تحليل| برشلونه استحق الفـوز امام بيلباو.. لكن دواءه هو داؤه!

اعتلى برشلونه بقيادة المدرب الألماني هانز فليك قمة الترتيب برفقة سيلتا فيغو وذلك بعدما حَقَّق فـوزًا مستحقًا على ضيفه أتلتيك بيلباو بهدفين لهدف مـن توقيع لامين يامال وروبرت ليفاندوفسكي تخللهما هـدف وحيد للضيف الباسكي مـن توقيع أويان سانسيت مـن علامة الجـزاء.

البارسا نجح فى الفـوز بعدما استحقه بفضل عرض جيد كان فيه الطرف الأفضل رغم محاولات بيلباو، فإن النادي استطاع فى النهايه مـن فك الاشتباك للمرة الثانية ثم المحافظة على النتيجة حتـى النهايه.

هانز فليك اعتمد الـ 4-2-3-1 رَسْمِيًٌّا

تزداد علامات استمرار المدير الفنى الألماني هانز فليك فى الاعتماد على طريقة 4-2-3-1 وذلك بعدما خَاض بها المباراه الرسمية الثانية على التوالي.

اليـوم كان بيدري هو المختلف فى تشكيله برشلونه مقارنةً بفالنسيا، وقد قدّم لاعـب وسـط برشلونه مباراة جيدة فى الشوط الاول وعالية المستوى فى الشوط الثانى مانحًا رافينيا فرصة للتحرر وتلقي التمريرات خلف خط الضغط المشغول ببيدري وليس أمامه.

رغم ذلك فإن برشلونه عانى فى الشوط الاول مـن الاستمرارية الهجومية، فيقدم مدة جيدة ثم يتراجع الأداء ويضل بواسطة المرمى. حاول لامين يامال أحيانًا لكن كان تركيز بيلباو على جبهته واضحًا فى اثناء انعدام تأثير فيران توريس وتأخر دخول بالدي فى المباراه، وعندما بدأ ظهير البارسا الأيسر فى التحسن هجوميًا، تحسن مردود النادي عمومًا.

أكثر مـن كان ثابت المستوى بين الشوطين هو روبرت ليفاندوفسكي الذى لم يهدأ قط طوال المباراه وكان يتمركز بشكل ذكي جدًا بين الخطوط لتلقي بعض التمريرات الطولية التى تفك الضغط العالي لبيلباو، كَمَا تمركز بشكل ممتاز فى منطقه الجـزاء بشكل سمح له بالحصول على المزيد مـن الكرات مـن زملائه.

مشكلة واضحة فى الدفـاع

إحدى مشاكل الدفـاع كانـت فى ان برشلونه ليس معتادًا على اللعب بثنائي وسـط، كَمَا ان أغلب عينة لاعبيه ليست فقط معتادة، بل هناك شكوك كبيرة حول قدرتهم بدنيًا على هذا الامر.

هذا الامر تسبب فى ان يكون بيلباو خطيرًا فى المرتدات، فمتابعة نسق الباسكيين كان صعبًا على الكتالونيين، وتمكن الضيوف مـن تشكيل خطورة فى غزواتهم الهجومية، خاصة مـن جانب نيكو ويليامز، وربما لو كان إينياكي ويليامز فى مستوى جيد لنجح فى ضرب دفاع برشلونه بأكثر مـن تمريرة كان يمكن فيها التمرير لأويان سانثيت أو لشقيقه.

لكن المشكلة الكبيرة فعلًا لبرشلونة ليست فى عمق الوسـط، بل فى أطرافه، ففيران توريس ولامين يامال لا يعودان بسرعة ولا يجيدان الدفـاع أصلًا، ومع اللعب بطريقة 4-2-3-1 فإن اعطاء تقديم الأطراف الي ثنائي الوسـط أمر ليس بالهين بدنيًا على بيرنال وبيدري المطلوب منه إسهامات هجومية، اى ان دواء برشلونه بزيادة لاعـب فى الهجوم هو داؤه حاليًا بعدم كفاية اثنين فقط مـن لاعبى الوسـط.

لذلك وُضِع جناحا بيلباو فى موقف واحد لواحد كثيرًا مع ظهير أو قلب دفاع أتلتيك بيلباو، وإن كان أليكس بيرنجير لا يتمتع بنفس المهارة التى يملكها نيكو ويليامز وكذلك يصل مجهدًا مـن تأدية دوره الدفاعي بإجادة كبيرة، فإن مهارات ويليامز كفلت له صناعة خطورة كبيرة مـن هذه المواقف امام كوندي أو كوبارسي.

تعديل صنع الفارق امام بيلباو

تحرك هانز فليك كان منطقيًا فى الشوط الثانى بإخراج فيران توريس وإشراك فيرمين لوبيز. قبلها كان برشلونه افضل لكن كان بيلباو يسعي، لكن بعد هذا التبديل ازدادت قدرة البارسا على امتلاك الكرة بفضل اقتراب فيرمين مـن بيدري، كَمَا كان فيران توريس نشيطًا فى بداية الشوط وتلقى أكثر مـن تمريرة ذكية خلف الدفاعات لكن رعونته امام المرمى كانـت كبيرة فى لقطات افتقد معها الانتباه مع التسلل.

لكن ما حرّك الامور فعلًا هو تبديل فليك لمركزي فيرمين ورافينيا، فنقل فيرمين مـن الجناح الي العمق وأرسل البرازيلي الي الأطراف ليشكل ثنائيًا مميزًا مع بالدي، وهو ما أتى أثره بالفعل فى أكثر مـن كرة منها تسديدة لليفاندوفسكي أنقذها الحارس بأعجوبة حتـى أتى تحرك بيدري الذكي خلف أطراف بيلباو.

ومع تخاذل برادو فى العودة معه والتغطية بأسرع مما فعل، كان بيدري يرسل الكرة التى سجل منها ليفاندوفسكي الهدف المستحق بعد خطأ فى إخراج الكرة مـن الحارس الذى صحيح قدّم تصديًا هائلًا قبلها بدقائق لكن أداءه بشكل عَامٌ أقل كثيرًا مـن الحارس الاساسى أوناي سيمون.

برشلونه فليك سيذهب الي الراحة وقد بات فى الصدارة ضوء بطولات الدورى الإسباني، وستركز إدارته أكثر على إجراء اى صفقات أخرى، وعلى تَسْجِيلٌ داني أولمو الذى سيسهم بشكل كثير فى ان يكون للبلوغرانا عمق أكبر فى تشكيلته الهجومية فى انتظار ما إذا كان سيكون كييزا آخر المنضمين، ووقتها سيتنفس لامين يامال الصعداء أخيرًا بعد ان يجد مبدئيًا جناحًا يمكنه ان يعول عليه فى الجانب الآخر مـن الْمَلْعَبُ.