اخبار الرياضة

مصر بحلة جديدة.. وهؤلاء تحسنوا.. والزمن الذى ولّى!

سحق منتخـب مصر نَظِيرِه البوتسواني برباعية نظيفة فى المباراه التى جرت بين الفريقين بالعاصمة البوتسوانية جابوروني ضوء مباريات الجولة الثانية مـن تصفيات كاس امم أفريقيا 2025 المقامة بالمغرب.

وتمكن الفراعنه بذلك مـن اعتلاء قمة المجموعة الثالثة منفردين بعدما رفعوا رصيدهم الي ست نقاط تاركين بوتسوانا فى ذيل الترتيب بعدما تلقوا هزيمتهم الثانية.

شكل وتنظيم واضح للفراعنة

يعد هذا التوقف الدولى للمنتخب المصرى هو الأفضل له منذ تولي حساـم حسن للقيادة الفنية بعد كاس امم أفريقيا، ففي التوقفين السابقين كانـت العشوائية سائدة، والأفكار غير مكتملة، بينما بدت مصر بشكل افضل كثيرًا هذا الاسبوع.

رغم بعض الغيابات فى الصفوف كَمَا حدث مع مصطفى محمد وعمر مرموش ومن قبلهما إمام عاشور، إلا ان منتخـب مصر ظهر بشكل منظم يبدو واضحًا منذ بداية الهجمات بقالب واضح بخروج الظهيرين للأمام مع تراجع مروان عطية ليصبح اللاعب الثالث فى الدفـاع لتحرير حامل الكرة مـن اى ضغط للمنافس.

اليـوم لم يحدث نفس تحرك صلاح للخلف ليمارس دور صانع الألعاب المتأخر، لكن تم تنفيذ الفكرة بلاعبين آخرين بينما كان صلاح يسعي استغلال تمركزه فى العمق بشكل أكبر بوجود أسامة فيصل ليتحرك فى المساحات التى يُخليها له المهاجم الشاب الذى حظى بفرصة جيدة للانخراط فى المنتخـب الاول بعد اعوام مع المنتخـب الأولمبي.

تريزيغيه وربيعة

بالنظر للغيابات فإن أدوار زيزو وتريزيغيه تغيرت فى الْمَلْعَبُ لكنهما نجحا فى تنفيذها بشكل مميز خاصة مـن جانب الأخير الذى واصل تعزيز دور الجناح الهداف فى المنتخـب بعدما استغل الفكرة المذكورة آنفًا بالكرات الطولية والقطرية فى ظهر الدفـاع، ومن حسن حظ صلاح ان تريزيغيه قام بالتسجيل فى لقطة الهدف الاول التى آثر فيها الملك المصرى التسديد بنفسه بدلًا مـن التمرير كَمَا كرر الامر فى لقطة أخرى فى نهايات الشوط الاول.

واحد ممن نفذوا تلك الفكرة بشكل جيد كان رامي ربيعة الذى يظهر واضحًا تحسنه على مستوى اللعب بالكرة فى الشهور الاخيره الماضية مع الاهلي والمنتخب، فقد كان هذا الامر حيويًا جدًا للأهلي الذى كان مدافعه السابق محمد عبد المنعم يتعرض لضغط اثناء التأهل بالكرة لمعرفة المنافسين بعدم قدرة رامي ربيعة على التمرير بشكل جيد، لكن الواضح ان ربيعة قد تحسن كثيرًا فى هذا الامر ولو أنه لم يتصور كثيرون أنه قد يصل الي هذه الدرجة مـن الدقة بتمريرته الممتازة الي تريزيغيه، ليساهم مدافـع الاهلي فى التسجيل فى المباراتين بتهديفه امام الرأس الأخضر وصناعته امام بوتسوانا، كَمَا لا ننسى أنه سجل فى مرمى كرواتيا ايضا.

لكن ربما ما يجدر برامي ربيعة التحسن فيه هو دوره الدفاعي، فاليوم كان يفترض مساعدته بشكل افضل لخالد صبحي الذى لعب مباراته الدولية الأولى، لكن منتخـب الفراعنه تم ضربه بشكل مكرر فى عمق دفاعه بالتمريرات البينية خلفه وهو عيب معروف عَنْ ربيعة بشكل عَامٌ.

ما يجب لمنتخب مصر التحسن فيه

وبالحديث عَنْ عيوب المنتخـب فإنه بجانب ثغرة البينيات فى العمق، فإن حساـم حسن رسم سيناريو لإغلاق الأطراف وقت المرتدات بوضع مروان عطية بشكل دائم خلف المكان الذى يصعد فيه الظهير.

لكن ما لا يبدو مطمئنًا هو التأمين على الطرف وقت تراجع المنتخـب للخلف، خاصة فى مركز محمد هاني الذى كان لاعبو بوتسوانا قادرين على اختراق جبهته فى أكثر مـن مرة، وما هو مطلوب هو تحسن هاني أو تبديله وكذلك معرفة مـن المطلوب منه التغطية فى هذا المكان بالنظر للتبديل المستمر بين اللاعبـين فى هذا الصدد ما يخلق حالة مـن الاتكال أحيانًا.

وسواء هذا الطرف أو الطرف الأيسر، فإن الناخب الوطني المصرى عليه تحسين هذا الامر، فبإمكانك ان تتذكر عدة لقطات أخرى فى الشوط الثانى مـن مباراة الرأس الأخضر كان فيها الننى يقوم بالتمركز كقلب دفاع بينما يغطّي مروان عطية لمحاولة إيقاف العرضية على الأطراف فإذا بالكرة تُلعب على حدود منطقه الجـزاء أو عند نقطه الجـزاء دون اى رقابة وهو ما تكرر اليـوم مع تنفيذ مختلف نوعًا ما للعرضيات.

مثل هذه الامور التى ينبغي التحسن فيها على المستوى الدفاعي هو أمر ليس بالرفاهية، فالمنافسون الأقوى لن يظهروا بنفس الرعونة التى ظهر بها الرأس الأخضر وبوتسوانا وبإمكانهم معاقبتك على الهفوات التى تكاثرت فى الشوط الثانى مـن كل مباراة منهما.

بـدلاء مؤثرون

للمرة الثانية يكون للبدلاء دور مؤثر وجيد، فمرة أخرى كان مصطفى فتحي وإبراهيم عادل يظهران فى المساهمات التهديفية لكن كان الدور على فتحي هذه المرة.

صلاح

اما مـن فى حكـم البديل لكنه لعب أساسيًا اليـوم فقد كان أداؤه متوسطًا وهما أسامة فيصل وخالد صبحي. فيصل لعب بأدوار يشوبها المزيد مـن الالتزامات التكتيكية لكن ربما كان عليه ان يقدم ما هو أكثر ولو ان كثيرًا مـن الكرات لم تكن تصله فى اثناء تناقل زيزو وصلاح وتريزيغيه الكرة بينهما أكثر بحكم التفاهم والاعتياد.

اما خالد صبحي فكانت فرصة للتوقف على مستواه ومعرفة ما يمكن ان يقدمه مدافـع أعسر لا نراه كثيرًا فى الملاعب المصرية، بينما مشاركته مقبولة بالنظر لكونها الأولى.

ولّى زمن التبريرات الأفريقية

ما هو إيجابي هو استمرار المنتخـب المصرى فى اللعب عمليات بحثًا عَنْ النقاط الثلاثة خارج الأرض. وقبل ان تتحدث عَنْ تواضع المنافس، والتواضع المرعب لحارسه، فإن المشجع المصرى يتذكر جيدًا عديد المباريات امام منافسين متواضعين لم يكن يشغل فيها النادي سوى تفادي الخسارة.

هذا الامر لم يعد موجودًا مع تحسن جودة أرضيات الملاعب وكذلك تحول أغلب التصفيات الي نظام المجموعات، لكن مـن حسن الحظ ان مصر لم يفتها تغيير هذه الثقافة التى لم يحد عنها حساـم حسن فظهر فريقه باحثًا عَنْ الفـوز منذ البداية وبشكل جيد وبتمريرات متواصلة وبتقارب المسافات فكان له ما أراد وحقق انتصارًا سعى الكل الي ان يكون مريحًا وقد كان.

السابق
“التيكي تاكا” تقود منتخـب الجزائر الانتصار على ليبيريا
التالي
بايرن ميونخ يتخلى عَنْ موهبته الليبية لفريق فى سويسرا