اخبار الرياضة

لمَ قرر لويس إنريكي إرسال أوغارتي الي مانشستر يونايتد؟

اقترب فريق مانشستر يونايتد مـن الحصول على خدمات مانويل أوغارتي لاعـب وسـط باريس سان جيرمان هذا الصيف، إذ يطمح إيريك تين هاغ الي تعزيز خياراته فى الوسـط الدفاعي.

وبدأ السؤال فورًا عَنْ مدى جودة النجـم البرتغالي وهل هو مناسب لمانشستر يونايتد؟ فالصفقة قد تصل قيمتها لأكثر مـن 50 مليون جنيه إسترليني.

وقع أوغارتي لسبورتينغ لشبونة فى عَامٌ 2021 ليحل محل جواو بالينيا، الذى انضم الي فولهام حينها، وتفوق فى كسب استحواذ الكرة فى خطة لعب المدرب روبن أموريم (3-4-3)، قبل ان يجذب انتباه باريس سان جيرمان وتشيلسي، لكن النادي الباريسي هو الذى حصل على خدماته فى صيف 2023.

يجب أولاً الحديث عَنْ اللاعب وصفاته، فهو لاعـب وسـط دفاعي متمرس أو تقليدي، فى مركز رقم (6).

فى مقابلة له مع موقع باريس سان جيرمان الرسمى وضح عَنْ اهم صفة فيه وهي استعادة الكرة وقال: “غالبًا ما أشعر بالسعادة عندما أستعيد الكرة. ولكن مع استمرار اللعب، أقول لنفسي أريد تَسْجِيلٌ هـدفًا”.

احمد سيد زيزو بقميص الزمالـك

كَمَا اعلن اللاعب إنه يفتخر بأسلوبه الدفاعي. فهو يجمع بين اللياقة البدنية العالية (فهو سريع بشكل مميز فى سباقات الجري) والشدة الدفاعية وكسر الهجمات، لكن على المستوى الهجومي لا تترقب منه شيئًا ولا يشكل اى تهديد للخصوم، فلم يسجل سوى 4 اهداف فى 200 مباراة مع أندية الدرجة الأولى.

لكن إن كنت تُريد لاعـبًا يقوم بعمل “المدمر” فى وسـط الْمَلْعَبُ، فلن تجد افضل منه، فهو يعتبر ان المعركة تبدأ عندما تكون الكرة مع الخصم.

سبب رغبة باريس سان جيرمان فى بيع أوغارتي

تزامن وصول اللاعب الي باريس سان جيرمان مع وصول المدرب لويس إنريكي، وهنا كانـت المشكلة، لأن المدرب الإسباني سبق ان عمل مع لاعبى الوسـط مـن نوعية سيرخيو بوسكيتس ورودري، ويحب لاعـب رقم (6) يجيد التمرير والاستحواذ.

لذلك أوغارتي غريب على طريقة إنريكي، فهو لا يُقدم التمريرات التقدمية كيفما يُريد المدرب، ويركز على التمرير التحفظي الآمن؛ جاء الي متوسط ​​تمريراته التقدمية 4.1 تمريرة و0.7 تمريرة حاسمة لكل 90 دقيقة فى الدورى الفرنسي، وهو أقل بكثير مـن متوسط ​​الدورى للاعبي الوسـط البالغ 5.4 و1.2 على التوالي.

بالإضافة الي ذلك، فإن نهجه الذى وصفه هو نفسه بالقول: “انظر الي الكرة وحاول الفـوز بالكرة”، يعني أنه يمكن إخراجه مـن مركزه فى كثير مـن الأحيان؛ وهو الامر الذى تسبب فى صعوبات لمدير يركز على التفاصيل مثل لويس إنريكي، مثل الصُّورَةُ أدناه.

فى سعيه لمطاردة الكرة والفوز بها يترك أوغارتي مركزه ومساحات خلفه

برزت هذه السلبية اثناء خسارة باريس سان جيرمان (2-1) امام ميلان فى دورى أبطال أوروبا فى بداية نوفمبر/ تشرين الاول 2023، حيـث ظهر الفارق بين سلبية أوغارتي فى الخروج مـن مركزه لمطاردة الكرة وكسبها مهما كان الثمن، وأسلوب إنريكي فى الانضباط التمركزي والعمل التدريجي فى الاستحواذ.

فى تلك الليلة لعب البرتغالي كلاعب وسـط دفاعي خلف فيتينيا ووارن زائير إيمري، ورغم مركزه الحساس، لكن لاعبى ميلان عرفوا كيف يخرجونه منه، حيـث استخدم روبن لوفتوس تشيك وآخرون التمريرات الثنائية لإخراجه مـن موقعه قبل مهاجمة المساحة التى أخلاها عند ملاحقة الكرة.

لم يفز أوغارتي إلا بثلاثٍ مـن أصل 15 مواجهه ثنائية له فى ذلك اليـوم، وتم إنذاره بسـبب خطأ منه امام ثيو هيرنانديز. كَمَا تم استبداله فى النهايه بفابيان رويز بعد انقضاء ساعة مـن اللعب، وحصل على أسوأ تقييم مـن جانب موقع “سوفا سكور” 5.9 نقاط.

ولم يشارك أوغارتي سوى فى مباراة واحده أخرى فى دورى أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان فى ذلك العام، حيـث فضل إنريكي استخدام فيتينيا وزائير إيمري وفابيان رويز فى كل مباراة خروج المغلوب فى مسيرة النادي الي الدور نصف النهائى.

بغض النظر عَنْ الاختلافات فى طريقة أوغارتي وطريقة إنريكي، يجدر أيضًا التساؤل عمّا إذا كان اللاعب يعاني ببساطة مـن التكيف مع دوريات أكثر كثافة مـن الدورى البرتغالي، مثل الدورى الفرنسي.

اتحاد جدة

ويمكن رؤية هذا الفارق بمقارنة موسمه الاول فى باريس سان جيرمان بموسمه الأخير فى سبورتينغ لشبونة، لقد عانى أوغارتي مـن هبوط فى منحنى النجاح فى اثناء التصدى للمراوغين (54% فى 2022-23 مقابل 48% فى 2023-24)، واعتراض التمريرات (2.2 مقابل 1.9 لكل 90 دقيقة)، واستعادة الكرة (9.4 مقابل 8.4 لكل 90 دقيقة) والنجاح فى المواجهات الهوائية (63% مقابل 54%).

كَمَا بدا أقل ثقة بالكرة تحت قدميه وفي اثناء مواجهه اللاعبـين، والتحرك عرضيًا بدلاً مـن الأمام، مما أدى الي خسارة باريس سان جيرمان الاستحواذ كثيرًا.

فى الأخير أوغارتي يشبه كاسيميرو الذى يلعـب مع مانشستر يونايتد وتألق امام فولهام فى المباراه الأولى فى الدورى الممتاز هذا العام بجانب كوبي ماينو، لكنه يظل أكثر طاقة وحيوية، والاستفادة مـن نقاط قوته واللعب عليها ربما يجعل الامر مختلفًا بالنسبة لليونايتد عَنْ باريس.

السابق
كريم بنزيما يحاول لفك نحس تاريخي امام الخلود بافتتاحية الدورى
التالي
سنواجه منتخـب النشامى وليس الحسين إربد