اخبار الرياضة

الحسين يكشف العجب العجاب.. ماذا يحدث فى الوحدات الأردني؟

تعرضت جماهير فريق الوحدات الأردني لصدمة كبيرة، عشية خسارة فريقها 1-3 امام الحسين إربد، فى بداية مشوارهما فى بطوله درع الاتحاد بكرة القدم، ومنها لم يتذوق طعم النوم، فما حدث فيه العجب العجاب.

بينما جماهير النادي تمني النفس بأن يحقق فريقها الفـوز على “حامل لقب الدورى الأردني”، ولا سيما أنه يعاني مـن غياب 11 لاعـبًا يوجدون بتدريبات منتخـب النشامى، الذى يجهز لمواجهة الكويت فى تصفيات الدور الحاسم والمؤهل لكأس العالم 2026.

ويشخّص العمدة نيوز الأسباب التى قادت النادي العريق لهذه الخسارة القاسية، وكشفت وهن ما يمر به مع بداية مشواره، فى بطوله يعد الأكثر فـوزًا بلقبها، وذلك وفقًا للتالي:

 الوحدات فى الدورى غير مقنع أصلًا

لم يكن الوحدات مقنعًا فى الجولات الأولى التى خاضها فى بطوله الدورى الأردني للمحترفين، فهو واجه ثلاثة فرق تصارع مـن اجل البقاء، ولذلك لم يخض اى اختبار حقيقي ليقيّم قدراته الفنية والتكتيكية جيدًا.

وفي أول مباراة فى بطوله الدورى، فاز على الصريح 4-1، لكن هذا الفـوز لم يكن يعني ان النادي فى افضل حالاته بقدر ما ان المنافس نفسه لم يكن موفقًا على الإطلاق فى هذه المباراه، بدليل تصريحـات رئيسه عمر العجلوني الذى أعلن ان هذه المباراه ستكون للنسيان.

وفي المباراه الثانية، وقع النادي بفخ التعادل امام مغير السرحان 1-1، بعد ان اثناء متمسكًا بهدف وحيد قبل ان يباغته المنافس بهدف التعادل فى الوقت بدل الضائع، وبعدها فاز على معان 2-1، والأخير يَخُوض العام حتـى الان بـ 14 لاعـبًا، ولم يستقطب محترفين أجانب بعد.

المتأمل لتلك النتائج فى الجولات الثلاث مـن بطوله الدورى، يجد ان النادي استنزف نقطتين مهمتين، وأن شباكه تعرضت للأهداف فى جميع المباريات، ما يكشف عَنْ وجود مشكلة كبيرة فى منطقه دائرة نصف الْمَلْعَبُ والمنظومة الدفاعية ككل.

 الحسين إربد يكشف قدرات الوحدات

افتتح فريق الوحدات الامس مشواره فى بطوله الدرع، حيـث استقر فى المجموعة الأولى التى وضعته بمواجهة مبكرة مع الحسين إربد.

وتعد هذه المواجهة عملية للوحدات رغم الخسارة، فهي كشفت ان النادي يعاني مـن سلبيات عديدة تفقده مقومات النادي المأمول، وحدثت “توقيت” مناسب يمكن مـن خلاله إجراء التعديلات المستعجلة، سواء على صعيد اللاعبـين أو حتـى الجهـاز الفنى، أملًا بتصويب الامور قدر الإمكان.

كيف أَحِرْزٌ الحسين إربد الأهداف الثلاثة، مجدي عطار يتقدم خطوة للأمام دَاخِلٌ منطقه الجـزاء على مرأى مـن المالي ديارا ويسدد الكرة فى المرمى، وأحمد ثائر يرتقي للكرة بمفرده دَاخِلٌ منطقه الجـزاء ويضع الكرة بأقصى الزاوية اليمنى للجعيدي، وأحمد صبرة يتحصل على الكرة مـن امام دانيال عفانة ويسبقه ويسدد على الطريقة الأوروبية.. وهنا نتساءل أين فريق الوحدات؟

ورغم ان الحسين إربد يتغيب عنه 11 لاعـبًا مقابل 5 لاعبين مـن الوحدات، حيـث يوجدون بتجمع منتخـب النشامى، إلا ان الأخير لم يستثمر فرصة الغيابات المؤثرة بصفوف منافسه.

ولم يقدم النادي شيئًا يشفع له فى المباراه، وبخاصة فى الشوط الاول وظهر تائهًا، فهو يفتقد للاعبين المؤثرين القادرين على صنع الفارق، وبخاصة فى الجانب الهجومي، بينما لم يستطع اى محترف أحنبي مـن المحترفين الأجانب إثبات نفسه، بل إن المحترف المغربى مروان املاح كان الأسوأ فى المباراه، وزاد “الطين بلة” مع النادي عندما خرج بالبطاقة الحمراء قبل نهاية الشوط الاول بدقيقة واحده.

ورغم ان الحسين إربد لم يكن بكامل قوته فالغيابات كبيرة ومؤثرة، إلا أنه أعلن امتلاكه لدكة بـدلاء تتفوق على منافسه، سواء بتشكيلته المعتادة أو مع غياب لاعبية المحترفين، وهنا تتضح حقيقة الفوارق الفنية والبدنية بين لاعبى الفريقين.

ولعل اللافت ان خطوط الوحدات كاملة تعاني مـن ضعف الترابط، فالمنظومة الدفاعية مفككة ولا يوجد اقل انسجام بين قلبي الدفـاع دانيال عفانة والمالي ديارا، ووسط الدائرة يخلو مـن لاعـب قادر على الوقوف على كرته وهدم وبناء هجمات الخصم.

وعلى أطراف النادي التى كانـت تشكل مصدر القوة بالفريق العام الماضي، يعاني النادي كثيرًا مـن غياب الحلول، واللاعب القادر على صناعة الفارق بالسرعة والمهارة والرؤية، فمهند سمرين يعد الأبرز لكن يد واحده لن تصفق.

الوحدات امام الحسين إربد، خَاض الاختبار الحقيقي الاول له فى العام، فتكشفت حقيقة النادي، حيـث برهنت هذه المباراه أنه بحاجة ماسة لمراجعة الحسابات على صعيد اللاعبـين وحتى الجهـاز الفنى، قبل وقوع “الفأس بالرأس”.

 ماذا يحدث فى الوحدات؟

النادي شكل لجنة للتعاقدات لا نعرف مقدار الخبرة الفنية لأعضائها أو حتـى أسس تشكيلها، وتم التعاقـد مع 4 محترفين، لم يثبت اى منهم نفسه فى المواجهات الأربع، وكذلك لم يستطع اى منهم ان يقنع الجماهير الخضراء بأدائه أو حتـى بلمساته على الكرة، فالمهاجم الكاميروني أكانو ظهر تائهًا وذا إمكانات بدنية وفنية متواضعة.

والغريب ان هناك نقصًا واضحًا فى اللاعبـين المحليين المميزين، ذلك ان الحسين إربد استقطب معظمهم، وفي خضم ذلك، تجد الوحدات قد فسخ عـقد لاعبه الدولى احمد سمير، ومن ثم أعار المهاجم الدولى محمد أبو زريق “بوغبا” للسلط، ودفع بوجوه لا تمتلك الخبرة فى خط الهجوم على حساب المهاجم المخضرم بهاء فيصل، وهذه الحالات كانـت كافية لتؤكد ان هناك شيئًا ما يدور فى الخفاء.

وعلاوة على ما سبق، فإن الوحدات الذى يعتمد منذ موسمين على دانيال عفانة وعرفات الحاج، فإن بنيتهما الجسدية وحدها، وبصرف النظر عَنْ إمكاناتهما الفنية، لا تؤهلهما لتمثيل فريق بهذا الحجم، فالفريق لا يزال يفتقد لمدافعين يمتلكون البنية والرؤية تمامًا كالمدافع السابق طارق خطاب، الذى كانـت جماهير الوحدات تشعر بالأمان بوجوده، على عكس ما يحدث اليـوم.

كان الأفضل للوحدات العمل قبل بداية العام على تعزيز خياراته الدفاعية، مـن اثناء استقطاب اللاعب حجازي ماهر وحسام أبو سعدة، ومنح شوقي القزعة الذى استقطبه مـن شباب الأردن العام الماضي فرصة الانخراط بالفريق، والدفع به تدريجيًّا ليصبح أحد الأعمدة الرئيسة، فما فائدة استقطابه إذا كان لن يشارك.

والعشوائية التى يعيشها النادي، هى نتاج تعاقداته المحليه والأجنبية “المضروبة”، فالفريق تعاقد منذ موسمين مع محمد موالي وإحسان زحراوي، ولم يقدم اى منهما شيئًا يشفع له بالاستمرار مع النادي، وصالح راتب لم يراجع حساباته، فهو يلعـب مباراة ويغيب مباريات.

وما قصم ظهر الوحدات أكثر، أنه كان شبه متأكد مـن ان مهند أبو طه ومحمد أبو زريق “شرارة” وأنس العوضات سيجددون عقودهم، فبقي ينتظرهم حتـى اللحظات الاخيره مـن دون نتيجه، فوجد نفسه يَخُوض العام بلا لاعبين مؤثرين، ولم يضع فى فكره خيارات بديلة لهؤلاء فى حال فشل فى تجديد عقودهم.

وانشغل الوحدات كثيرًا بالمفاوضات مع الجزيرة للحصول على خدمات عامر أبو جاموس، والأخير ظهر بمستوى عادي مع النادي، وكان الأفضل البحث عَنْ خيارات أكثر فاعلية.

ومن حق جماهير فريق الوحدات ان تغضب مـن آلية ادارة ملف فريق كرة القدم، فثمة نحو 10 لاعبين لا يصلحون للعب بفريق جماهيري بهذا الحجم وهذا التَّارِيخُ، لا يرضى إلا بحصد الالقاب المحليه والمشاركة المميزة فى دورى أبطال آسيا 2.

ومن حق جماهير الوحدات ان تغضب أكثر، فإحداث الإصلاح بصفوف النادي قبل إغلاق مدة القيد منتصف الشهر القادم، يتطلب عملاً حقيقيًّا، وفسخًا لعقود عَدَّدَ مـن اللاعبـين، وهذا سيرفع مـن مديونية النادي، فمن سيتحمل المسؤولية، ومن سيدفع الفاتورة؟

هل يغادر رأفت علي موقعه؟

طالبت جماهير فريق الوحدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجلس الإدارة بضرورة فسخ عـقد المدير الفنى رأفت علي والبحث عَنْ بديل بأسرع وقت ممكن، ولا سيما بعدما استنتجت ان المدرب ليس على وفاق مع بعض اللاعبـين منذ العام الماضي.

رأفت علي لاعـب له تاريخه الكبير الذى يحترمه الجميع، لكن ليس كل لاعـب يصلح ان يكون مدير فنيًا إذا ما اجتهد وعرف كيف يتعادل مع اللاعبـين ويديرهم، ونهل الخبرة وتتلمذ على أيد مدربين أكفاء، فمارادونا بعظمته وبتاريخه لم ينجح ان يكون مدير فنيًا ناجحًا.

فريق الوحدات بقيادة رأفت علي يعيش فوضى تكتيكية، فلا طريقة للعب واضحًا ولا طريقة واضحة، ولم يتغيير شكل النادي هجوميًّا، إلا بعد الزج ببهاء فيصل، فلم الاحتفاظ بهذه الورقة طويلًا على مقاعد البدلاء؟ هل مـن شيء بين المدرب واللاعب؟.. هذا سؤال تطرحه الجماهير باستمرار، وليس نحن.

وفريق جماهيري بحجم الوحدات يجب ألا يخضع لأي أهواء أو مصالح، فهو ناد ملك للجماهير وليس لأشخاص بأعينهم، وأي قرار يتخذ ينبغي ان يكون قائمًا على تغليب المصلحة العامة على الخاصة، وكذلك يجب إبعاد اللاعبـين وحتى المدربين عَنْ اى مصالح انتخابية.

فرحة الحسين إربد بالفوز على الوحدات

فريقان كالوحدات والفيصلي على وجه التحديد، واللذان يحظيان بقاعدة جماهيرية هى الأكبر فى الأردن، يجب ان يقودهما مدربون أجانب على مستوى عال مـن الكفاءة وليس محليين، فالمحلي يتعرض فى معظم الأحيان لضغوطات إدارية أو حتـى جماهيرية، تجعله يفتقد صلاحياته، ويخرجه عَنْ الطريق الصحيح للعمل، فتكون النتيجة “مصيبة”.

السابق
مؤشر جديد على تغيير بيتكوفيتش لخططه بسـبب ريان آيت نوري
التالي
ناد إنجليزي يتفـاوض مع المصرى مصطفى محمد