كشفت مصادر خاصة لموقع العمدة نيوز اليـوم الثلاثاء، عَنْ تفاصيل الصدام بين الاتحاد الجزائري لكرة القدم مع ناديي فولفسبورغ الألماني ونيس الفرنسي، بخصوص اللاعبـين محمد الأمين عمورة الذى أثار جدلًا واسعًا اثناء الساعات القليلة الماضية فى منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الألمانية بتحريك مـن فريق “الذئاب”، وكذلك اللاعب هشام بوداوي الذى حاول النادي الفرنسي ثنيه عَنْ حضور معسكر “الخضر”.
واستدعي عمورة (24 عَامًٌا) لمعسكر منتخـب الجزائر استعدادًا لمواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا فى تصفيات كاس امم أفريقيا 2025، رغم انّه عانى مـن اصابه فى الركبة منذ بداية شهر أغسطس/ آب الماضي، أبعدته عَنْ تدريبـات ومباريات فريق فولفسبورغ مع بداية العام الحالي.
وروّجت صحيفة “كيكر” الألمانية اثناء الساعات الماضية عبر “تقرير تحت الطلب”، لفكرة غضب مَسْؤُولِي فريق فولفسبورغ مـن الاتحاد الجزائري لكرة القدم والمدرب فلاديمير بيتكوفيتش، بسـبب الإصرار على توجيه الدعوة الي عمورة (المصاب)، وعنونت تقريرها المثير للجدل، قائلة: “معركة فولفسبورغ الخاسرة مـن اجل عمورة”.
وحمل تقرير “كيكر” وجهة نظر مَسْؤُولِي فولفسبورغ والكثير مـن المغالطات، حيـث اعلنت: “محمد عمورة لم يلعـب بعد اى مباراة رسمية مع فولفسبورغ، لكنه أجبر على المشاركة فى معسكر المنتخـب الجزائري، وهذا يسبب عدم الرضا لمسؤولي النادي”، وأضافت: “أثارت صور اللاعب فى المعسكر مشاعر مختلفة فى فولفسبورغ”.
وتابعت: “تظهر الصور الوافد الجديـد محمد عمورة اثناء التدريبـات فى صراع فردي مع حارس المرمى، كَمَا تظهر شريطًا طبيًا مثبتًا على ركبته اليسرى، التى أصيب فيها بداية شهر أغسطس”، وأوضحت: “الخبر السار هو ان اللاعب البالغ مـن العمر 24 عَامًٌا يبدو فى تحسن مستمر، لكن الخبر السيئ هو ان فولفسبورغ ليست لديه حاليًا اى سلطة ولا سيطرة على ما يفعله عمورة. كان النادي يُفضل فى الواقع بقاءه فى ألمانيا لمواصلة برنامجه العلاجي”.
وأشارت الصحيفه الألمانية الي محاولة منع فولفسبورغ اللاعب مـن الانضمام لمعسكر الجزائر، وكتبت: “لم تنجح المكالمات الهاتفية والطلبات الكتابية التى وجهها فولفسبورغ للاتحاد الجزائري لثنيه عَنْ توجيه الدعوة للمهاجم المصاب منذ مدة طويلة. وهكذا يبقى الأمل الوحيد فى ألا يتعرض لانتكاسة اثناء مدة وجوده مع منتخـب الجزائر”.
العمدة نيوز يكشف تفاصيل الصراع بين الاتحاد الجزائري وفولفسبورغ
اعلن المصدر الخاص الذى وضح الي العمدة نيوز ان خبايا الأزمة والصدام بين الاتحاد الجزائري وفولفسبورغ تمتد الي أزيد مـن 20 يـومًا، وعلى وجه التحديد منذ توجيهه لدعوة رسمية لعمورة ضوء القائمة الموسعة للمنتخب، رد عليها النادي الألماني بخطاب طالب فيه إعفاء النجـم الجزائري مـن المشاركة فى معسكر “محاربي الصحراء” بحجة معاناته مـن الإصابة.
وأضاف المصدر ان الاتحاد الجزائري لم تعجبه مـن البداية طريقة تعامل فريق فولفسبورغ الألماني مع اصابه عمورة، حيـث تم فرض التعتيم الاعلامي عليها لفترة طويلة، بدليل ان النادي اكتفى ببيان مقتضب لإعلان إصابته ولم يحدد المدة التى سيغيب فيها عَنْ التدريبـات والمنافسة، ولم يتحدث فولفسبورغ عَنْ الإصابة إلاّ اثناء المؤتمرات الصحفية لمدربه، بعد ان يتم توجيه السؤال له بهذا الشأن.
وكشفت مصادر العمدة نيوز ان الاتحاد الجزائري والجهاز الطبي لمنتخب الجزائر كان فى تواصل مستمر مع عمورة بخصوص إصابته، وتوفر على مستجدات تبرز التعافي التدريجي لنجم فريق وفاق سطيف السابق، لكن دون اى تسريب لتلك الأخبار مـن فريق فولفسبورغ، الذى رفض حتـى الإعلان عَنْ عودة اللاعب للتدرب على انفراد قبل دمجه مع المجموعة.
وأوضح مصدرنا ان مَسْؤُولِي الاتحاد الجزائري لكرة القدم تفطنوا لمناورات مَسْؤُولِي فريق فولفسبورغ، الذين حاولوا فرض منطقهم وتجاوز صلاحياتهم اثناء مدة التوقف الدولى، التى تعطي لوائحها الحق الكامل للاتحادات والمنتخبات الوطنيه فى التصرف مع لاعبيها الدوليين، وتمنع على الانديه الضغط على اللاعبـين أو محاولة تعطيل انضمامهم الي معسكرات منتخبـات بلدانهم.
الاتحاد الجزائري استغل القوانين فى قضيّتي عمورة وبوداوي
وتابع المصدر نفسه سرد تفاصيل أزمة عمورة، مؤاكدًا ان الاتحاد الجزائري لكرة القدم استغل لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم بخصوص نافذة التوقف الدولى وتحول السلطة إليه بخصوص المحترفين، حيـث أصّر على حضور اللاعب فى المعسكر حتـى يخضع للفحوص الطبية اللازمة.
وكشف مصدر العمدة نيوز ان الجهـاز الطبي لمنتخب الجزائر تأكد مـن جاهزية عمورة وتعافيه مـن الإصابة، على عكس ما كان يروّج له مسؤولو فولفسبورغ، وذهب ذات المصدر الي أبعد مـن ذلك عندما أعلن بأن لا بيتكوفيتش ولا الاتحاد الجزائري كانا ليغامرا بصحة عمورة، وصرح: “بيتكوفيتش كان مستعدًا لتسريح عمورة لو اتضح عدم تعافيه التام مـن الإصابة”.
وعلّق المصدر ذاته على الأخبار التى راجت فى وسائل الإعلام الألمانية اثناء الساعات الماضية بخصوص عمورة، بالقول إن “مَسْؤُولِي فولفسبورغ حاولوا الضغط على الاتحاد الجزائري لكرة القدم عبر وسائل الإعلام لدفعه الي التراجع عَنْ قرار الاحتفاظ بعمورة”.
ولم يكن عمورة اللاعب الوحيد الذى استغل فيه الاتحاد الجزائري لوائح “فيفا” بخصوص مدة التوقف الدولى، حيـث عاش هشام بوداوي، نجم فريق نيس الفرنسي، نفس الوضعية تقريبًا، بعد ان حاول مسؤولو فريقه منعه مـن السفر الي الجزائر بحجة ان إصابته بيّنة ولا يريد عناء التنقل الي معسكر “الخضر”.
وأصّر الاتحاد الجزائري فى اتصال مع النادي الفرنسي وبوداوي على حضور الأخير الي المعسكر، حتـى يخضع للكشف الطبي تحت إشراف الجهـاز الطبي للمنتخب الجزائري، وهو ما حدث فعلًا، وبعد ان تم التأكد مـن معاناته مـن الإصابة جرى إعفاؤه مـن المعسكر، وليس كَمَا أراد فريق نيس مـن اثناء البيان الذى نشره على حسابه فى منصه “إكس”.
