اخبار الرياضة

غلطة الشاطر فلورنتينو بيريز وهوس البرنابيو الجديـد

تنظر شريحة كبيرة مـن جماهير ريال مدريد وعشاق كرة القدم عمومًا الي فلورنتينو بيريز بوصفه أحد افضل رؤساء الانديه عبر التَّارِيخُ بسـبب الإرث الكبير الذى بناه فى النادي الملكي ودوره فى إعادته الي الواجهة وتعزيز مكانته منذ بداية القرن الجديـد.

لكن هذا الثوب الأبيض للقرش بيريز لم يكن ناصعًا تمامًا؛ إذ ارتكب بعض الأخطاء الفادحة فى مسيرته والتي كانـت مثل البقع السوداء فى هذا الثوب، وبعضها يصدق عليها المثل المعروف “غلطة الشاطر بألف”، وهو ما تتذكره الجماهير اليـوم مع عودة الكرة للدوران فى بطوله دورى أبطال أوروبا بنظامها الجديـد.

واستطاع فلورنتينو إصلاح بعض الأخطاء دون ان يدفع ثمنًا باهظًا لها، لكن بعضها الآخر كلفه المزيد، على غرار أخطائه فى فترته الأولى والتي أجبرته على الخروج مـن الباب الضيق بالاستقالة قبل ان يعود مـن أوسع الأبواب فى ولايته الثانية التى كانـت النكسة الأبرز لبيريز فيها المخالفة الذى ارتكبه فى طريقة الإعلان عَنْ مشروع السوبر ليغ.

فلورنتينو بيريز وريال مدريد.. نجاحات استثنائية وأخطاء فادحة

حَقَّق ريال مدريد 7 بطولات فى دورى أبطال أوروبا مع فلورنتينو بيريز الذى استهوته فكرة ان يكون “البرنابيو الجديـد”، بعد الرئيس التاريخي للنادي فى حقبته القديمة سانتياغو برنابيو الذى فاز معه النادي بـ 6 بطولات فى دورى الأبطال، وكان وراء فكرة بناء ستاد النادي الذى كان اسمه “تشامارتن”، قبل تغيير اسم الْمَلْعَبُ تكريمًا للرئيس الأسطوري.

هوس “البرنابيو الجديـد” دفع بيريز لجلب كريستيانو رونالدو ليكون “دي ستيفانو الجديـد”، وتدعيم النادي بمجموعة مـن النجوم الكبار الذين كان آخرهم كيليان مبابي.

بعد تجاوز الرقم القياسي السابق لسانتياغو فى عَدَّدَ مرات الفـوز بدوري الأبطال، وتجديد الْمَلْعَبُ وإعادة بنائه، لم يكن ينقص الرئيس الحالي للنادي الملكي سوى بطوله جديدة ترتبط باسمه بعدما كان سانتياغو هو مـن أطلق فكرة إقامة بطوله تجمع أبطال الدوريات الأوروبية؛ ولمحاكاة الفكرة أطلق بيريز مشروع “السوبر ليغ”.

لكن الشاطر فلورنتينو بيريز ارتكب غلطة العمر بسـبب الطريقة التى صرح بها عَنْ الفكرة، لينقلب السحر على الساحر ويسقط سريعًا بالضربة القاضية امام “يويفا” ورئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفرين.

أطلق بيريز الفكرة مباشرة دون التمهيد لها ببث تسريبات غير مباشرة الي وسائل الإعلام لجس نبض الجمهور والتعديل على نظام البطولة وفقًا لردود فعل الشارع الكروي الأوروبي ورغباته ومتطلباته.

أفرط بيريز فى الثقة بالنجاح دون ان يتأكد مـن عدم وجود ثغرات فى نظام المشروع وقوانينه، ودون ان يأخذ ضمانات كافية مـن حلفائه ليبقوا فى صفه ولا يتخلوا عنه سريعًا كَمَا حدث، ليجد نفسه وحيدًا تقريبًا.

يويفا وفيفا التقطا الفكرة سريعًا وبيريز لم يحصل على براءة اختراع!

ما حدث بعد ذلك، هو ان يويفا وفيفا التقطا فكرة “العجوز” فلورنتينو وأدخلاها سريعًا حيز التنفيذ دون ان يمنحا رئيس البيت الأبيض حتـى براءة اختراع؛ إذ سرعان ما صرح يويفا عَنْ النظام الجديـد لدوري الأبطال، وأطلق فيفا النسخه الموسعة مـن مونديال الانديه أو ما يمكن تسميته (سوبر مونديال الانديه).

وانتقلت الفكرة فى وقت قياسي الي القارات الاخرى مـن اثناء بطوله الدورى الأفريقي التى حملت فى البداية (دورى السوبر الأفريقي) ثم تحدث الاسم قبل بداية النسخه الأولى بفرمان مـن فيفا؛ حتـى لا يبدو الامر وكأنه تقليد حرفي لفكرة فلورنتينو بيريز.

التعويذة الرسمية لبطولة يورو 2024

ولم تكن القارة الصفراء بعيدة عَنْ كل ما يحدث؛ إذ اطلقت بطوله السوبر الخاصة بها والتي حملت اسم دورى أبطال آسيا للنخبة، لتلتحق بالركب بعد حمى بطولات السوبر التى اجتاحت عالم كرة القدم، لينجح رئيس النادي الملكي على الرغم مـن كل شيء فى تغيير وجه كرة القدم وإن لم يحدث ذلك بالطريقة التى أرادها تمامًا، كَمَا أنه استطاع ان يحافظ هيبة فريقه التى لم تسقط أو تتضرر كيفما حدث لأندية أخرى، وهي أشياء ربما تمنح فلورنتينو بيريز بعض العزاء.

السابق
العمدة نيوز يزف خبرا سارا لجماهير الكرة الأردنية حول يزن النعيمات
التالي
الكرة تعود للدوران فى أبطال أوروبا بنظام جديد وصدامات مبكرة