (مـن 2009 وحتى 2018) ثم خلفه فى ذلك قلب الهجوم الفرنسي كريم بنزيما اثناء المواسم الأربعة الموالية، قبل خروجه صوب الاتحاد السعودي.
حاليًا، ومع وجود كوكبة مـن النجوم أمثال الوافد الجديـد، الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور والإنجليزي جود بيلينغهام، أصبح القرار صعبًا لدى المدرب أنشيلوتي فى تحديد هوية المسدد الدائم لركلات الجـزاء، ما جعله يلجأ الي نظام المداورة، كيف ذلك؟
مـن المنفّذ الاول لركلات الجـزاء فى ريال مدريد الإسباني؟
حصل النادي الملكي على 4 ركلات جـزاء منذ بداية العام الجديـد، كانـت جميعها فى مسابقه الدورى الإسباني، والمثير للانتباه، غياب فكرة المسدد الثابت، فالحصيلة التهديفية كانـت متساوية بين مبابي وفينيسيوس بواقع هدفين لكل لاعـب، وبنظام المداورة.
يظهر مقطع الفيديو القادم مـن مباراة ريال مدريد الاخيره امام شتوتغارت فى دورى أبطال أوروبا، التفاهم الكبير بين نجوم النادي فى تسديد ركلات الجـزاء، حيـث صرح الحكـم عَنْ ركلة جـزاء قبل ان يلغيها لاحقًا بعد مراجعة اللقطة عبر شاشة “VAR”، وحصل مبابي على الكرة ثم حوّلها مباشرة الي فينيسيوس مـن اجل التسديد، لكن الأخير فضل منحها لبيلينغهام العائد مـن اصابه، مـن اجل تَسْجِيلٌ باكورة أهدافه فى العام الجديـد.
كَمَا هو معروف، فإن مبابي كان هو المسدد الاول والأوحد تقريبًا اثناء مدة لعبه لباريس سان جيرمان الفرنسي، بينما أرقامه التهديفية تتعزز دائمًا مـن اهداف ركلات الجـزاء، لكن وصوله الي ريال مدريد غيّر بعض المعطيات فى هذا الجانب، لانه وجد أمامه فينيسيوس الذى تحرر مـن قيود سابقة اثناء العام الماضي، اثناء نصّب نفسه المسدد الاول.
ووجد فينيسيوس مسابقه مـن بيلينغهام فى بعض المباريات، لكنه كان المسدد الاول عند مدربه أنشيلوتي، لكنه بات يقابل منافسًا محبًا للأهداف بشراهة، وهو مبابي، ليلجأ أنشيلوتي الي نظام المداورة، حتـى يخفف مـن حدة التهويل الاعلامي الذى صاحب أول ركلة جـزاء للفريق اثناء مباراة لاس بالماس بالجولة الثالثة مـن الليغا.
سدّد فينيسيوس ركلة جـزاء ريال مدريد الأولى هذا العام ونجح فى ترجمتها لهدف جنّب فريقه الخسارة، لكنه تلقى انتقادات لاذعة بسـبب عدم تركه مبابي يسدد مـن اجل تَسْجِيلٌ باكورة أهدافه بالقميص الأبيض فى مسابقه الدورى الإسباني، لكن الفرنسي كان هادئًا وكانه يمتلك اتفاقًا مسبقًا مع الجناح البرازيلي فى هذا الشأن.
فى مباراة الجولة الرابعة امام ريال بيتيس، صرح الحكـم عَنْ ركلة جـزاء، وتقدم مبابي بكل ثقة للتسديد، ونجح فى تَسْجِيلٌ هدفه الثانى فى تلك المواجهة، دون ان يقابل اى اعتراض مـن فينيسيوس، بل الأخير اسرع إليه للاحتفال معه بثنائيته، يعني أنه وإلى حد الجولة الرابعة، سدد كلٌّ مـن فينيسيوس ومبابي ركلة واحده.
وجاءت مباراة ريال سوسيداد لحساب الجولة الخامسه، لتكشف خطة أنشيلوتي فى تسديد ركلات الجـزاء، حيـث حصل النادي على ركلتين اثنتين، فتقدم فينيسيوس وسجل الأولى مفتتحًا التسجيل، قبل ان يترجم مبابي ركلة ثانية الي هـدفٍ ضاعف به النتيجة، وبعد تلك المباراه، اعلن أنشيلوتي: “إنهم يسددون ركلات الجـزاء بناءً على شعورهم، فى البداية كان فيني، ثم قرّروا ان كيليان سيسدد الركلة الثانية”.
غالبًا ما يكون تسيير فريق به عَدَّدَ مـن النجوم صعبًا على كل مدير فني فى العالم، خاصة ان الإشاعات تنتشر بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، آخرها ما قيل حول تحريض نيمار جونيور لمواطنيه رودريغو وفينيسيوس امام مبابي، لكن يبدو ان مدير فني ريال مدريد أنشيلوتي يدرك جيدًا كيفية تسيير غرفه ملابس بها نجوم المستديرة.
