سحـب نجم النصر السعودي، أندرسون تاليسكا، البساط مـن زميله ونجم النادي الاول، البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد ان تفوّق عليه بإنجاز جديد، يعكس المخزون الفنى الكبير للاعب البرازيلي، الذى يعدّ أحد ابرز نجوم الدورى السعودي، قبل مجيء “الدون” وبعده.
وقاد النجمان البرازيلي والبرتغالي، “العالمي” لتدارك كبوته الافتتاحية، التى أُجبر فيها على اقتسام النقاط مع الرائد بهدف فى كل مجموعه، وذلك مـن اثناء تحقيق الفـوز الاول فى العام، والذي جاء عريضًا ومقنعًا على حساب الفيحاء وبرباعية كاملة لقاء هـدف يتيم.
ولعب أيقونتا النصر تاليسكا ورونالدو دور البطولة المطلقة على ستاد مدينة الملك عبد الله الرياضية، حيـث سجّل “راقص السامبا” الهدفين الاول والرابع فى الدقيقتين (5 و90+5)، بينما تكفّل رونالدو بمنح تمريرة الهدف الافتتاحي لتاليسكا قبل ان يدوّن بنفسه الهدف الثانى فى اللقـاء وله أيضًا هذا العام مـن ركلة حرة مباشرة جميلة فى الدقيقه (45+10)، ليصل الي الهدف رقم 889 فى مسيرته الرهيبة والمتواصلة.
نجم النصر يتفوّق رغم تألق رونالدو
وبرغم أرقام قائد النصر المرعبة، التى تتحدث باستمرار، إلا انّ “الأعسر الساحر” تاليسكا، خطف الأضواء مجددًا مـن “صاروخ ماديرا” بـرقم استثنائي يترجم إمكاناته الفنية الفذّة، ولا سيما على مستوى تنفيذ الركلات الحرة المباشرة، التى تعتـبر بدورها ميزة فتّاكة لرونالدو.
ولكنّ الحديث هنا يقتصر فقط على بطولات دورى روشن للمحترفين، الذى دوّن فيه تاليسكا 6 اهداف مـن ركلات حرة مباشرة آخرها فى مرمى الفيحاء الامس الثلاثاء، وذلك منذ انضمامه الي العالمي قادمًا مـن الدورى الصيني فى موسـم 2021-2022، وهو الإنجاز الذى لم يبلغه اى لاعـب، منذ ان وطأت قدما النجـم البرازيلي أرض السعوديه، بمن فيهم رونالدو، الذى التحق بالدوري فى العام قبل الماضي.
ولا تعتـبر ميزة زيارة الشباك مـن الركلات الحرة حديثة العهد عَنْ نجم النصر الذى تعوّد على إتقانها فى مختلف محطاته السابقة، التى جاء فى مجملها حتـى الان الي 18 ركلة حرة توزّعت على النحو القادم: (6 مع النصر)، (4 مع غوانغزهو إيفرغراندي الصيني)، (6 مع بشكتاش التركي)، (2 مع بنفيكا البرتغالي).
“الدون” يتحدّى تاليسكا بتاريخ مرعب
تفوّق تاليسكا على رونالدو فى الدورى السعودي فى هذه الإحصائية حتـى الان، وهو الذى سبقه الي هناك قبل موسمين كاملين، لكن البرازيلي لا يبدو قادرًا على الصمود كثيرًا امام عاصفة الأرقام القياسية الهوجاء لـ”CR7″ والتي تدمّر “مسلّمات” دورى روشن باستمرار.
وبلغة الأرقام فإنّ قائد النصر لا يبعد عَنْ زميله تاليسكا سوى بركلتين فقط، ليعادل رقمه، بعد ان سجّل ثلاث ركلات حرة فى العام المنقضي، وألحقها بواحدة فى مرمى الفيحاء فى بداية العام الحالي، ليصبح مجموع أهدافه مـن الركلات الحرة المباشرة (4)، وفي اثناءّ تقدّم النجـم البرتغالي لهذا النوع مـن الركلات غالبًا، فإنّه سيكون مرشحًا فوق العادة للحاق بالبرازيلي وربّما تحطيم رقمه أيضًا.
ولن يُعتبر تحطيم رقم تاليسكا مفاجأة أو حتـى إنجازًا لنجم ريال مدريد لاحقًا، الذى يعدّ واحدًا مـن ابرز منفذي هذا النوع مـن الركلات على مر التَّارِيخُ، ويكفي ان نشير الي ان عدّاده مـن الأهداف المسجّلة منها، جاء الي 64 هـدفًا.
وفي 23 موسـمًا للبرتغالي حتـى الان فى مسيرته الاحترافية، لم يغب اسمه عَنْ التسجيل مـن الركلات الحرة سوى فى العام الاول له فى كرة القدم الاحترافية مع ناديه الأم سبورتينغ لشبونة (2002-2003)، اثناء كان يبلغ مـن العمر 17 عَامًٌا فقط، بينما كان النادي الذى وقّع بقميصه أكبر عَدَّدَ اهداف مـن هذه “التسديدات المهارية”، هو ريال مدريد، بواقع 39 ركلة حرة دوّنها اثناء 9 مواسم قضاها فى معقل البرنابيو.
وفي الصراع العالمي على ترتيـب افضل مسدّدي الركلات الحرة المباشرة، يأتيّ رونالدو المركـز السابع وبفارق هـدف وحيد عَنْ منافسه التاريخي، ليونيل ميسي (65 ركلة حرة)، وبعيدًا عَنْ “زعيم” هذه الركلات ومتصدر هذه المنافسة، الأسطورة البرازيلي ونجم أولمبيك ليون الفرنسي السابق، جونينيو بيرنامبوكانو (77 ركلة حرة).
ويأمل النصر ان يكون نجماه فى قمه الجاهزية الفنية، لمساعدة “العالمي” على محو العام الماضي المخيب، الذى خرج فيه خالي الوفاض، وبداية العام الحالي الذى فقد فيه أيضًا لقب السوبر المحلي بسقوط قاسٍ (1-4) امام غريمه العاصمي، الهلال، الذى يحصد الأخضر واليابس فى الكرة السعوديه.
