اخبار الرياضة

مدير فني الوحدات يستخدم طريقة عموتة فى خسارة سباهان الإيراني

لم يكن أشد المتفائلين يترقب ان يتمكن الوحدات الأردني مـن خسارة مضيفه سباهان أصفهان متصدر الدورى الإيراني فى المواجهة التى جمعتهما الامس، ذلك ان النادي لم يكن فى الأصل مُقنِعًا مـن الناحية الفنية فى المسابقات المحليه وتحديدًا فى بطولتي الدورى ودرع الاتحاد.

بينما التوقعات تشير الي ان الوحدات قد يتعرض لخسارة قاسية تتبعها إقالة الجهـاز الفنى بقيادة رأفت علي، وفي حال استطاع مـن الخروج بالتعادل، فإنها ستكون نتيجه إيجابية رغم أنها تأتي فى العاصمة عمان والفريق بالتالي مُطالَب بالفوز فقط.

ولم يكترث “المارد الأخضر” لكل ما تردد رغم حالة الضغط النفسي التى عاشها قبل المباراه، حيـث آمن بقدراته، وأعدّ مدربه خطة محكمة تضمن له الخروج بنتيجة إيجابية على أقل تقدير.

وتصدر الوحدات بفوزه على سباهان 2-1، المجموعة الثالثة لدوري أبطال آسيا 2 برصيـد 3 نقاط، حيـث كان متأخرًا بالنتيجة قبل ان ينجح فى قلب الطاولة على الضيوف ويحسم النقاط الثلاثة.

ويسلط موقع “العمدة نيوز” الضوء على ما فعله الوحدات ومدربه رأفت علي لاجتياز هذا الاختبار الصعب والذي كان الفشل فيه سيهدد مصير الجهـاز الفنى.

 مدير فني الوحدات وأسلوب عموتة

أدرك المدرب رأفت علي ان “المارد الأخضر” يعاني دفاعيًا، بدليل ان المباريات الخمسة التى خاضها النادي فى بطولتي الدورى ودرع الاتحاد، كانـت شباكه تستقبل الأهداف.

ويبدو ان مدير فني الوحدات لم يجد فى المحترف ديارا الخيار المثالي رغم ان الأخير لعب أساسيًا معظم المباريات المحليه، فأجرى ترميمًا للمنظومة الدفاعية مـن اثناء الدفع بيوسف أبو الجزر كقلب دفاع وإلى جانبه دانيال عفانة وعرفات الحاج وفراس شلباية ومصطفى كزعر.

وما فعله رأفت يُذكّرنا تمامًا بما فعله المغربى الحسين عموتة عندما قاد النشامى فى كاس آسيا، حيـث كان المنتخـب يعاني قبل ذلك مـن ضعف دفاعي واضح بدليل الخسائر القاسية التى تقـدم لها فى المباريات “وديا” قبل البطولة.

ورغم الترميم الذى أحدثه رأفت للمنظومة الدفاعية فلم ينجح علاج الخلل بشكل كامل، لتظهر اثناء المباراه بعض الثغرات بدليل ان اللاعب الإيراني كان يسدد مـن خارج منطقه الجـزاء وداخلها دون مضايقة.

عموتة يومها حصّن منظومته بـخمسة مدافعين، واكتفى بالتحولات الهجومية عند استلام الكرة، وهو ما فعله رأفت علي امام سباهان، وخاصة فى الشوط الاول.

وكان عموتة فى المواجهات الكبيرة يُسلم الكرة للفريق المنافس اختزالاً للمجهود البدني وحتى يتقدم الي الأمام ويخلف المساحات المطلوبة فى مناطقه الدفاعية بحيث يمكن استثمارها فى الهجمات المرتدة السريعة، وذلك ما فعله رأفت علي امام سباهان حيـث استحوذ الأخير على الكرة لمعظم الدقائق فى الشوط الاول.

ووجد رأفت علي بمهند سمرين النجـم القادر على صناعة الألعاب، وظهر وكأنه موسى التعمري وتارة محمود مرضي مع منتخـب النشامى بتهيئة كرات نموذجية مقرونة بالدهاء تقطع وتكشف دفاع المنافس، وذلك تجسد بهدف التعادل الذى سجله المالي سيزر فى الشوط الاول عندما انسل مـن خلف المدافعين وواجه المرمى وسدد بإتقان دَاخِلٌ الشباك.

ولم تختلف حكاية الهدف الثانى عَنْ الاول، فعاد سمرين نفسه ومرر كرة مـن فوق المدافعين وجدت البديل ابراهيم صبرة ينسل مـن بينهم وكأنه يتقمص دور يزن النعيمات مع منتخـب النشامى، فانفرد بالمرمى وأحرز هـدف الفـوز الغالي.

الوحدات جيد وسباهان سيئ والفاخوري ينقذ رأفت علي

وما ساعد رأفت علي فى تحقيق الفـوز ليس خطته وأسلوب لعبه فحسب، بل فريق سباهان نفسه لم يكن فى يومه، حيـث عانى مـن بطء فى عملية بناء هجماته، وبالوقت ذاته ظهرت ثغرات دفاعية كبيرة، ولو ان مدير فني الوحدات اجتهد أكثر فى إجراء التبديلات لربما خرج بفوز تاريخي كثير.

وقدم النادي أداء جيدًا فى المباراه ولم يكن مميزًا، ولو كان يعرف مسبقًا ان منافسه سيظهر بهذا الشكل لربما اختلفت الطريقة والخيارات، وفي النهايه حَقَّق صاحب الأرض المطلوب منه وخطف ثلاث نقاط ثمينة ستعزز مـن ثقته أكثر.

ويدين المارد الأخضر ومدربه رأفت علي بالفضل كثيرًا لحارس مرماه عبد الله الفاخوري، الذى أنقذ مرماه فى الوقت بدل الضائع مـن فرصة هـدف محقق عندما سدد الإيراني وهو على بُعد متر مـن مرماه؛ لكنه أنقض على الكرة وأمسكها بطريقة وكأنها مـن وحي الخيال، فكان النادي محظوظًا بهذه الكرة وقد تحقق ما تمناه المدرب فى المؤتمر الصحفى قبل المباراه عندما اعلن “أتمنى ان يقف الحظ معنا”.

مدير فني مجتهد وفوز “توقيت” مهم

وفي كل الأحوال، لا يمكن بأي حال مـن الأحوال توجيه اى انتقاد الي مدير فني المارد الأخضر رأفت علي، فهو اجتهد ونال، حيـث تعامل مع المباراه بخطة مدروسة وتحفظ دفاعيًا، وخاصة فى الشوط الاول، وكان هدفه المحافظة على نظافة الشباك واستثمار ما يمكن مـن هجمات، عمليات بحثًا عَنْ هـدف يخطف به نقاط المباراه.

وقد كان سيُعاتَب رأفت علي كثيرًا لو استطاع سباهان مـن تَسْجِيلٌ هـدف التعادل فى الدقائق الاخيره، وفي وقت ضيع فيه المهاجم الشاب ابراهيم صبرة فرصتين محققتين، كون هذه الدقائق كانـت بحاجة الي لاعـب خبرة بحجم بهاء فيصل الذى لم يشارك فى المباراه وترك الجماهير تتساءل عَنْ سر الإبقاء على لاعـب بهذه القيمة على دكة البدلاء.

ضغوط كبيرة على الوحدات قبل مواجهه سباهان الايراني

وكان الوحدات فى الامسّ الحاجة الي هذا الفـوز، فهو منح الثقة للفريق الذى بدا مهزوزًا فى لقاءات مضت على الصعيد المحلي، فضلًا أنه رفـع الحالة المعنوية للاعبين قبل المواجهة المرتقبة التى تنتظرهم السبت القادم امام الفيصلي فى الجولة الخامسه مـن بطوله الدورى الأردني للمحترفين.

السابق
مصير الرجاء بيد 5 لاعبين لتفادي “كارثة” هذا العام
التالي
جـدول مباريات مانشستر سيتي فى دورى أبطال أوروبا 2024-25 والترتيب