اخبار الرياضة

هل يمكن للأندية القطرية استبدال محترفيها بسـبب الإصابات؟

تشهد الانديه القطرية حالة مـن الإرباك بعد جملة مـن الإصابات التى لحقت بعدد كثير مـن محترفيها فى الأسابيع الأولى مـن العام الحالي، خصوصًا تلك التى تستعد لمشاركات خارجية بين قارية وخليجية، عمليات بحثًا عَنْ حلول سريعة تسبق استهلال تلك المنافسات، وسـط قلة حيلة واضحة، فى اثناء قيود تعاقدية يفرضها الاتحاد القطري لكرة القدم. 

وبلغت المشكلة ذروتها مع الجولة الرابعة مـن دورى نجوم أريدُ، والتي تسبق بداية مشاركة أندية السد والريان والغرافة فى النسخه الأولى مـن دورى أبطال آسيا للنخبة، وكذلك الامر بالنسبة للعربي الذى يتأهب للمشاركة فى بطوله الانديه الخليجية. 

ومن الانديه القطرية التى جعلت هذه المشكلة تطفو على السطح، الغرافة الذى فقد جهود لاعبه الإسباني رودريغو مورينو للإصابة فى مباراة الشمال، حيـث خرج المهاجم الذى لعب مباراته الأولى على عكازين، والأمر نفسه ينطبق على الريان، الذى خسر على ما يبدو خدمات نجمه البرازيلي تياغو مينديش الذى أصيب امام الشحانية وخرج يذرف الدموع مـن صعوبة الإصابة.

مـن جانب آخر، أصيب الأردني يزن النعيمات مهاجـم النادي العربي بكسر فى أحد أضلاعه اثناء مواجهه منتخـب “النشامى” امام فلسطين فى تصفيات المونديال، قبل ان ينضم لتدريبات “الأحلام”، لتكتشف إصابته وتتحدد مدة غيابه وفق إعلان رَسْمِيٌّ مـن النادي لمدة تتراوح ما بين 6 أسابيع بحد اقل و8 أسابيع بحد أقصى، بينما كان فريق الخور الذى لا يملك استحقاقًا خارجيًا، قد فقد خدمات مهاجمه العراقي أيمن حسين الذى تقـدم لإصابة مع منتخـب بلاده فى تصفيات مونديال 2026. 

حالة مـن الترقب تسود الانديه القطرية والشارع الكروي المحلي، حول الدور الذى يمكن ان يقوم به الاتحاد القطري لكرة القدم مـن اجل المساعدة على إيجاد الحلول، عبر إمكانية استبدال المحترف المصاب، خصوصًا فى اثناء وجوب توفير الدعـم لبعض الانديه التى تشارك فى المسابقات القارية. 

الانديه القطرية.. مرونة تعاقدية وصفقات إضافية  

صحيح ان المسألة لم تصل حد المناشدة العلنية جاء الى الانديه للاتحاد لكي يتدخل، بيد ان الحراك قائم فى المكاتب حاليًا جاء الى عديد الإدارات لطرح حلول سريعة تتمثل بمرونة فى تغيير بعض الصيغ التعاقدية التى سمح بها الاتحاد لبعض الانديه على مستوى عَدَّدَ المحترفين المسموح بقيدهم فى الكشوفات. 

ومن المعروف ان الاتحاد وفر مساحة مـن اجل الانديه القطرية التى تشارك خارجيًا لتسجيل ثلاثة لاعبين محترفين إضافة للمحترفين السبعة المسموح بقيدهم محليًا وفق نظام (5+2 تحت سن 21 عَامًٌا) وذلك مـن اجل تقليص الهوة مع بعض الانديه الاخرى التى تشارك خارجيًا خصوصًا على مستوى دورى أبطال آسيا للنخبة أو دورى أبطال آسيا 2، بيد ان تلك الأنتقالات الإضافية ستكون مشروطة بمشاركة اللاعبـين قاريًا فقط، دون اللعب على المستوى المحلي. 

كَمَا يشترط ان تتم المداورة بين المحترفين فى الالقاب المحليه، بمعنى ان اللاعب المسجل للمشاركة القارية لن يظهر على المستوى المحلي (الدورى وكأس الأمير وكأس قطر) بأي شكل مـن الأشكال، الامر الذى دفع أندية (السد والريان والغرافة والعربي والوكرة) الي إبرام صفقات إضافية كثيرة لتعزيز قوتها خارجيًا. 

الاستبدال ومخاوف تجديد مدة القيد! 

يدرك الاتحاد ان مسألة السماح باستبدال اللاعبـين المصابين والمقيدين محليًا بآخرين، ستكون فى غاية السهولة بالنسبة للأندية التى تملك صفقات إضافية، مـن اثناء ضـم أحد اللاعبـين المحترفين القادمين مـن اجل المشاركة القارية، على غرار الغرافة الذى يمكنه قيد ياسين إبراهيمي كلاعب محلي بديلًا لرودريغو مورينو، أو الريان الذى يمكنه قيد الظهير الهولندي جوشوا برينت أو المغربى أشرف بن شرقي بدلًا مـن مينديش.

الجزائري ياسين براهيمي مهاجـم الغرافة القطري

بينما يمكن للعربي إعادة قيد السوري عمر السومة محليًا بدلًا مـن الأردني يزن النعيمات، وهي الحلول السريعة لتلك الانديه، فى وقت ستحتاج فيه الانديه التى تشارك خارجيًا لبدء البحث عَنْ البديل، وتحمّل أعباء اللاعب المقيّد أصلًا دون الحاجة الي خدماته عند عودته لعدم وجود استحقاق آخر يمكنه الظهور فيه. 

ويعي الاتحاد أيضًا انّ الموافقة على مبدأ استبدال اللاعبـين المصابين حاليًا، سيجبره مستقبلًا على إبقاء الباب مفتوحًا امام كل الانديه القطرية التى قد يتعرّض لاعبوها للإصابة فى مستقبل المنافسة مـن باب المساواة، ناهيك عَنْ معضلة أخرى تتمثل بمصير اللاعبـين المصابين بعد الشفاء مـن الإصابة، فهل سيسمح للأندية بإعادة قيدهم محليًا مجددًا بعد استبدالهم وهو ما يعني اللجوء الي مدة قيد استثنائية فى غير موعدها!!

الخلاصة ان الانديه القطرية تبحث حاليًا عَنْ حل، فى وقت سيتعين على الاتحاد إيجاد الصيغة دون التأثير على عدالة المنافسة بشكل عَامٌ، الي جانب الحفاظ على الحقوق المالية للاعبين المصابين، على اعتبار ان الاستبدال فى هذا التوقيت المبكر يعدّ إرهاقًا لميزانيات الانديه التى تحدد أسقف الصرف على الأنتقالات، ما يشير الي ان موضوع استبدال المصابين لن يكون بتلك السهولة، وسيخضع إن تمّ لشروط وضوابط.

السابق
منتخـب الأردن فى ورطة.. المصائب لا تأتي فرادى لجمال سلامي
التالي
طريقة احتفال فينيسيوس جونيور.. هل هى سبب العنصرية ضده؟