يمتلك منتخـب فرنسا “جيلًا تاريخيًّا” يبدو مؤهلًا للتتويج بكل الالقاب والبطولات الممكنة، لكن الواقع يقول إن النادي لا يستطيع تقديم افضل مستوياته، فى اثناء استمرار حقبة ديدييه ديشامب على رأس الجهـاز الفنى لـ”الديوك”.
وتولى ديشامب تـدريــب المنتخـب الفرنسي فى يوليو/ تموز 2012، اى منذ أكثر مـن 12 عَامًٌا. وخلال تلك الفتره الطويلة، استطاع المدير الفنى السابق ليوفنتوس وأولمبيك مارسيليا مـن قيادة فريقه القومي للتتويج بلقبَي كاس العالم 2018 ودوري الأمم الأوروبية 2020-21، مع احتلال المركـز الثانى فى بطوله كاس امم أوروبا 2016.
ويمتد تعاقد ديشامب مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتـى نهاية كاس العالم القادمة 2026، ومن الواضح للكل ان الرجل صاحب الـ55 عَامًٌا يحظى بثقة المسؤولين عَنْ كرة القدم الفرنسية، بصورة مُطلقة.
لكن المشكلة ان هذه الثقة لا تتوافق أبدًا مع رأي الشارع الكروي فى فرنسا، خاصةً مع تراجع نتائـج النادي بصورة لافتة، وهو ما ظهر فى نهائيات كاس امم أوروبا الاخيره “يورو 2024″، وتأكد فى الخسارة (1-3) امام إيطاليا، الامس الجمعة، ضوء بطولات دورى الأمم.
جيل تاريخي
كَمَا أوضحنا سلفًا، يُعد الجيل الحالي لمنتخب فرنسا “تاريخيًّا” بكل المقاييس، لدرجة ان هناك مـن يقول إن النادي الفرنسي الحالي هو الأفضل فى تاريخ البلاد بشكل عَامٌ، مـن حيـث جودة الأفراد بمختلف مراكز الْمَلْعَبُ.
وبالنظر الي تشكيله فرنسا الحالية، نجد حارس مرمى عالميًا مثل مايك ماينان، ومدافعين ينشطون بأقوى الانديه الأوروبية على غرار تيو هيرنانديز وويليام ساليبا وفيرلاند ميندي، بينما تبرز أسماء لا خلاف على جودتها أبدًا بخط الوسـط، على شاكلة نغولو كانتي وإدواردو كامافينغا وأوريلين تشواميني ويوسف فوفانا.
اما فى خط الهجوم، فحدث ولا حرج؛ حيـث تضم قائمة منتخـب فرنسا لاعبين بحجم كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي وبرادلي باركولا وأنطوان غريزمان ومايكل أوليس وماركوس تورام وراندال كولو مواني، ضوء آخرين.
لكن الأزمة تبقى فى عدم قدرة ديشامب على إيجاد التوليفة المُثلى لهذا النادي، خاصةً مـن الناحية الهجومية، وأكبر دليل على ذلك، كان إخفاق “الديوك” فى تَسْجِيلٌ أكثر مـن هـدف واحد عبر “لعب مفتوح” بيورو 2024.
الحاجة الي التغيير
اثبت نهائيات كاس امم أوروبا “يورو 2024” -حيـث أُقصيت فرنسا مـن نصف النهائى- حاجة منتخبـات كبيرة الي التغيير الفنى. وبالفعل، استقال غاريث ساوثغيت مـن تـدريــب منتخـب إنجلترا، بينما بدأت إيطاليا “حقبة فنية مختلفة”، رغم استمرار المدرب لوتشيانو سباليتي.
اما بينما يخص منتخـب فرنسا، فبقي الوضع على ما هو عليه، أملًا فى عدم هز حالة الاستقرار الفنى التى ميزت النادي اثناء الأعوام الـ12 الماضية.
لكن مباراة إيطاليا الاخيره جاءت لتثبت مجددًا ان منتخـب فرنسا بات فى حاجة ماسة الي رياح التغيير الفنى، فى حال أرادت البلاد الاستفادة مما لديها مـن جيل تاريخي، تحلم به اى دَوْلَةٌ أخرى.
ماذا ينتظر منتخـب فرنسا فى الفتره القادمة؟
اثناء المرحله القادمة، سيواصل منتخـب فرنسا مشواره فى دورى الأمم الأوروبية؛ حيـث يحاول النادي للتتويج بلقبه التاريخي الثانى فى البطولة القارية.
وقد يستفيد فريق ديشامب مـن تغيير نظام البطولة للتأهل الي الأدوار الإقصائية؛ حيـث بات مُقررًا ان يتأهل صاحبا المركزين الاول والثاني بترتيب كل مجموعه الي ربع النهائى، بدلًا مـن النظام القديم، الذى كان ينص على صعود بطل كل مجموعه فقط الي المربع الذهبي.
بالإضافة الي ذلك، سيدخل النادي الفرنسي تصفيات أوروبا المؤهلة الي نهائيات كاس العالم 2026. ومن المُفترض ان يكون “بواسطة التأهل” سهلًا، لكن الهدف الرئيس يبقى التتويج بالذهب المونديالي بعد عامين مـن الان.